فلسطين السرى لنا
( في الذكرى الحادية عشرة لرحيل ملك الشعر محمود درويش )
"يا وحدنا " كبرت وصارت عالما من " وحدنا "
فيه الخيانة وجهة للرأي سافرة الخنا
ما عاد يسترها النفاق وجبن أنذال الأنا
صاروا فوارس ساحِنا ، للغدر قد شرعوا القنا
كوهين بات حبيبهم ، وهواه غالية المنى
يتلون سفر غرامه في نشوة العشق الفَنا
والقدس في ميزانهم ليست بلؤلؤة الدنا
ليست مدينة أمة ، قرآنها نهر السنا
وذبابهم بزنينه بخس الأقيصى المَوزِنا
ها هم يرومون العقيدة يقصدون المطعنا
***
في أرض غزة نكتب الأشعار قلبا مؤمنا *
ورفيفَ حلم جامح يجلو الحوالك مَوهِنا
والكف تمسك بالسلاح لكي نعيد الموطنا
هذا هو العهد الذي نرعاه حتى وحدنا
أوليس هذي أرضنا ، والله أعطاها لنا ؟!
وعطا الإله نحفه بالغاليات دمائنا
***
كن يا مليك الشعر روحا ما لها أن تحزنا !
فحصان والدك القديم يَشيم بارق خيلنا
ويجيبها بصهيله في السهل حرا آمنا
في قلبه وحي الشعور بأن نصرا قد دنا
وبه بيان حقيقةٍ : إنا موالك أرضنا
والسارقين مآلهم أبدا رحيل من هنا
هذي فلسطين السرى ، هذي فلسطين لنا
*يقول محمود درويش إن غزة لا تكتب الشعر لانشغالها بمقاتلة العدو .
وسوم: العدد 837