([1]) الصحابي العظيم الداهية عمرو بن العاص
([2]) الأمير عبد الرحمن الداخل باني الدولة الأموية في الأندلس بعد سقوطها في المشرق.
([4]) الخليفة الراشد عمر بن الخطاب محرر القدس الأول من الرومان.
([6]) هو الرجل الذي يعده قدر اللَّه الغالب ليكون محرر القدس الثالث من اليهود.
أجدْ فيه قوافيك امتداحا=وصغها كالسنا لاحت ولاحا
وأطلقها شوارد سائرات=غواليَ تملأ الدنيا صداحا
تسير بها الشفاه بكل فج=زئيراً أو هديلاً أو ضُباحا
أدرها من هتون المزن أصفى=بواسم لا ترى فيها كُلاحا
وأنشدها وأسمعها البرايا=وضيئات نقيات صِباحا
لبسن مع الوضاءة ثوب طهر=فجئن سواحراً زهراً ملاحا
وتزداد المحاسن حين تكسى=ذكاء أو عفافاً أو سجاحا
وقل في فيصل غر القوافي=وفاءً قد أرادت لا امتناحا
فإن الشعر يعشق من تساموا=ونالوا ذروة الدنيا طِماحا
وكانوا للمبادئ غاليات=سناها والأسنة والصفاحا
وزانتهم وزانوها وكانوا=لها همماً أبت إلا الجماحا
وفيصل في ذؤابتهم مجلٍّ=ولا تعجب فقد عشق الكفاحا
وأعلى المجد والقمم العوالي=وقد كانت لوثبته المَراحا
فسلْ عنه ذراها فهي أدرى=به مذ نال أوعرها وصاحا
بعرب قد أضلتهم دعاوى=زوائف كنَّ مثل الجرح قاحا
أحبوا زيفها فأتوه طوعاً=وقد ظنوه من سفه فلاحا
فرد ضلالها وطوى أذاها=وعرَّاها وفي الشمس افتضاحا
وأدماها وأرجعها خزايا=كسيرات حسيرات قِباحا
* * *=* * *
سألت الشمس والتاريخ عنه=فقالا إنه الأعلى جناحا
سنذكر ما حيينا يوم نادى=إليَّ إليَّ وامتشق السلاحا
وخاض الصعب هولاً إثر هول=وأدماه اعتسافاً واجتياحا
وشاد لأمة الإسلام مجداً=جليلاً يملأ الأفق البَداحا
إذا ذكرته جَدَّ لها سرور=كما سُقِيَ المشوقُ الصبُّ راحا
وقالت إنه الآمال جذلى=تزيد على وسامتها اتضاحا
فطرن به وكن له بساطاً=وطار بها على الدنيا وراحا
فجاد وساد واقتاد السرايا=ونال ذرا الشهادة واستراحا
* * *=* * *
أغر وفيه أخلاق حسان=وعقل جلَّ عمقاً واقتراحا
وفيه من شمائله صَباح=يكون على ملامحه صَباحا
ترى للصمت إيثاراً لديه=وللأعمال ألسنة فصاحا
وإن أعيا دهاةَ الناس أمرٌ=رأيت له استباقاً وانقداحا
كأن ببرده «عمراً»([2]) في حزم عنيد=إذا اتقدت عزيمته أشاحا
عن الأخطار والأخطار ظمأى=فيسقيها الصوارم والرماحا
ويسرج صبره في الهول خيلاً=تجوز به المفاوز والبطاحا
وتقتحم الغواشي وهي حبلى=بأرزاء وتستبق الرياحا
وتدرك قمة المجد المدمى=عصياً أو أبياً أو متاحا
* * *=* * *
شهيد القدس إن القدس عرض=ستحميها كتائبنا رداحا
سنرجعها وإن كرهت يهود=بعزم لا يكلُّ ولا جُناحا
ونذكر كيف كنت بها حفياً=وكيف غدت لك العبء الرزاحا
وكيف هتفت إن القدس عهد=ونحن لها الفداء ولا براحا
أموت لأجلها وأنا سعيد= ولا أرضى حماها مستباحا
منايَ وليس لي إلا بقايا=من الأيام تنزاح انزياحا
أصلي ركعتين على ثراها=محررة عليها البشر فاحا
أمامي الهول أبصره نيوباً=وأبصره احتداماً واكتساحا
وأهتف والأماني والمنايا=تنادمني غبوقاً واصطباحا
«وأياً كنت يا طرقي فكوني=أذاة أو نجاة أو نجاحا»
سأقطعها ويحميني يقين=أجل من الذرا وأعز ساحا
وجدت به الملاذ فكان حصني=وفي الغمرات كان ليَ السلاحا
وكان أعز أصحابي وجندي=وما كانوا الأذلة والشِحاحا
ولكنْ كان أعظمهم مضاءً=وأصفاني مودته قَراحا
حباني من قواه ما حباني=فكنَّ ذخيرتي لما تلاحى
عُداتي كيف يؤذوني وكادوا=وصرَّح حقدهم والشر تاحا
فما أطبقت من خوف جفوني=ولم أك من تلبث واستماحا
لأن وعيدهم قد كان عندي=نقيقاً أو نهيقاً أو نباحا
وغر مناي أن أمضي شهيداً=فقد عاينت في موتى الرباحا
* * *=* * *
شهيد القدس إن القدس كانت=وتبقى في ضمائرنا جراحا
تنادينا ونحن لها صداها=نجيل لها الأسنة لا القداحا
نكون لها الوقاء ونفتديها=ونرخص دونها هاماً وراحا
غداً تنبيك وهي النصر نضراً=بأن الغدر مر بها وزاحا
أقام على ثراها بعض يوم=«غريب الوجه واليد» ثم طاحا
وكان حكاية بتراء تروى=كآل مر في القيظ التماحا
* * *=* * *
شهيد القدس في غدنا أذان=عزيز يملأ الساح الفساحا
يردده على الأقصى بلال=مهيب الوقع ينداح اندياحا
نلاقيه هدىً ونراه شهداً=ويلقاه اليهود أذى براحا
ويغدو في مسامعنا صداحاً= ويغدو في مسامعهم نواحا
* * *=* * *
سألت عن اليهود الشمس يوماً=وما ظلماً أردت ولا مزاحا
ألا يا أم من كانوا أجيبي=وهل كانوا هدىً سمحاً لَياحا
فقالت ساعة ثم استطاروا=إلى الكفر الذي ألفوا بواحا
وكانوا نبتةً سقيت بإثم=فجاؤوا مثلها إثماً وقاحا
ونقضاً للعهود ولا حياء=وعرضاً شام في العهر ارتياحا
ودولتهم على شر تربت=وفيه نمت وأدمنت السفاحا
فكانت مثل أستير مساءً=وكانت مثل راحيل صباحا
ستفنى في غد فالزيف شؤم=أضاف إلى دمامته الطلاحا
* * *=* * *
شهيد القدس موعدنا صباح=وضيء كالربيع غداة فاحا
نتبِّر فيه ما شادت يهود=وما أخفاه كاهنهم وباحا
ونقرأ سورة الإسراء([4]) فيه=يعانق في بشاشته صلاحا
([6]) جاء يُهدي=مع النصر الخزامى والأقاحا
فيا لثلاثة كانوا سيوفاً=وكانوا في حُلى النصر الوشاحا
وأغلى النصر نصر لم يشنه=ذووه فجاء ممتلئاً صلاحا
فكان وسامة كسيت جلالاً=وكان مهابة كسيت سماحا