غدا الفتح رغم فيض المآسي
06شباط2020
شريف قاسم
من نسيج الهوان ثوبُ التوانِي =و الرزايا وليدةٌ للأماني
والتَّغنِّي على بريقِ سرابٍ = هو وهمٌ كالماءِ للظمآنِ
والهوى يقتُلُ العزائمَ إن ما = أثقلَ النفسَ نفثُه الشيطاني
أين أين الأيامُ يمنحها الوحيُ = ظلالَ ابتهاجِها الرباني ؟
إذ حماها من الأذى والأعادي = وتمادي الأهواءِ والعصيانِ
فهي النفسُ إن أماتتْ هداها = أدركَتْها معاولُ الخِذلانِ
من تآخٍ مع الهوانِ وشؤمٍ = قد يعانيه عاتقُ الإنسانِ
وإذا النفسُ باعتِ الأنْفَسَ الأمثَلَ = هانتْ واستسلمتْ للجاني
واستنامتْ على الفواجعِ تشكو = للصَّريخِ المكدودِ عيَّ اللسانِ
هكذا أنتِ أُمَّتي تترامين = بعصرِ الأشرارِ والطغيانِ
فازدرَتْكِ الأيامُ بعدَ جفافٍ = لمغاني ربيعِك الفينانِ
وتثاقلتِ عن مدارِ سُمُوٍّ = و تغافلْتِ عن سنى القرآنِ
وامتطاها تلك الرزايا أثيمٌ = وتلظَّتْ أعتى من النيرانِ
وهو الخِبُّ ينهشُ المجدَ لكن = هو عنوانُ المرجفِ الثَّكلانِ
وهو الخِبُّ ينهشُ المجدَ لكن = هو عنوانُ المرجفِ الثَّكلانِ
يفتري الزورَ في صحائفَ أَنَّتْ = لأكاذيبِ المجرمٍ السكرانِ
هكذا يخرج المفترون بعارٍ = مَحَقَتْْهُ طهارةُ الوجدانِ
فلكِ اللهُ أُمَّتي كم تعانين = من الظلمِ مزريًـا ونعاني !
كبَّلُوا خطوَك الأجلَّ بقيدٍ = ذي صَغَارٍ وعُسرةٍ وامتهانِ
وهم الحاقدون حيثُ أداروا = لكِ وجهًـا جميلُه غيرُ دانِ
أيُّ خيرٍ قد يُرتَجَى من سفيهٍ = ماتواني يعضُّ كالثعبانِ
هو هذا الذي يُصِرُّ على البغيِ = خؤونًا للعهدِ والأوطانِ
فاجرعي المـرَّ يا أسيرةَ ناسٍ = لم يُراعوا قداسةَ الإنسانِ
وَهْوَ هذا أبو رغالٍ بثوبٍ = أجنبيِّ الخيوطِ والألوانِ
وحواليه من رفاقِ فسادٍ = كلُّ فَدْمٍ وفاسقٍ وجبانِ
كلما هبَّ للجهادِ رجالٌ = وأزالوا الخنوعَ بالعنفوانِ
جاءَ مكرُ الطغاةِ يلقي خطاهم = خلفَ تلك الأهوالِ والقضبانِ
بئسَ مَن باعَ ناسَه للأعادي = برخيصِ المتاعِ والأثمانِ
يَعْمَهُ اليومَ والخبالُ قرينٌ = يُزدَرَى مثل آثـمٍ أو مُهانِ
ذقتِ يا أُمَّتي أذىً ليسَ يُنسَى = مترعًا من تَدَفُّقِ الأحزانِ
نهشَتْ مجدَك العظيمَ ذئابٌ = والجراحاتُ عِثْنَ بالأبدانِ
وبِعقرِ الديارِ أُضرمتِ الفتنةُ = تَدْوي كالرعدِ في البلدانِ
تحتَ ظلمٍ مُدَجَّجٍ بانتقامٍ = وبحقدٍ يفورُ من غليانِ
عربدت فيه ويلها أمَرِيكا = وثعالي اليهودِ والصلبانِ
ومن الروسِ لعنةُ الله عليهم = كم تعانين أمتي و نعاني
وفرنسا والإنكليزُ ومَن شدَّ = بأيدٍ على يدِ الطليانِ
