حبّهُ نبضي
حبّهُ نبضي
أحمد عبد الرحمن جنيدو
سوريا حماه عقرب
عبّأتُ من رَحِمِ الأنســــــامِ ذاكرتــي،
راحتْ لتبحثُ عن قبْرٍ لخاتمتــــي.
رســــمْتُ بعضاً على أوجاعِنا قدراً،
فوق النزيفِ شجونٌ، درْبُ رابيتـي.
شممْتُ عطرَكِ مرّاتٍ بنزْفِ هوىً،
حتّى احتراقُ صميمي خطُّ فاتحتي.
جبْتُ البلادَ التي ما أنجبتْ أمـــــلاً،
قدْ أورثتْني لهيباً نارُ قاتلتـــــــــــي.
ســــألْتُ نفسي، وتلوينُ المدى ألـمٌ،
قدْ أرْدفتْ ثغرةُ الألغازِ أجوبتـــــي.
كتبْتُ شعري على الجدرانِ ملحمةً،
جاءَ الغبارُ، ليمحو رسـْــمَ خارطتي.
للبؤسِ رمزٌ،يعيدُ الصوتُ حاضرَهُ،
للجرحِ أشـكالُهُ، قوّتْ معذّبتــــــــــي.
يا أرضُ، يا طفلــةً تبكي ضفيرتَها،
قدْ بعْـــتِ في ثمنِ الأوغادِ خاتمتي.
أحْببْتُ فيكِ حماقاتي، ومهْدَ صبــا،
هدْرُ الحريقِ ودادُ النبعِ عاطفتـــي.
لي قبلةٌ خلفَ بابِ النورِ مغلقــــةٌ،
لي دمعةٌ ركَّعتْ تيجانَ مجزرتـي.
لي لحظـةٌ،والبديلُ الكبْتُ من غدِهِ؟
أوراقُ من قتلوا آمالَ عاشـــقتــــي.
معــــلّقٌ فوق أوهامِ الأنا دمُنـــــــا،
بانتْ قروحٌ على أحشـــاءِ أوردتـي.
بكــــى زمانُ وفاقي لعنـــةً بيـــــدٍ،
صـــلَّتْ على ألمِ الترويعِ شاكلتـــي.
واســــتوطنَ السرَطانُ اللبِّ نظرتَنا،
هل عرّشَ الوغْدُ في ساساتِ مقبرتي؟.
بنى قصوراً على أشـلائِنا، ومضى،
زادَ الركامَ ســقوطي،نصْلُ مذبحـتي.
إنْ غادرتْ أمُّنـا أوطانَ راضعِها،
ماتوا جياعاً على أســبابِ فاحشتي.
أدْركْتُ كلَّ حيــــاتي قانعاً بهــدىً،
عن آخرِ الوقْتِ مسجوناً بمهزلتــي.
سألتُ لونَ شــخوصي عن مكانتِنا،
قضّتْ كلامي نوىً، تغتالُ ألسنتــي.
دفنْتُ في صوتِنا مــــرثيّةً، عُدمتْ
أنســى، وخنجرَهُ في ذبحِ حنجرتـي.
يا ملعبَ الحلمِ لا تنظرْ، متى رحلوا،
من مسرحِ الموتِ كلُّ المسْخِ غانيتـي.
يا طفلةَ القتلِ،أصْلُ الرعبِ ساجنةٌ،
من دمعةٍ، والسيوفُ الحقُّ تربيتــــي.
يا غربةَ المجْدِ هلْ كنّا بموطنِـنـا
حلماً؟! نداري به نســــيانَ فاجعتــــي.
نظرْتُ خلفَ مصيرِ الضعْفِ طعنتُهُ
قالتْ: وروحي فداكِ اليومَ ملهمتــي.
إنْ مـتُّ، تغري جنانُ الموتَ يا وطني،
تفديك ِنفــــسي،حياتي، بطْنَ منجبتــي.
إنّ الغرامَ إذا يبكي ســـــــــيلهمُـــــها،
في الابتسامِ سينسى الجرحَ طاعنتــي.
أهمُّ ما في الوجــودِ العزُّ يا أمــــــلي،
تســـــمو الحياةُ انتصاراتٍ بأغنيتي.
فالأرضُ في قدرٍ نبْــــضٌ يصافحُهُ،
لونُ الترابِ تراهُ الآنَ في ســـــــمتي.
صوتُ البدايةِ عرْفٌ قبلَ معــــرفــةٍ،
صاحَ الفؤادُ إلى الوجدانِ من رئتــي.
وحبّهُ يدركُ الأحــوالَ في زمــــــنٍ،
إنّ اليقيـــــنَ، تنيرُ الدربَ أفئدتــــــي.