مرسي الرئيس المظلوم
النيل والقدس الأسيرة يبكيان عليك يا مرسي الحبيب
أرض الكتاب ، سهولها وجبالها ، يعلو بمهجتها النحيب
ويجيش في أعماقها غضب عتا فيه اللهيب
ظلما سجنت ، ولم يكن لك في التظلم مَن يجيب
ماذا اجترحت من الذنوب ؟! الساجنوك هم الذنوب
سجنوا البلاد جميعها ، فاجتاحها البؤس العصيب
ست عواجفُ أطبقت ، أيامها الهول الرهيب
لا وجه أهلك قد رأيت ، ولا حنا إلف قريب
قتلوك قبل رحيل روحك ، سجنهم قهر يذيب
ما هذه مصر التي كانت حنانا لا يغيب
ما هذه مصر التي زهو الجلال لها نصيب
مصر الجديدة أمركوها ، غدا لها وجه كئيب
تجفو القريب فظاظة ، يهنا بها العادي الغريب
في كل خاسرة لها سهم سديد ، كم يصيب !
وبكل مفخرة لها سهم طَيوش ، كم يخيب !
قد جئت إنقاذا لها ، فاختارها عبث عجيب
ومضى بها ، يلهو بها ، في كل مَسْلَكةٍ تريب
مرسيُ ، باقٍ أنت صوتاً للأصالة لا يشيب
باق على التاريخ رمزا حين يُدعى يستجيب
المخلصون كتابهم أبدا لدى الدنيا قشيب
والمفسدون كتابهم أبدا بقبحهمو معيب
وسوم: العدد 829