لا ألومُ العمينَ من عربِ الذلِّ = فهاهم والعار يلتقيانِ
قد أتى في تمثيلنا باعتزازٍ = بطرسُ الفذُّ صاحبُ الصولجانِ
وحنانٌ ( عن قدسِنا ) ورزانٌ = عن فنون البرنامج المجاني
والمغنِّي نجمُ السَّفالة يعوي = بين رقصٍ معربدٍ للقيانِ
ولذا فالأرضُ السليبةُ عادتْ = من ربا قدسِنا إلى الجولانِ
ياليالي الزمانِ عودي بوصلٍ = قد كفى النأيُ ياليالي الزمانِ
نحن فزْنا على العدا ونصبنا = رايةً خفقُها على كيوانِ
هكذا تصرخُ الحنايا بذاتي = بين نارِ الآهاتِ والشِّريانِ
وتوالى صراخُها مستفزًّا = ما بقلبي من جذوة الإيمانِ
لاتَخَفْ لا تخفْ فَنُصرَةُ ربي = لم تُغادرْ رحابَ عّذْبِ الأذانِ
هو روحٌ ينسابُ في وضحِ الصبحِ = يعيدُ السَّنى على الأكوانِ
وهو الحِرزُ ليس يخفتُ مهما = عربدت في الورى قوى الطغيانِ
لاتهونوا فللعقيدةِ ربٌّ = يقصمُ الكفرَ في مدى الأزمانِ
إنَّ إحدى ذي الحُسنيينِ لَتُرجَى = في لقاءاتِ عابدي الأوثانِ
وهو الإسلامُ المكينُ سيبقى = سُنَّةً لم يزلْ مع القرآنِ
هو وحيُ الرحمنِ فالناسُ غُفلٌ = أو سكارى في غفلةٍ وامتهانِ
علِمَ الأمرَ مَن أتاها شهيدًا = وطيوفُ الرضـا على الأجفانِ
مَن رأى لطفَ بارئِ الخلقِ خَفَّتْ = قدماهُ للسَّبقِ في المَيْدانِ
إنه الفوزُ والرضا والأماني = لا أماني النؤومِ والكسلانِ
غرَّهُ زيفُ ذي الحضارةِ أشقتْ = مَن على الأرضِ جُــرَّ بالأرسانِ
ماصحا بعدُ والمقاصلُ قَدَّتْ = عُنُقَ المسلمين في البلدانِ !
ألِأوروبا عهدُ صِدقٍ و ثيقٍ = لـم تَخُنْـهُ ياذاكَ للعربانِ !!!
أو حقوقٌ تُرعَى وما نقضَتْها = كحقوقِ النساءِ والولدانِ !!!
حفظتْ حقَّ كلِّ صاحبِ حقٍّ = في سراييفو ثم في البلقانِ !!!
وأتَتْ بالتقدميَّةِ فَالْعَنْ = وجهَ زيفِ التقدمِ الشيطاني !!!
حُكْمُ فجَّـارِ عالَمٍ مُستَباحٍ = حُكْمُ باغينَ مالهم من أمانِ !!!
أينما عاشَ مسلمون أَتَتْهُم = نارُ حقدٍ القسيس والمطرانِ !!!
فَهُمُ الصربُ كم أبادوا ونالوا = بالتَّجَنِّي من إخوةِ الإيمانِ !!!
ويدٌ للجناةِ دمَّرتِ الصومالَ = باسم المعيلِ للجَوعانِ !!!
لعبةُ الحقدِ قصَّةٌ دبَّجَتْها = في ربانا أناملُ الأعوانِ !!!
مَن تُرى أنهكَ الشعوبً فسادًا = ورماها للعُهرِ والإدمانِ !!!
ومَن اغتالَ الخيرَ فالشَّرُّ أدمى = بالرَّزياتِ عالَم الإنسانِ !!!
ومَن استرخصَ النفيسَ فأجرى = من دماءِ الأفغانِ والشيشانِ !!!
باسمِ مافي حضارةِ السوءِ من كيدٍ = ولؤمٍ ومنهجٍ عَلماني !!!
