(لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ * 128 فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) 129 / التوبة
*** ***
*** ***
لَكِ ذا المولدُ الأثيرُ الماحي = لظلامِ المكارهِ المجتاحِ
مولدُ المصطفى نهارٌ تجَلَّى = بأغاريدِه بأبهى صباحِ
لَكِ يا أُمَّتي فقومي شموخًـا = بمزايا الإسلامِ في الإصلاحِ
فمحيَّاهُ بالهُدى يتهادى = يغمرُ الكونَ من رفيفِ الجناحِ
شَهِدََتْهُ العصورُ ذا رحماتٍ = مغدقاتٍ تُزْجَى مع الإصباحِ
والصناديدُ أهلُه فالسَّجايا = وارفاتٌ في سيرة الجحجاحِ
قهروا الكفرَ فاضمحَلَ هباءً = وأنالوا الورى متونَ الفلاحِ
فشدا المجدُ مشمخرًا بدينٍ = للبرايا فزالَ وجهُ الوَقاحِ
فلقد جاءَ بالسحائبِ تُحيي = لبنيهم أطايِبَ الأدواحِ
ليس تشقى الشعوبُ إن أدركَتْها = رحمةُ اللهِ بالرضا والسَّماحِ
إنَّه الإسلامُ العظيمُ فَتَبًّـا = لِمَن اعتَدَّ بالهوى الفضَّاحِ
أَوَتُغْرِي بهارجُ العصرِ مُدْمَى = يتلوَّى فؤادُه من جراحِ !
إنْ تخلَّى عن الحنيفِ زمانٌ = فاسمعوها مجامعَ الأنواحِ
أَوَيَسْعَى على التَّوهُجِ حافٍ = فوقَ جمرِ الآلامِ والأتراحِ
ليسَ في الكفرِ غيرُ نارٍ تَلَظَّتْ = زادَ إيقادَهـا هبوبُ الرياحِ
جانَبَ الفطرةَ الشَّقيُّ فعانَى = من مآسي غُدُوِّه والرواحِ
خَدَعَتْ جاهليةُ العصرِ لمَّـا =عانَقَتْهُ بالغيدِ والأقداحِ
وبزيفِ اللذَّاتِ تُغري فَتَاها = حانةُ الإثمِ في الليالي المِلاحِ
هل يُرَى السَّطرُ في الظلامِ لِمَنْ يقرأُ. = . في طرسِه بلا مصباحِ !؟
فهوَ العيشُ في الحياةِ بلا دينٍ . = . تَغَشَّاهُ ضنكُها في النَّواحي
جاءَه الآثمُ الزنيمُ فألقى = بجناحيْهِ في الأذى الملحاحِ
أَوَتَحْيَا الحقولُ من غيرِ ماءٍ = وتُباهي بزهرِهـا الفوَّاحِ
تلكَ أُقصوصةُ المخاتلِ تَبًّـا = لضلالِ المعاندِ الفضَّاحِ
عادَ في صفقةِ التجارةِ يحثو = من معاناةِ غافلٍ روَّاحِ
في غُدُوٍّ يسوقُه زهوُ زيفٍ = ماتعدَّى السَّرابَ كالنُّزَّاحِ
أو رَواحٍ يحدوهُ بؤسٌ ثقيلٌ = من تبارٍ في الحالتين مُتاحِ
ذكرياتٌ ما لُحْنَ إلا لشأنٍ = فيه آياتُ رفعةٍ وصلاحِ
أَوَتَمضي أطيابُها دونَ جَدوى = أَوَتُطْوَى أسفارُ أغلى الصِّحاحِ !
ويحَ هذي النفوس ماتتْ ولمَّـا = تجدِ الأمرَ دونما إفصاحِ
آهِ يا أُمَّتي وحالُك يُشجي = من فسادٍ و ذِلَّةٍ و جراحِ
ولديكِ الشِّفاءُ من كلِّ داءِ = لم يزلْ في الأثيرةِ الأفراحِ
النُّبُوَّاتُ خَتْمُها وعلاهـا = في المثاني وفي الحديثِ المُـتاحِ
فإلى المجدِ أسرجيها و هبِّي = لميادينِ فضلِهــا اللمَّـاحِ
ليس تُجدي الدموعُ أو حسراتُ . = . النفسِ للتائهين في كلِّ ســاحِ
أَتُحِبِّينَ نارَها كفراشٍ = يتداعى على لهيب التَّلاحي !
