خلت العروبة من زعيم صالح = وغدت سَواماً ما لها من راعِ
حكامها أوغادُها ، قد نُصِبوا = بإرادة الغرب الطويل الباع
أعمالهم مقصورة في نفعه = والشعب ليس له قليلُ نَفاع
إخلاصهم لعدوه أُمثولةٌ = فتحت شهيته إلى الأطماع
ونفاقهم لبلادهم أسطورة = زخرت بآثام الفساد الواعي
ما همهم إلا بقاءُ عروشهم = حتى ولو بمهانة الأتباع
الأرض تُسرق ، والحقوق مُضاعةٌ = والباب مفتوح لأي ضياع
والظلم غاشٍ ، والحُبوس حفيلةٌ = غصت بكل معذب مِضراع
والبؤس يعدو في ربوع بلادهم = حر الإرادة مذهل الإسراع
ومقام أمتهم خفيض محزن = يهوي رمادا صوب ليل القاع
وأسى البطالة حارق لشبابها = حرق الضِرام ليابس الأمتاع
ما ذاك عن قُلٍ ، ولكنْ عصبةٌ = حكمت ، فحلت رُزأة الأوضاع
الحاكمون لدى الشعوب بُناتُها = ولدى الأعارب زمرة القُطاع
ووسيلة الغرباء في إخضاعنا = حتى غدونا اليوم محض رعاع
تتسابق الذؤبان صوب لحومنا = ليست تخاف وقاية من راع
حال غريب ، قاتل ومروع = حرقاته تنسال في الأضلاع
فينا منابع قوة خلاقة = تسمو بأمتنا إلى الأيفاع
لكنما حكامُنا آفاتُنا = وزوالهم يشفي من الأوجاع
لا خير في قومٍ زمامُ حياتهم = في كف وغدٍ خائن متداعِ
ألعوبة بيد العدا ، أمسوخة = لا للهجوم ولا لحين دفاع
لكنه مستأسد في شعبه = زأراته رعب لدى الأسماع
ويداه قتلٌ دون أية رأفة = قتل الذليل كقِتلة الأسباع
إن العروبة في طريق هلاكها = ما لم تُغَثْ بالصارم اللماع
يمحو القُماماتِ التوابعَ كلَهم = ويصد زحف الغرب صد مَناعِ
الضعف درب الموت للأمم التي = تلقي السيوف وسابغ الأدراع
الله أعطانا كتابا عاصما = يأبى الهوان وذلة الخُناع
فإلام هذا الذل والضعف الذي = أخبارُنا منه عَدَت للناعي ؟!