رثاء اختر رضا خان
إلى حضرة العلامة تاج الشريعة الإمام أختر رضا خان رحمه الله أهدي هذه القصيدة، فهو الذي جاهد جهادا رائعا في نصرة عقائد أهل السنة والجماعة وضحى في سبل خدمة الدين كل غال ورخيص، وانتصر للدين في كل وقت ولم يخف في الله لومة لائم،ورسخ في قلوب المسملين حب النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم ونورها بمعرفة الإيمان واليقين.
نهاية كل شمس في الغروب
وكل ابن التراب إلى التراب
فلا تفخر فإنك من تراب
خلقت وسوف ترجع للتراب
وكل الشمس سوف تغيب يوما
إذا ما حان وقت للغروب
ولما جاء نعي الشيخ أختر
تحولت العيون إلى السحاب
وجاء الناس من كل النواحي
كأنهم هضاب في هضاب
ترى أعناقهم تعلو وتهوي
كأمواج البحار على العباب
مماتك كان للتقوى مماتا
وآذن كل فضل بالذهاب
وعيشك للشريعة كان غابا
فلم يخش الرجال من الذئاب
حياتك منهل عذب الشراب
وموتك علقم مر كصاب
إذا ما حل أختر في مقام
تبددت الدياجي بالشهاب
غمرت قلوبنا من حب طه
فليس بها مكان للرباب
وليس بها إلى ليلى ميول
ولا نحو الخمور له تصابي
وكم علّمتنا دين الرسول
وميزت الشراب من السراب
ولما أن علا النعش الأيادي
علت أصواتهم حزن الذهاب
فما شأني بأن أرثيه نظما
وقد فاضت له عين السحاب
ولما هيأوا في الأرض قبرا
فقلت لهم من العجب العجاب
أيكفي للسما قبر حفرتم
وهل يسع التراب لذا السحاب
فيا سحب السما هطلا لقبر
مقيم فيه أكرم من سحاب
وسوم: العدد 850