ألوذ بمن يشفّع إن دهاني = من الأهوال ما يضني جناني
رسول الله يشفع عند حشر = إذا شهدت يميني أو شمالي
وأنطق عالم الأسرار جلدي = بما أخفى وما خانت عياني
وأعوزني من الأعذار عذر = أقدمه لربيّ إن قلاني
وما عانيك ديّاني بعان = ومغضوب عليه ولا مهان
فما كنت المخيّب من يرجّي = قريبا إن ينادى خير دان
سألتك بالنبيّ فلا تكلني = لشيطان مريد تيّهان
وأخشى من ركوبي كل ذنب = ومن نفسي إذا صارت حصاني
جموح لا تراض ولا تبالي = وتوردني موارد من نهاني
فأكرم يا إلهي إن تمادت = بعفو من لدنك وقد كساني
بمدح محمد خير البرايا = فريد لا تحيط به المعاني
ومولده لنا عيد سعيد = ونفرح بالمديح وبالتهاني
حباه الله بالفضل المجلّي = وأكرمه بسبع من مثان
فمن كمحمد في الناس يرجى = لنيران تزمّم بالعنان ؟
يذود الخلق عنها إذ تلظّى = إلى ظل ظليل لا زنان
سرى ليلا ويحمله براق = وبالمعراج طار إلى عنان
وأشرقت السماء بنور طه = وقال الله : من ذا قد أتاني ؟
فقيل: محمد قد جاء يرجو = من الرحمان عفوا للمدان
وقال الله : سلني ما تشاء = ستعطى راضيا كسب الرهان
فمن كمحمد قدرا إذا ما = تصارخت الخلائق في هوان ؟
وضجّت يا مشفّع من يجود = بعتق من جحيم والدخان
فقال: أنا لها يا ربّ شفّع = خليلك في عبيد والغواني
وقال الله : فاشفع يا خليلي = وبشّر بالأمان وبالجنان
كذاك الوعد مني لا خليف = وبشرى في الصلاة وفي الأذان
وسيل والفضيلة والمقام = وجنات زهت والقطف دان
وريحان وحور في خيام = ولذات تدوم مدى الزمان
فيا بشراي إن شفع الحبيب = مدائحه يطيب بها لساني
وما لي غيرها زاد وذخر = إذا ما الهول ضرّب بالجران
حبيبي قد كسوت البرد كعبا = وأمداحي بلا برد تعاني
فأكرم يا عظيم الجود مدحي = بعتقي إنني في الحشر عان
صلاة الله يتبعها سلام = على الهادي المتوّج في الجنان
وأزواج وآل وصحب = لهم شرف وذكر غير فان