الهوامش:
1 لَثَق اليُمن: نَداه و طيبه
2 بأوا: فخرا و رفعة
3 قُنوا: عُلُوًّا وارتفاعا
4 ربوا: عالية
5 نجوا: قطعا و بترا
6 أحوى:أسود، محترق
أين يا قلبُ وقد أمضيتَ شأوا = من لياليك، وظلٌّ العمرِ يُطوَى
وتحاملتَ على جرحٍ, له = شدوُ نفسٍ,: كلٌّه همٌّ و شكوى
وانقضت ستون أو كادت على = زفراتٍ, أعقبت مُرًّا وحلوا
وتلجلجتُ، ولكن لم أعش = مثل مَن عاشوا مع الأيامِ لهوا
وتلفَّتُ، وفي اليُمنى أرى = من يقينِ القلبِ بالرحمنِ دلوا
يرتوي منه فؤادي إن طغى = وهجُ الغربةِ عدوانا و غلوا
ما تناءى لَثَقُ اليُمنِ الذي = غشي الروحَ ولا في الصدرِ أخوى ( 1)
حيثُ أهفو فالمضيئاتُ على = جانبَي راحلتي...تسرعُ عدوا
ما تثاقلتُ فديني وَزَرِي = منه إن طالَ السٌّرى أُسقَى و أُروَى
وأحسٌّ الأمنَ يسري في دمي = من جنى أمسي، ويمحو البِرٌّ شجوا
والأزاهيرُ التي فاحَ بها = ذاتَ يومٍ, حقلُنا المعطاءُ عفوا
لم تزل تغمرُ روحي عبقا = ما سواه الروحُ طولَ العمرِ تهوى
كم أتت من راحتيها حللٌ = تمنحُ المجدَ لهم حضرا و بدوا
من غراسِ الشرعةِ البيضاءِ قد = أغنتِ الناسَ من النعماءِ صفوا
كيف عافوا طهرَ أشذاءِ الهدى ؟! = وارتضوا رجسَ الهوى من دون جدوى؟
وتعاووا في ضياعٍ, دامسٍ, = وامتطوا ما زيَّفوا وهمًا و بلوى
في مصابٍ, فاغرٍ, فاهُ على = بابِ شؤمٍ, بالتباريحِ تلوَّى !
هوذا نبضُ فؤادي لم يزل = بالمثاني... ملأ الصَّدرَ و دوَّى
وطموحٌ لم يزل يسقيه من = فيضِ إيمانيَ إشراقا و نجوى
قطراتٍ, عذبةَ الرَّشفِ على = خطوِ مشتاقٍ, جلا الآفاقَ زهوا
من رضا الرحمن تحثو راحُه =جلَّ ربِّي... خلقَ الخلقَ و سوَّى
فامضِ يا قلبي ولا تركن إلى =عبثٍ, يُزوَى إلى الخالين سلوى
إنَّ مَن ينسلٌّ مِن حانوتِه = لم يجد في غيرِه خبزًا و حلوى
قد مضى العمرُ حثيثًا لم يقف = عندَ زيفٍ,، أو إلى الزينةِ ألوى
صاغَ للأُمَّةِ شعرًا صافيا = وتخطَّى ملعبَ العانين بأوا ( 2 )
في الدواوين التي سطَّرها = شوقُه الأسمى إلى العلياءِ قُنوا ( 3 )
لم يزل تحدو وتحدو حوله = همساتُ الفجرِ بالقرآنِ نشوى
وأبى النَّسجَ على منوالهم = وارتقى بالآيِ توحيدا و صحوا
إنَّ مَن ضيَّعَ في التيهِ النٌّهى = لم يكن في السعيِ نحوَ الخيرِ كُفوا
والهُويَّاتُ التي اختلَّت على = منهجِ الرِّدةِ لم تستهدِ ربوا ( 4 )
وأساليبُ الأفاعي اضطربت = عبثا تلك الأساليبُ و نزوا
تعسَ الإلحادُ سمًّا قاتلا = لأولي الإلحادِ لم يبرح و نجوا )5 )
دينُنا الأعلى منيعٌ ثابتٌ = في مغانيه وحقلُ الكفرِ أحوى ( 6 )
مَن رأى أُمَّتَه منكوبةً = في هجيرِ الخطبِ بالأوجاعِ تُشوى
هجرَ السَّعيَ إلى بطلانِهم = واكتفى بالحقِّ نبراسا ومأوى
عافَ رجسَ البغيِ لايلوي إلى = هرجِ الأوباشِ أو أزجاه شدوا
أذنَ اللهُ بأن نطويَه = وعليه السَّخطُ الموعودُ أهوى
فقدُ ما نملكُ مِن عزَّتِنا = لم يكن منَّا وحقِّ اللهِ سهوا
موطنُ الخيرِ الذي يأبى الونى = لم يزل للعزمِ و الأمجادِ مهوى
وله في كلِّ صوبٍ, جحفلٌ = يقطعُ الوحشة رغمَ القيدِ حبوا
ويرى فيه الربيعَ المجتَنَى = يمنحُ المقوين في الأرزاءِ صفوا
مغدقًا... يسكبُ من دلوِ المنى = لأولي الصَّبرِ فأغناهم و أوفى
ربِّ تِقنا أن نرى جنَّتَه = يومَ تزجي من شميمِ الفخرِ شذوا
لم تُصوِّح ويحهم أربُعُنا = تلك والله لأهلِ الزورِ دعوى