لوَمْتُ نفسي
لوَمتُ نفسي بعد ما خطوت في عَتْم الغروب
أمشي الهوينى علني أسلو تباريح الكروب
في أمة تخضعت لكل نهاب سلوب
وسلمت قيادها لكل زياف كذوب
روعتُ أطيارا أوت في مطلع الليل الهيوب
تروم دفئا حانياً يفيض أمناً للقلوب
في حضن أغصان سَجَتْ في زهوة البدر الخلوب
رجعت قلبي موجعٌ أكاد أعدو في وثوب
مفكرا في ما نأى من الشوادي في هروب
يمامتان رِيعتا ، وهامتا صوب الجنوب
ودِجًة تطايرت صيحاتها في كل أوب
وبلبل ، أليفُه نآه نأي المستهيب
يكاد في صُواته يشجيك إيقاعُ نحيب
ما كنت في فعلي حكيما حين رحت كالمريب
أمشي بمحراب الشوادي إذ هجعن في الغروب
مغفرةً يا شادياتُ ما اجترحتُ من ذنوب
في مهجتي حب لَكُنَ ليس يبلى من نضوب
والحب روح الكون حين يحيا في القلوب
لا فرق بين طائر مغرد طروب
وبين إنسان يسوخ حينا في العيوب
الحب شمس حرة فوق الروابي والسهوب
الحب غيم ماطر إن غاث يَبْسان الجُدوب
تألقت مخضرة زهراء كالروض الخصيب
وسوم: العدد 823