مَن قال : العزةُ بالذَّهبِ = والمجدُ يكونُ بلا تعبِ ؟
والعيشُ يطيبُ بلا دينٍ = والفخرُ يُطرَّزُ بالَّلعبِ ؟
هذا زورٌ ، فاسمعْ قولا = يُنْبِئْكَ بفخرِكِ والنَّسبِ
ما العزَّةُ إلا بالتقوى = وبقلبً حُــرٍّ لم يَهَبِ
وهو القرآنُ يعلمُنا = نهجًـا في العزِّ مدى الحِقبِ
إنَّـا من أُمَّةِ إسلامٍ = وبه قد بلَّـغَ خيرُ نبي
فاعلم أركانَ مفاخِرِنا = من غيرِ فسادٍ أو كذبِ
بالخُلْقِ تُفاخرُ أمَّتُنا = والبِـرِّ بأُمٍّ ثــــــــم أبِ
وصلاةٍ فيها راحتُنا = من همٍّ العيشِ ومن نصبِ
وصيامٍ يجلو أنفسَنا = بجزاءٍ عَذْبٍ مُرتَقَبِ
وزكاةٍ فيها تزكيةٌ = للنفسِ وفيها لـم تُرَبِ
والحجِ الماحي لايُبقي = من ذنبٍ يُودي أو ريبِ
هذا الإسلامُ فَعِشْ وافْخَرْ = بالدِّين الأقومِ والقُرَبِ
وَسَمَتْ بالمصحفِ سيرتُنا = في جيلٍ من قومٍ نُجُبِ
في ظلِّ مساجِدِنا نهفو = للهِ فأنعِمْ بالرَّغبِ
وبروضِ الفطرةِ نشأتُنا = فوَّاحُ شذاها لم يغبِ
وبِسُنَّةِ سيِّدنا طه = نرقى بالطُّهرِ وبالأدبِ
وتسارعُ فيها خطوتُنا = لرضا الرحمنِ وللأربِ
ونجِدُّ نَجِدُّ إلى الأسمى = يحدونا الشَّوقُ لمُنتخَبِ
في بيئةِ خيرٍ فتيتُنا = لـم تبرحْ تُمرعُ عن كثبِ
بالعلمِ وبالخُلُقِ الأنقى = لم يُبْقِ مكانًا للصَّخَبِ
ردُّوا نَهَمَ الإفسادِ وهـل = يُرضَى الإفسادُ لذي حسبِ
نخشى الرحمنَ ونسألُه = للرِّفعةِ في أجلى سببِ
ورؤانا الحلوةُ ما غابتْ = عن عينِ الفتيةِ في الطَّلبِ
فليالي الإخوةِ مقمرةٌ = تخلو من هـمٍّ أو عتبِ
لم يحزنْ فيها ذو قيمٍ = إذْ ليس هواهُ بمضطربِ
طوبى طوبى لشريعتِنا = طوبى للفتحِ المُرتَقَبِ
وَعَدَ الرحمنُ كتائبَنا = بالنَّصرِ القادمِ والغلبِ
لايأسَ يساورُ أنفسَنا = فهو الإيمانُ فلا تَهَبِ