مَنْ للعقالِ ؟ إذا انتخيتَ عِقالَها= يومَ النّزالِ وقد خَبُرتَ فِعالَها
سُمرُ السواعِدِ تنتقي في عزّةٍ = و شجاعةٍ و تعقُّلٍ آجالَها
مِنْ زأرِهِمْ شرُّ العُداةِ يَهابُهمْ = و الرّعدُ يملأُ كالبروقِ جبالَها
فهُمُ الأصائلُ و الأوائلُ والنُّهى = و همُ العشيرَةُ ما استعَنتَ رِجالَها
يُقرونَ مجدًا يستظِلُّ بظلِّهِم = بأناتهِم وَهَبوا العُقولَ جمالَها
زانوا المكارِمَ واستحلّوا وِرْدَها = طبعٌ لهم ما خالفوا أفضالَها
هبّوا لنصرةِ عزّةٍ لا تنطفي = نيرانُها كرمًا- يجمِّلُ حالَها
أنسابُهُم عربيّةٌ و أصولُها = مِن طيِّبِ الأعراقِ تعرفُ خالَها
بهمُ العراقُ مع الشدائدِ قلعةٌ = رغمَ الجراحِ تراهُ يؤنِسُ بالّها
لا تنحني إلاّ لربٍّ عَزّها = بمكارِمِ الأخلاقِ صانَ عيالَها
لا ينحني نخلُ العراقِ لفاسدٍ = أسرَ الحياةَ و لم يراعِ خلالها
الأرضُ تشبعُ من دماءِ شبابنا = و الّليلُ يُغرقُ بالدموعِ هلالَها
و الصخرُ ينطُقُ من سموِّ فعالِهم = و المجدُ يُكرِمُ عزّةً خيّالَها
الخاسرونَ يراهنونَ على الخنا = الذلُّ يُنذرُ بالفنا أنذالَها
وطنوا المهانةَ فاستحلّوا ذلّها = سحقٌا لمن حرقَ البلادَ و مالَها
الشمسُ تُكسَفُ من شنيعٍ فِعالِهم = قتلوا الكرامَ و شيّعوا آمالَها
يا ويلهم من غضبةٍ عصفتْ بِهم = أجيالُنا تقفو بهم أجيالَها
من يقرأِ التاريخَ يُبصِرُ عِزّنا= صَعْبُ المعاركِ لا نخافُ سجالَها
يسعى إلينا المجدُ حينَ يُريدُنا = نصرًا تُكلّلهُ السّما أفضالَها
العدلُ يشهدُ أنَّنا مِن سوحِهِ = و سيوفُنا ,صبرٌ يَحُدُّ نصالَها
بالحقِّ نُنصَرُ ,بالعدالةِ نرتقي = في (ساحةِ التحريرِ) تنبئُ حالَها
أوطانُنا صارتْ خرابًا كلُّها = و الأجنبيُّ مُسوِّدٌ جُهّالَها
لكنّنا شعبُ أبيٌّ ثائرٌ = سحقَ الطغاةَ و ما انحنى يومًا لها