فأفيقي من غفلةٍ أوسَعَتْها = شهواتُ المخمورِ للأقداحِ
واجهشي بالبكاءِ ويكِ وتوبي = أُمَّتي من فجورها الفضَّاحِ
غفلةٌ أفقدتْكِ شدوًا تسامى = بفــمِ المجدِ المبدعِ الصَّدَّاحِ
مولدُ المصطفى يثيرُ جُذاها = فترى ضوءَهـا مع الإصباحِ
وترى الشَّوقَ هــزَّ قلبًـا تردَّى = أثقلَتْهًُ ضراوةُ الأتراحِ
اليقينُ المكينُ لن يتلاشى = في الحنايا وما له من َبراحِ
هو فيضُ الحنينِ أغنى سناها = من قناديلِ أمسِه الممراحِ
ليس يُطوَى الإسلامُ بئسَ الأعادي = فَهْوَ دينُ المهيمنِ الفتَّاحِ
خَبَّأَ المجدُ للأفاضلِ يومًـا = لظنونِ الطغاةِ غيرُ مُتــاحِ
وانتقى العزُّ ثوبَهم من مواثيقِ . = . جهادٍ ، ومن صليلِ الصِّفاحِ
ذاك إرثُ الأفذاذِ من أُمَّةِ الخيرِ . = . وعنوانُ فخرِها والوشاحِ
في أذانٍ يعيدُه الكونُ فجرًا = ومساءً رغمَ الأسى والجراحِ
رغمَ مافي يدِ العدوِّ من الحقدِ . = . وما في نفسِ السفيهِ الإباحي
سيُوارَى بطلانُهم ، ويُولِّي = زهوُ سلطانِهم وسوءُ الجِماحِ
وضجيجُ الهُراءِ يفنى ، وتُسفى = ذي النياشين في هبوبِ الرياحِ
ليس تُغضي شعوبُنا عن فسادٍ = جلبوهُ والفسقُ غيرُ مُباحِ
قد يُغَلُّ الشُّموخُ حينًـا وحينًـا = قد تعاني الأسواءَ من ذي الوَقاحِ
هكذا المجرمون بين اعتسافٍ = لشعوبٍ وبينَ نارِ السِّلاحِ
إنَّمـا الأمرُ لو دَرَوْا ماتعدَّى = مابطيِّ الأقدارِ والألواحِ
إنَّـه اللهُ ليس يُهملُ لكنْ = يمهلُ الظالمين أهلَ التلاحي
فإذا جاءَ أخذُه ، فعزيزٌ = جلَّ يقتصُ من فلولِ سَجاحِ
تعسَ الأشقياءُ مَن أسرفوا فاسترخصوا . = . قتلَ أُمَّةٍ برزاحِ
وأذلُّوا كرامَهــا وأباحوا = للعدوِّ الغشومِ حالَ انبطاحِ !
الملماتُ توقظُ الناسَ فاصبِرْ = وانْــهَ أحداقَ دمعِها السَّحاحِ
ما تَلَفَّتُ والرجاءُ حليفي = في مقاديرِ رزئِنا ذي الرداحِ
أتوخَّى وفي العقيدةِ نورٌ = وخلالَ الدجى وميضُ صباحِ
هو صبرٌ على الشجونِ ، ويُلفَى = من كُواهـا ابتسامةُ الأفراحِ
لستُ أخشى ، فللطغاةِ اندثارٌ = ولإعلامِهم قرين النباحِ
كم قبرْنا من ظالمٍ وخؤونٍ = وتوارى كَعَارِه الفضَّاحِ
وحقيرٍ تطاولَ الكِبرُ فيه =لـم يُمَتَّـعْ لآخـرِ الأقداحِ
جَرَتِ الأقدارُ المهيمنةُ اليومَ . = . عليهم فَغُيِّبُوا بِنِيَاحِ
فَهُمُ الآنَ عندَ ربِّكَ تُشْوَى = بلظاها جلودُهم ياصاحِ
لَعَنَ اللهُ بغيَهم كم أذاقوا = من أذاهم أهلَ التُّقَى والصَّلاحِ
ليس تخفى الفعائلُ السُّودُ منهم = أَوَتُنْسَى جرائمُ السَّفَّاحِ
فاستعدِّي يا أمَّتي لنزالٍ = وأعدِّي للفتحِ كلَّ مُتاحِ
ستعودين للبريَّةِ وَدْقًـا = منه تربو منابتُ الأطماحِ
وتُعيدينَ مجدَنا وهُدَانا = لتُثيري أناملَ الشُّرَّاحِ
آهِ يا أُمَّتي وأنتِ أمانٌ = في حُنُوٍّ ورحمةٍ وسماحِ
وعطايا أكنافُها لا تُجَافَى = وبساتين كلِّ خيرٍ مباحِ
أَوَلَيسَ النَّبِيُّ جاءَك بشرى = بالمثاني ترفُّ بالأوضاحِ
فتساميْتِ والشعوبُ بشوقٍ = لكِ شوقَ الجوى لماءٍ قَراحِ
لاتليني لعاصفٍ ذي جِماحٍ = فحِماكِ الأبيُّ غيرُ مباحِ !
