إلى الشاعر الكبير عمر الأميري : الذي ظل طوال عمره يحلم بغاية جليلة عساه نالها، هي رضوان الله تعالى وكفايته، كيف لا وهو القائل: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ﴾ [الزمر: 36].
* الشرف والرفعة.
أبا الدرر المرصعة القوافي=أراها في المدائن والفيافي
طلعت بها على دنياك صقراً=إذا يأوي ففي شم الشعاف
يعاف السفح والدمن البوالي=لمن هانوا وللهمم العجاف
ويمضي في الحياة ومات خوف=لديه وما الأذى العاتي بخافي
يغالبه فيغلبه ويعلو=طليقاً والرضا جم وضافي
قوادمه عزائم في الثريا=وجيش من مضاء في الخوافي
وملء جَنانه عفو وزهو=وأحلام المودع والمصافي
ويهتف لن أخاف ففيّ صوت=يناديني ويسكن في شغافي
أليس العمر ساعات وتمضي؟=أليس الموت خاتمة المطاف؟
أليس اللَّه في الغمرات تسطو=لمن قصدوه عن ثقة بكافي
ومم أخاف؟ يحرسني ثباتي=وصبري والزكيُّ من العفاف
سأحيا واليقين لديّ عشق=كأثباج البحور بلا ضفاف
عببت رحيقه دناً فدناً=وطاب به كما شئت ارتشافي
ولذّ الهول عندي حيث أمضي=كأن رحاه دأبي واحترافي
ورحت أسير تدعوني جِنان=حسان قد سفرن بلا سِجاف
وهَـمِّي اللَّهُ في صحوي ونومي=وفي طلبي لرزقي واعتكافي
وفي النعمى وفي العسرى ومهما=لقيت من المودة والتجافي
* * *=* * *
ليَ الإيمان أحراز ودرع=ونور شع في الليل الغدافي
أسير به وللأخطار عسف=وحولي العاتيات من السوافي
وأقتحم البحار وهن هول=وقد نأت السفين عن المرافي
وأبقى السيف مسلولاً وصلتاً=وأنكى في العُداة من الزعاف
تصول به الفوارس وهي جذلى=على خيل مضمرّة خفاف
وبين الخيل والفرسان ود=كوجد العاشقين بلا سُلاف
* * *=* * *
أيا عمر المواقف باذخات=ويا عمر الكرامة والطِراف*
لقد كنتَ السبوقَ هدى ومجداً=وفي الإيثار والغرر القوافي