من أفضال رمضان الكثيرة؛ أنه يحبب إلينا الآخرة، ويزهدنا في الدنيا.
إن الحياة وإن يطُلْ مسراها=تقفو شوائنَ أمرها حسناها
فإذا هي ابتسمت وأشرق وجهها=عادت لنا الغُمَّى وعاد أذاها
وقصيرة وطويلة وجميلة=ودميمة، لكننا نهواها
وكثيرة عشاقها وقليلة=سعداؤها وجميعهم أسراها
تعطي وتسلب إن ربك صاغها=وهابة سلابة كفاها
لا عن رضا تعطي ولا عن بغضة=تأبى وإن خيارها أزكاها
لا تبطرن إذا أتاك نفيسها=أو تجزعن إذا أتاك قلاها
أو تحفلنَّ بقدحها أو مدحها=إن الذي سواك من سواها
والأمر فيها مثل أمرك دائماً=يتناوبان حصانة وسفاها
فإذا استقمت فأنت خاطب هديها=وإذا ضللت فخاطبٌ عُزَّاها
واعلم بأنك سوف تلقاها غداً=عند الممات عشية وضحاها
والفوز في الأخرى فأسرج نحوها=مهراً من التقوى تنل أعلاها