فيا مُرسي جزاك الله خيرا
فيا مُرسي جزاك الله خيرا و أسكنك الجنان العاليات
ضربتَ لنا المثالَ لخير راعٍ يسيرُ بنا إلى بَرِّ النجاة
لقد أرسيْتَ في عامٍ حكمتَ أساساً للعلا و المكرمات
سكنتَ بنفس مسكنك القديم و لم تغشَ القصور الفارهات
و تمشي للمساجد مُطمئنا و سلْ تلك المساجد شاهدات
و أهل الحيِّ حولك في وداد لقاءً أو سلاماً أو صلات
و تفرض للمعيلة ما كفاها و ما أغلى دعاءَ الأمَّهات
و تمنع وضع صورٍ للرئيس على الجدران في أي الجهات
و لم تأخذ رواتب تُستحق تعفَّفْتَ فيا نعم الصفات
رسمتَ لنا الطريق إلى المعالي و أرسيْتَ المعانم واضحات
و في طهران قمت بهم خطيبا تَرضَّيْتَ عن الصحب الثقات
بمجلس أمنهم تُلقي السلام على خير البرية و الدعاة
بعهدك قد أتى الدستورُ فخراً بنودا بالعدالة زاخرات
بها القرآن و الهَدْيُ دليل تُرَدُّ إليه كلُّ الأُقضيات
و نحفظ من كلامك يا رئيس مقاطعَ ذات نبضٍ صادقات
فإني لن أخون الله فيكم و قد وفَّيْتَ رغم التضحيات
و قلت بكل إخلاص و عزم أحافظ ما استطعت على البنات
نفوس الناس للأقصى تتوق و تلك لنا أعزُّ الأمنيات
و يأبى الضيمَ آباءٌ كرام ليخرجَ نسلُهم خيرَ الأباة
و لبيكِ هتفت بها لسوريا تزلزل ركن طاغيةٍ و عات
و غزةُ لستِ وحدَك بل سنبقى معا ضد البغاة أو العداة
و لا نعطي الدَّنِيَّةَ ما حيينا و نصبر رغم صعب تحديات
و عن شرعية الشعب افتديتَ و قلت لنا مقابلها حياتي
فضحتَ من ادَّعَوْا حبا لمصر بزيفٍ من كَذوب اللافتات
و قدَّمتَ المثال لحبِّ مصرَ و وقَّعتَ بأغلى التضحيات
و كنت إمامَ عدلٍ رغم أنف عيونٍ قد غدت متربصات
من الشرق أو الغرب سواء و من مصر ذيول تابعات
قد انقلبوا عليك بكل غدر و حبكِ دسائس و مؤامرات
و في ستٍّ عجافٍ كم صبرتَ على اللأواء من فُجْرِ الطغاة
و أنزل ربنا الرحمن فضلا عليك من السكينة و الثبات
بلادي مهما جارت كم تَعِزُّ شدوتَ بها بظلم محاكمات
بميدان الجهاد و قد قضيتَ و أدَّيتَ الحقوق الوافيات
دعونا الله يكتبُك شهيدا لترقى في الظلال الوارفات
جزاك الله عنا كلَّ خير حبيبا في الحياة و في الممات
و أنبت ربُّنا غرساً زرعتَ ليُثمرَ في السنين القادمات
وسوم: العدد 830