في 18/8 الموافق 24 ذي الحجة يوم الثلاثاء عام 1987 أصيب الأخ حسن مصطفى النرابيجي من حماة بمرض الكوليرا ثم عافاه الله. اكتشف الإصابة الأخ خالد فخري وهو ممرض كان يعمل عيادة الدكتور مسلم عبد الرزاق والذي أشرف على علاجه كل من الأخوين الكريمين الدكتور صالح خوجا، والدكتور مفيد عثماني، جزاهم الله خيراً جميعاً وبمناسبة الشفاء كتبت هذه القصيدة:
صديقي لا عدمتك يا صديقي=وعفواً أنت مني كالشقيق
أجلك للشهامة والتصدي=لأمواج البلاء بوقت ضيق
وخلق فيك دمثٍ والتزامٍ=وترعى حرمة العهد الوثيق
وروحٍ عذبةٍ رفت سمواً=على زحل بأجنحة الشروق
يفيض حديثكم طرفاً وبشراً=ألذ على الجليس من الرحيق
ونمنا وادعين مساء يومٍ=على مرحٍ وتفكيرٍ رقيق
وأصبحنا على همٍ وغمٍ=وحزنٍ ضج يغلي في العروق
ونبكي صحبةً في الله كانت=وما زالت برونقها الأنيق
على الله اجتمعنا وافترقنا=وفي محنٍ فصنها يا صديقي
دعوت الله في قلبٍ كسيرٍ=صديعٍ قد تنهنه في الطريق
بل انصرم النهار ونحن ندعو=ونرجو الله إنقاذ الغريق
مغافاه الإله وكان فضلاً=عجزت له عن الشكر الحقيقي
وأطفأ ما بقلبي من لهيب=وما قد شب فينا من حريق
إلهي مسني قدر بكره=وشكراً حيث كنت به رفيقي
فكل لي كلما خربت أمورٌ=وأعوزني النصير مع الشفيق
كأني بعد أن عافاه ربي=وأصبح مثل عصفورٍ طليق
من المرض الخبيث ولاح برءٌ=وعاد الوجه كالورد العبيق
جبال من سرورٍ وابتهاج=تجل علا عن الوصف الرقيق
خواطر في فؤادي ناطقات=إليك أبا ربيعٍ من مشوق
على العمر الطويل تظل ذكرى=وفاء للصداقة والصديق
وأهدي صالحا ومفيد مني=سلام الفضل عرفاً والحقوق
كلا الأخوين قد سعيا بجهدٍ=وما في الوسع قد بذلا وطوق
كأن سناه كوكبة الثريا=ونجم الصبح أفرط في البريق
أقر لكل ذي فضلٍ بفضله=وأمقت من تمادى في العقوق
شباب حماة من عاشرت منكم=بمحنتنا وفي السجن السحيق
من الأخيار من كانوا دروعاً=تقينا جحمة الندل الزريق
أراكم في المنايا مثل غصنٍ=ندي أخضرٍ رطب فتيق
وآمالي نعود إلى حماةٍ=ودار العز والمجد العريق
بحاضرها نجوب وأن نصلي=بمسجدها الكبير بل العتيق
ونمشي في الشوارع دون خطرٍ=ومنع للتجول أو معيق
من الوحدات أو جند السرايا=وماموزٍ كتيبي صفيق
يفتش عن تذاكر أو عن اسمٍ=بفتحه كل دربٍ أو مضيق
له شكل أضيق به امتعاضاً=وصوت كالخوار أو النهيق
وسحنته من تقمص وجه كلبٍ=وخنزير كقائده الفريق
رأيتهم بإذن الله يوم=يدوس به الرفاق على الرفيق