لكِ من قبضةِ الإباءِ لواءٌ = ومن الصبحِ أكرمُ المصباحِ
ومن العزِّ جبهةٌ تتحدَّى = سهمَ حقدٍ وعربدات النطاحِ
فأنيري دنياكِ لايسترقنَّكِ . = . خطبٌ عدا وبأسُ بسوءِه الملحاحِ
وانفحي العالَمَ الكئيبَ بأُنسٍ = من رواياتِ مجدِك الفوَّاحِ
قد ظمئنا يا أٌمَّتي لضياءٍ = فيه نُلفي ندى افترارِ الصباحِ
عاشَ فينا الرجاءُ يُلهمُنا الصبرَ . = . جميلا فاليأسُ غيرُ مُتاحِ
قد نحرنا أفراحَنا بيديْنا = وارتضينا جهالةً بالنواحِ
وشربنا من المراراتِ بؤسًـا = واستسغنا قذارةَ الأقداحِ
وجعلنا حرامَها مُسْتَلَذًّا = كحلالٍ من طيبات المباحِ
المآتي في فجرنا أمنياتٌ = حملتْها بالطيباتِ الأقاحي
قيلَ يومًا : أعُنفوانُكِ ولَّى = وهدمتِ الشموخَ عبرَ السَّــاحِ !
خجلَ الفتحُ من خطاكِ وأدمى = وجهَه الحُلوَ من دفوقِ الجراحِ
فانهضي ياشقيقةَ العزِّ تَلْقَيْ = لعلاكِ الميمونِ أُفْقَ طِماحِ
أمــمٌ قد تَشَبَّثّتْ بسرابٍ = وتعالتْ على الورى بِجِمــاحِ
وشعوبٌ تولَّعَتْ بالدنايا = وعن الشرِّ لم تزلْ في وقاحِ
ولأنتَ الرجاءُ يا أُمَّتي والأملُ . = . العذبُ لاحَ بين البطاحِ
ولأنتِ انطلاقُه في زمانٍ = حافلٍ بالمنغِصَاتِ الصُّراحِ
ماثناكِ الإرهابُ من دولِ الكفرِ . = . ولا عاصفُ الأذى المجتاحِ
كم رأينا ابتدارَكِ اليومَ يهفو = لِسُمُوِّ الرؤى و للإصــلاحِ
تتهادين مثل نفحةِ صبحٍ = لم تُغَيِّبْهُ غصَّةُ الأتراحِ
إنَّ فينا شكيمةً ما أكَبَّتْ = أبــدًا في غُدُوِّنا والرواحِ
لكِ يا أُمَّةَ النَّبيِّ عزاءٌ = و رجاءٍ من راحمِ فتَّاحِ
فابدئي السَّعيَ بالرجوعِ إليه = ثــمَّ جدِّي على سبيلِ الصَّلاحِ
ينشرُ الهَدْيَ ركبُنا غيرَ واهٍ = تحتَ راياتِ بأسِنا النَّضَّاحِ
فاصبري واتَّقي الإلهَ ولَبِّي = بارئَ الخلقِ فالقَ الإصباحِ
كي تنالي رغمَ الطغاةِ المعالي = وتقودي شعوبَهم للفــلاحِ
أنتِ وقتَ الظهيرةِ الأُمُّ ظلاًّ = وشذًا من ربيعِكِ الفوَّاحِ