في هذه القصيدة ثلاثة نجوم: الأول هو شاعر هذه القصيدة: محمد الحسناوي، والثاني: سيد قطب الذي كانت القصيدة رثاءً له، والثالث: مصطفى السباعي الذي أوحت ذكرى وفاته بهذه القصيدة. وهنا أبيات من القصيدة:
فَلنُغَنِّ
لَكَأنّي
أم كلثوم تُغنّي=للدُّنا أعذبَ لحنِ
للنّدامى للدوالي=للصبا الشادي الأغنِّ
للأراجيح تَهادى=أنهراً، جنّاتِ عدنِ
للندى يوقظ غصناً=تاهَ في أوصالِ غصنِ
* * *=* * *
ليكُن خلف التغنّي=حشرجات وتَجَنِّ
فلنا الصوتُ المُندّى=بِلُبانات التمنّي
سُنَن الكون هزار=مُطلَق أو رهن سجن
ما صفا ماء الليالي=إنّ ليل السجن مُضنِ
* * *=* * *
آهِ من سجني ومِنّي=هل لِنائي الصفو مُدن؟
ضجعتي في ظل دوح=أم جدار فوق جفني؟ج
الأراجيح تَهادى=أم رقابَ الناس تَحني؟
الندى يوقظ غصناً=أم دم يُغني ويُقني؟
أيكون الوهم دنيا=والدُّنا أشتاتَ عِهنِ؟
آهِ من صحوي وسكري=آه من عُكّازِ جبني
أم كلثوم تُغنّي=والصدى يقرع سنّي
فارس عاد سليباً=من حُسام ومِجَنّ
وخلا الساح لِباغٍ="تَتَريّ" السيف، رعنِ
يعلف الناس بِخبز=من عجين اللؤم نَتنِ
حَسِبَ الرأيَ عواء=نابحاً من غير إذنِ
فإذا الفارس مصفو=دٌ بِمحراثٍ وتبنِ
يمضغ الغيظ دُواراً=هادراً طوفانَ وَهنِ
أينَ منه مجلس النّ=وّابِ لسناً بعد لسنِ
يبسط الشرع حنيفاً=من رياض الخلد مَجني
في قفار حُبلَيات=بالشَّجا من ألف بطن
سيّد من بيت ريف=ونباهات ويُمنِ
خطبَ الشمس أديباً=وأريباً جدَّ فَطن
عرف المهر فأعطى=غالياً من كل وزنِ
شمماً فذّاً ودأباً=ما ونى في قَعر سجن
وبياناً كادَ سحراً=يغرف البحر بِرُدنِ
سامَه فرعونُ خسفاً=بعد خسف وتَجَنّ
فإذا السيّد عبد=وإذا العبد يُمَنّي
أمُّ كلثوم تُغنّي=أم بُروجَ الزيفِ تبني؟