أيُّها المجرمون قد كشفَ الناسُ = ألاعيبَكم بكلِّ مكانِ
حيثُ كنتم لم تستحوا من مخازٍ = حرَّمَتْها شرائعُ الرحمنِ
ورفعْتُم خسيسَها للمعالي = راكعا للماسونِ في إذعانِ
فتراموا على الكراسي صغارا = رغم حجمِ الألقابِ والتيجانِ
وَلْتَمُتْ دونَها الرؤى ذابلاتٍ = وَلْتُصَوِّحْ في الحقلِ كلُّ الأماني
وَلْتُذَبَّحْ شعوبُنا ببرودٍ = مثلَ ذبحِ الأنعامِ في إتقانِ
فالكراسي عزيزةٌ ذاتُ شأنٍ = مثل شأنِ الياقوتِ والمرجانِ
وعليها يرى الأذلُ مكانًا = فيه تُنسَى مروءةُ الفرسانِ
فَيُجافي آمالَ شعبٍ جريحٍ = يتلوَّى جهرًا وفي كتمانِ
ليس يدري حالَ العبادِ ولا يبكي = على بكاءَ المطعونِ بالمُـرَّانِ
لايواسي الجريحَ إلا جريحٌ = خَبَرَ الكيَّ قبلُ في الشِّريانِ
يتأذَّى وللفواجعِ صفعٌ = معَ صبرِ الرجالِ يلتقيانِ
قد تعالوا على الأثيمِ إباءً = بئسَ ذاك الأثيمُ من سرحانِ
وهُمُ المؤمنون باللهِ صدقًـا = لم يهابوا والكرُّ للعِقبانِ
أبطلوا بالجهادِ جعجعةّ الخِبِّ = وهبُّوا بالوثبةِ المِرنانِ
لن يهونَ الفرسانُ إذ ركبوا الهولَ = فأهلا بزمجراتِ الطِّعانِ
طعمُ مُـرِّ اصطبارِهم باتَ أحلى = من رحيقِ يفوحُ بينَ الأواني
هي ذكرى وأيُّ ذكرى أشاعتْ = في نفوسِ الثوَّارِ بيضُ المعاني
لصهيلِ الخيولِ ــ إذْ باتَ يحيي = مَيِّتَ النفسِ ــ صبوةُ الفرسانِ
أيقظَتْها يــدُ المروءاتِ صبحًا = فاسْتُفِزَّتْ عزائمُ الشجعانِ
فاسألَنْها عن الرجالِ أثاروا = نقعَ هولِ الميدانِ حينَ الطعانِ
يومَ دوَّى التكبيرُ فيه فولَّتْ = مدبراتٍ يومَ التقى الجمعانِ
لـم يُخاتِلْ صنوُ المثاني فسيفٌ = في يديه لرحمةٍ و أمانِ
لم يقاتلْ مَن رامَ وحيًـا تجلَّى = بانتقامٍ من سطوةِ الأٌفعُوانِ
ليس يطغى وليس يمكرُ خِبًّـا = أو يداري عبادةَ الأوثانِ
فَعَنِ الفتحِ شاهدٌ قد جلاها = في حديثٍ ذي حكمةٍ واتِّزانِ
قالها والعيونُ ترمقُ شوقًا = كلماتٍ تُقالُ للأقرانِ
هؤلاءِ المجاهدون شِدادٌ = ليقينٍ يفيضُ بالإيمانِ :
لـو أرادوا اقتلاعَ تلك الرواسي = لأزالوا ماليس بالإمكانِ
هو فرقٌ ناموسُه لايُجَارى = بين شأوِ النسورِ والغربانِ
هؤلاءِ الأبرارُ أهلُ المثاني = ومحالٌ فناءُ أهلِ المثاني
فاسلكِ الدربَ مؤمنًـا لم يزعزعْهُ = بخطبٍ تَقَلُّبُ الأزمانِ
واستَجِرْ باللهِ القديرِ وأيقِنْ = بانفراجٍ لظلمةٍ و دخانِ
يشمخرُ المأفونُ زورًا وبغيًـا = ويباهي بكثرةِ النُّدمانِ
وتناسى أخذَ العليمِ فأغرى = كيدُهُ كلَّ مرجفٍ خوَّانِ
