في رثاء الشهيدة أسماء البلتاجي
مصطفى العلي
في رائع الجنات يا أسماء يكسوك من حلل الخلود بهاء
يا جرح أمتنا الذي لا ينتهي نزفا على كل الجهات دماء
يا فجر عزتنا التي لم يكتفي منا قرابينا تقدم في سخاء
يا أخت خولة يا سليلة من بنوا للمجد فسطاطا وأي بناء
يا فخر أسماء القديمة سطرت سِفرا يَؤمّ سطوره القرّاء
لا زال ما دام الزمان مَرَاجعا لا ينتهي من درسها العلماء
الجرح ذات الجرح يا أسماءُ قضيةٌٌ هي ذاتها في سائر الأنحاء
الحاكم الطا غوت والشعب المدجج بالسفاهة والبلاهة والغباء
يدني له ظهرا ليركبه حتى إذا ما قام ينزله به حل البلاء
وضريبة الذل المقيم فمن ترى يَرضى لها دفعا سوى الشرفاء
يهنيك في الجنّات منزلة مع المختار والأبرار والشهداء
ماكنت قرب النيل غير فراشة تلهو مع الأزهار يغمرها الصفاء
فغدوت نجما ساطعا في حلكة من ليل أمتنا الطموح إلى الضياء
مرّي على الشهداء أبناء الشآم وبلّغي منا لهم عهد الوفاء
مهما تمطت واستطالت لا نساومُ لا يراودنا النكوصُ إلى الوراء