ألمي من الحزن أم حزني من الألم = يا صفوة الغيد من حورٍ ومن شِيمِ
عاد الزمان وطيفٌ منك ذكرني = رسم الكثيبِ وغصن البان و العنمِ
تمضي بأحقافِنا الأحقابُ تنقلها = بين النجود وبين البيدِ و الأكمِ
كانت بها "الفاو" أمجادٌ و مملكةٌ = وكنتَ فيها ضليل المُلك والحشم
طافت بنا خيلُها تجري "لأنقرةَ"= ونحن في عشقها في الحلِّ والحرمِ
كسرى يهددنا والروم تزرُمُنا= و سيف بن ذي يزن ما زال في نَهَمِ
ماجت بنا أبحرٌ من كلِّ ناحيةٍ = تزعزع العُمُدَ العاديِّ و الإرمي
تُقطِّعُ قبل أكبــــادٍ وأفئدةٍ = منا الوثيقَ من الأعراق والرحمِ
كأن "دمَّونَ" صَحْراءُ "الغَبيطِ" بها = تبعثرُ الدم بالأنصال والحــــممِ
ترعى مع الحُمُرِ الآرامُ تنشدها = أوابدُ الطير من موتٍ ومن عدمِ
مندوحةٌ بضروع الخير أوديةٌ = تسيل أنهارها عسلاً من النعمِ
لكنها ما غدت تشكو مرارتها = وفقرها عِبرةً في سائر الأممِ
هدموا العماد من الأخلاق فانتقضت= منها بيوتٌ من الأشعار و الخِيَمِ
بأسٌ شديدٌ لألويةٍ يمزقها = غدرٌ وطعنٌ من الحراسِ و الخدمِ
تدوي بها الريح تخوي وهي خاليةٌ = واليوم يملأها ذهبٌ من السخمِ
لا يخلو الخير من شرٍّ يزاحمُهُ = كالبحر يهدي إليك الدر بالزخمِ
قد كان فينا زمانٌ قلَّ صفوته = فيه الحواضرُ بين الروث واللُقمِ
فهلَّ نورٌ من الأقداس بؤرتُهُ= يشع جاهاً كجاه الشمس من شممِ
فقاد بالعُرب ِأهلَ الأرض من أمم= الصينِ والرومِ و الأحباشِ والعجمِ
فكان للناس توحيدٌ يوحدهم =وكان للكون تطهيراً من الوخم
أما النبوات في الآفاق قد ختمت = ومدعيـها له وئدٌ من النِقمِ
و للتمائمِ والكهانِ قد نُصبت = أعلى المشانقِ والمعبودِ من صنمِ
والشعر قالوا تولى في غوابرهِ=فقلت كلا ورب الوحي والكلمِ
ما زلتَ أنت غواءَ الشعر تحمله = أما اللواءُ فللإسلام والحِكَمِ
والخيل ما عاد فخرَ الملك فارسُهُ = ولا العذارى له تهوى وتبتسمِ
و السيفُ والسهمُ والأنصالُ لاغيةٌ= في السلم والحرب و الميزانِ والقلمِ
تقول: أنتم إذاً في السِلم أمتُكم = والأمن من وابلٍ يهمي ومن ديم
أقول لا ..أسفا ً والعجز يغمرني= والقولُ والحالُ فوق الوصف والحُلم
فأنت إن شئت قلْ الحالُ مختلطٌ = الأنس بالجن والأضواءُ بالظُلمِ
وللحديد وللنيران هيمنةٌ = وللشياطين أبراجٌ من الأطمِ
ولليهود مع الآثام دولتهم=تُرغِي وتُزبدُ بالإرجاف والقسمِ
والمسلمون على أقدارِ وحدتهم = من خير منجى لهم فروا و معتصمِ
والنفس ترجو من الباري سلامتها= والقلب يسكن بالإيمان والسّلَمِ