أين البطولاتُ التي آثارُها + في كلِّ أُفْقٍ بالشَّهامةِ تشهدُ
طوبى : فهذا إرثُها المُتَجَددُ = تفنى العصورُ و وجهُـه مُتورِّدُ
هي أُمَّتي تحيا بغفلةِ أهلِها = عنها وفيه خيرُهُم والسُّؤددُ
وعلى دروبِ الفجرِ من لألائِها = نورٌ لداجيةِ الضياعِ مُبددُ
أغنتْ مآثرُهـا الفخارَ ولم تزلْ = تهفو لجنَّتِهـا القلوبُ وتقصدُ
وعلى حقولِ البِـرِّ من نعمائِهـا = تجني الشعوبُ من النعيمِ و تحصدُ
مَن قالَ غيرَ الحقِّ في تاريخِها = سقطتْ شهادتُه وليستْ تُحمَدُ
كانت وكُنَّا : شاهدانِ لِما لَنَا = من رِفعةٍ تُرجَى وعزٍّ يُنْشَدُ
لكنَّ (كُنَّا ) لم تفد لمـا طوى = بالوَهْنِ حاضرَها الهوانُ المُقْعِدُ
أجدادُنا جدُّوا فنالوا عِزَّةً = بينَ الورى ، وعلى الجهادِ تعوَّدوا
سجدوا لخالقِهم فعاشوا مجدَهم = طولَ المدى ، ولغيرِه لم يسجدوا
فَحَبَاهُـمُ بالنصرِ زلزلَ مَن طغى = وحمى الذي ضاقتْ بعيشتِه اليَدُ
ياقومَنا : يا أُمَّةً تبكي العلى = لمصابِهـا ، ويلوبُ عصرٌ مُجْهَدُ
إنَّ المكارمَ زهوُ وجهِكِ فامسحي = عنه العنا والفضلُ منكِ يُجَددُ
أنتِ اصطفاكِ اللهُ من دنيا الورى = ونبيُّكِ البَـرُّ الأمينُ مُحَمَّدُ
فهو السِّراجُ المُسْتَنَارُ بِهَدْيِهِ = وهو الرسولُ المُجْتَبَى والمرشِدُ
وبغيرِ شِرعتِه التَّبارُ لِمَن أتى = نُظُمَ الفسادِ فَغَيُّها مستورَدُ
بالدِّينِ والتَّقوى تُشَادُ حضارةٌ = ميمونةٌ يرسي علاها المسجدُ
هيهاتَ تحيا أُمَّتي بفسادِها = أو بالهوى المنبوذِ يومًا تصمُدُ
فانظرْ إلى ( المليارِ ) كيف تبدَّدُوا = وتدابروا وتنابذوا فاستُعْبِدُوا
هم يُذبحون كما البهائم في الورى = ويولولون وفي الصُّدورِ تَنَهُّدُ
هُدمَتْ مساجدُهم ، ومُزِّقَ شملُهم = وعلى النوازلِ ويلَهم لم يحسدُوا
قالوا النِّظامُ العالميُّ : المُرْتَجَى = وإذا به الحقدُ الدفينُ الأسودُ
عن وجهِه ارتَحَلَتْ بقايا ما على = خـدِّ الحياءِ فوجهُهُه متبلدُ
واستأسَدَتْ فيه الكلابُ سفاهةً = فالأرضُ غابٌ والمُجَمَّشُ سَيِّدُ !
قصمَ النظامُ العالميُّ حضارةً = باتتْ تقومُ على الهلاكِ و تقعُدُ
هذي الحضارةُ قد رمَتْهم بالأذى = واللهُ يعلمُ مايُخَبِئُه الغدُ
ستلوكُهم أشداقُها ويسوقُهم = عصفُ ــ على وهج الصَّواعقِ ــ يرعدُ
هاهم على ملهى التَّقدمِ أسرجوا = خيلَ المجونِ وبالتَّحللِ عربدوا
والناسُ إن فقدوا الفضيلةَ أمحلوا = من كلِّ خيرٍ للسعادةِ يرفدُ
والغربُ والفُسَّاقُ مهما استنسروا = فعلى ثرى زيفِ الغرورِ تَوَسَّدُوا
أعداءُ أُمَّتِنا وحوشٌ أُفلتَتْ = ماردَّها عقلٌ حكيمٌ أو يــدُ !
لولا تخاذلُنا وزبغُ نفوسِنا = ما استنسروا بربوعِنا واستأسدوا !
هُنَّـا أمامَ الأنذلينَ فما لنا = حولٌ ــ نردُّ عُتُوَّهُم ــ و مهنَّدُ
إسلامُنا يحيي البطولةَ والهدى = في روحِ كلِّ مجاهدٍ يتجدَّدُ
وله ارتقاءٌ فانظرَنْ أنصارَه = إنْ لاحَ نجمٌ للفخارِ و فرقدُ
وهبوا لربِّ العالمين دماءَهم = وسيوفُهم بيدِ الفدا لا تُغمَدُ
أسمعتَ بالمقدامِ في كابول قد = روَّى ثراها قلبُه المتوقدُ !
واسألْ سراييفو ــ حماها اللهُ من = صربٍ ــ عن الأبرارِ يومَ توافدوا
هي صرخةُ التكبيرِ هزَّتْ أُمَّةً = كانتْ بغفلةِ ذلِّها تتوسَّدُ
فَصَحَتْ تُلَبِّي ربَّها تَوَّاقَةً = فجحيمُ طغيانِ الأعادي يخمدُ
ياجلجلاتِ البغيِ : دعوتُنا التي = بصباحِها هلَّ الأمانُ الأغيَدُ
هي موئلٌ للأمنِ في مغنى الورى =وجِنانُـه بيدِ الوئامِ تُنَضَّدُ
ستفوزُ بالفتحِ الذي في ظلِّه = تَغْنَى الحضارةُ بالمُنى و تُزَوَّدُ
وسينتهي التهديدُ من كبرى القُوَى = للناسِ إنْ حَكَمَ الحنيفُ المفردُ
فالضَّيمُ يقصمُه الهُداةُ ، فلم تَجِدْ = كسرى يصولُ ورومُهم تتوعدُ
قدرُ الإلهِ ودورةُ الأيامِ في = دنيا على وجهِ الحقيقةِ تولدُ
ماضرَّ مَن حَمَلَ اليقينَ بربِّه = ذئبٌ عوى أو ظالمٌ يستعبدُ
يا أُمَّتي : صبحٌ يُرَجَّى للخلاصِ . = . فأقبلي : يجفلْ لئامٌ حُسَّدُ
قومي ارتدي ثوبَ التُّقَى وتزوَّدي = إنَّ الإلهَ يحبُّ مَن يَتَعَبَّدُ
واستبشري بالنصرِ رغمَ حشودِهم = فالَّلهُ يُفني حشدَهم و يُبَدِّدُ
والجيشُ كثرتُه بتأييدِ الذي = يحمي وينصر ُ مَنْ يشاءُ ويُسعِدُ
كانت لنا بالفتحِ رايةُ رحمةٍ = للعالمين وفضلُها لا يُجْحَدُ
واليومً قد عادَ اللواءُ مرفرفًـا = والزحفُ في أرضِ الأنامِ مُسَدَّدُ
هيهاتَ أن تجدَ البريَّةُ منقذًا = إن غابَ عن وجهِ الزمانِ مُحَمَّدُ