يا شيخ الشهداء
م. عز الدين سلامة
يا سَيّدي
يا أيُها الشيخُ الشهَيدْ
شيخٌ على كُرسِيّهِ
قد حرَّكَ الدنيا قَعيدْ
نم حيثُ أَنتَ في العُلا
حيثُ الخلودْ
يا أَيُها الشيخُ الذي أَيقظَ أمّةً
تَسربَلت بِذلٍ لا يمَيدْ
واستسلَمت للنومِ في أحضانِهِ
وغَرَّها العيشُ الرَغيدْ
ها قد نما غَرسٌ غرستَهُ
فَطِبْ نفساً ولا تَسل عنِ الغَرسِ العَتيدْ
قد طابَ ما زرعتَهُ لَنا
فالنخلُ باسقٌ لهُ طلعٌ نَضيدْ
أَثمرَ في القدسِ وفي غَزّةَ هاشمٍ
ضَراغِماً أُولي بأسٍ شَديدْ
فالقدسُ شُعلةٌ حماسٌ نَبضُها
للشّمسِ ترنو والضِياء
محفُوفةً بالعزِّ والمجدِ التَليدْ
والعزُّ قَسّامٌ بِها
نَسرٌ إذا انقضَّ على فريسَةٍ
يا وَيَحها
قد مُسِحت مِنَ الوُجودْ
وضفةُ العياشِ فيها أنجمٌ
كتائبٌ للحق تُبدعُ الصمود
كم سَطَّرت للمجدِ صفحةً
من الدمِا ينابيعاً تَجود
وغزةُ العزَّةِ بالحماسِ أَضحتْ
لِبني قُريظَة نِدٌ عَنيدْ
أَذاقَهم موتاً زُؤاماً
حينَ زلزلَ اليَهودْ
في البرّ والبحرِ أُسودٌ لا يَرِفُ جَفنُها
كرٌّ وكرّ دأبُها
قَصفٌ وَقنصٌ ثمّ خَطفٌ للجُنودْ
أَتو بِجُرفٍ صَامدٍ
قَد خَسِئوا وَكُبكِبوا
كالعصفِ مأكولٌ هَميدْ