صروف الدهر فينا لا ترقُّ

د. أحمد جعفر الشردوب

صروف الدهر فينا لا ترقُّ

ونحن لبعضنا أبداً نعقُّ

وندعو للمحبَّة و التَّصافي

و نكذب فيهما  فلبئس خُلْقُ

و أسألُ و الشقاقُ بنا تمادى

أبين قلوبنا والصخر فرق؟

ووحدةُ صفِّنا فينا تشظّت

وكانت قبلُ رتقاً لا تُشقُّ

ويوماً بعد يومٍ في سِدانا

ولحمةِ صفِّنا يزداد خرقُ

و خازوقٌ بأسفلنا نراه

على نزف الجراح بنا يُدقُّ

ونحلف أننا للحب نسعى

لعمري حلفُنا حنْثٌ و شَدق

فيا أسفاً على حالٍ تردّى

و جافى فيه دعوى الحبِّ صدقُ

قلوبٌ حشوها غلٌّ و بغضٌ

فكيف بحبِّها يوماً تدقُّ

و غصنُ الحبِّ فينا كيف ينمو

و تشدو فوقه بالحبِّ وُرقُ

وقد عانى بفرقتنا ذبولاً

وطير الحبِّ قد أرداه خنقُ

إذا وقتَ الشدائد ما ائتلفنا

أيحصل إلفُنا إن حان صعق

بحور دمائنا عمَّت و طمَّت

و يفسدُ ودَّنا مالٌ و رزق

ونغفو ثم لا ندري أنبقى

ونعلمُ أنّ سهمَ الموت حقُّ

ويهتكُ غِلُّنا الطّامي عُرانا

و يُخفي داءَنا بوحٌ و نُطقُ

أرى جذعاً على الأعذاق يحنو

و قد جافى لهذا الجذع عذق

إذا ما الغصنُ أنكر فضل جذع

فأولى ثم أولى فيه حرق

وكم غصنٍ بنا جافاه جذعٌ

وحبلُ الوصل بينهما يدِقُّ

إلى حال القطيعة قد تناهى

و حالُ الودِّ بينهما أحقُّ

ألا يا نسمة الحبِّ استمرّي

فمن عطر المحبّة طاب نشقُ

و يا روضَ المحبَّة فلتعودي

جناناً في سماها الأفق طلق

متى سحُبُ المودَّةِ ظلَّلتنا

سيهمي فوقنا بالحبِّ ودق

وسوم: العدد 839