شيخاً نضجتُ وعزمي فوق عاهاتي = يعلو بي الأفق يطوي كلّ آهاتي
أحيا كأنّ شبابي في تاجُّـجـــه = والقلبُ غِـــرٌّ يلبـــّي كلّ غاياتي
ملءُ الجموح لأعلو كلّ عاليةٍ = وتبزغ الشمسُ من أدنى مناراتي
أنا الشبابُ وهذا الشيبُ رافدهُ = طيْبُ العطاءِ كغيثٍ من سماواتِ
شيخاً أسير وكفّي فوق منْسأتي = ملء الوقار جليلاً في مساراتي
أنا المليكُ وحولي كلّ حاشيتي = ممّا أجادتْ إلى الدنيا مهاراتي
تسمو على وجعِ الأسقامِ محبرتي = ويُسعَدُ الخلقُ من أحلى حكاياتي
ما صدّني العجزُ عن فرضٍ ومكرمةٍ =وما ثنى الحبرَ يأسُ في مداواتي
أدوّن الحرفَ والدنيا معسْعسة = فتُشرقُ الفجرَ أنواراً كتاباتي
مثل النجوم سنيني حين تُبصرها = تزهو بأنْوارهِا كلّ المداراتِ
مَرّ السنين إلى الرحمنِ قافلة = والنفسُ تجمعُ للترحالِ حاجاتي
اقضي اللياليَ للغفّارِ مُعتكفاً = والدمعُ في العينِ بحر من مناجاتي
للغدّ قلبي صبا والذكرياتُ دمٌ = تُحيي العروقَ وتروي زرعهَا الآتي
قراءةُ الذكرِ تشفي أيّ مُعضلةٍ = وفي السجودِ دليلٌ للمتاهاتِ
المرءُ ينضجُ حين الشيبُ يزهره =نضجُ الثمارِ ربيعٌ فوق واحاتِ
مراحلُ العمر أعوامٌ على درج = تعلو إلى النضحِ لا تدنو لآفاتِ
شيخوختي رغم هونِ الجسم أعشقُها = فالزهدُ فيها وفيها صدْقُ طاعاتي
لا تحسبّن حياةَ المرْءِ كمْ سنةٍ = فالمنجزاتُ لها خير المقاساتِ
لا تجعل الكُبْرَ ناراً والحيا حطباً = واليأسَ زيتاً يُغنّى بالمناحاتِ
انّ الحياة لذي الألبابِ مدرسةٌ = فيها تغازلهم أعلى العلاماتِ