تعسَ الأذنابُ الأسافلُ عاثوا = في المغاني بخسَّةٍ وامتهانِ
وانقيادٍ للمهلكاتِ أتوها = رغبةً بالأموالِ والنسوانِ
واستكانوا على هزيزِ ملذَّاتٍ = وقَرُّوا بحضنِها الريَّانِ
هكذا الحكمُ عندهم سيفُ قهرٍ = لرقابِ العبادِ في البلدانِ
في سجونٍ عَتِيَّةٍ مظلماتٍ = لفنونِ الإرهابِ والحرمانِ
ونظامُ الإعدامِ في وَجَبَاتٍ = نافذٌ هكذا بلا عنوانِ
يأمرُ القائدُ المُطاعُ المفدَّى = فيهبُّون دونَه في الآنِ
وإذا الموتُ جاءَه قامَ يوصي = لِهُمَامٍ مُدَرَّبٍ فنَّانِ
كي يُتِمَّ المشوارَ فَهْوَ حَفِيٌّ = وحريصٌ ـ جِدًّا ـ على الأوطانِ
مضحِكاتٌ ألعابُهم مبكياتٌ = ماكراتٌ أفعالُهم باتِّزانِ
نفقدُ اليومَ مَن يُراعي شعورًا = لشعوبٍ تعيشُ في إذعانِ
حَرَمَتْها مناصبُ الزُّورِ طعمًـا = لِلَذيذِ الوفاءِ للإنسانِ
ويحَ زهوِ الصدورِ أعمى عيونًا = ببريق الوسامِ والنيشانِ
لم يغادرْهُ مَن أتاهُ ولولا = كَفَنُ الموتِ لم يزلْ في المكانِ
خَصَّهُ مجدُه الموشَّى بوهــمٍ = بوفير التبجيلِ بعدَ التهاني
كم توهمتُ في رؤايَ أبابكرٍ = يواسي المحرومَ بالتحنانِ
ورأيتُ الفاروقَ يدفع ضيمًا = عن فتىً لم يخطئْ من الفتيانِ
ورأيتُ المعروفَ يأتي ضحوكا = لذوي الفقرِ كَفُّـه العثماني
وزهـا العدلُ في زمانِ عليٍّ = ذاك صُنعُ الخليفةِ الربَّاني
قد مضتْ تلك السنون حِسانًا = بوركَتْ آهِ من عهودٍ حِسانِ
وأتَتْنا الأيامُ ليستْ تُوَالي = مَن قَلَى زيفَها الرخيصَ الجاني
بئسَ ديمقراطيَّةُ العصرِ فَلْتَنْعَمْ = شعوبٌ بأفخرِ الأردانِ
من غِناءٍ ورقصِ كلِّ لعوبٍ = ونفورٍ عن جَنَّةِ القرآنِ
وانسلاخٍ عن الفضائلِ إذ لـم = نتحاكمْ بِسُنَّةٍ ومثاني
نبحثُ اليومَ عن رئيسِ بلادٍ = قُلِّدَ المنصبُ الرفيعُ الهاني
قد تَنَحَّى بعدَ انقضاءِ مداهُ = ثم شدَّ الرحالَ عن ذا المكانِ !!!
ماوجدناهُ فالمكانُ خصيبٌ = وحواشيه كلُّهـا من جُمانِ !!!
لاتغادِرْ : هجرُ الزعامةِ عيبٌ = فالزَمَنْها بقوةِ الأعوانِ
لاتغادرْهـا فالبطولةُ وهمٌ = والفدا مُفْتَرَى بلا أثمانِ
لاتغادرْ بستانَها فالجنى موسمُ = جيبٍ للأصفرِ الرَّنَّانِ
والزَمَنْها هذي الزخارفَ تغوي = مَن شُمُوخُ اعتزازه للهوانِ
أنتَ أنتَ الزعيمُ حين انتقيناكَ = فريدًا مُمَيَّزَ العنوانِ
وحواليك ألفُ ألفِ حمارٍ = للنهيقِ المشهودِ في الأعنانِ
أنتَ للزحفِ قائدٌ لاتُجارَى = نحوَ رقصِ الحِسانِ في المهرجانِ
وقطيعُ المثقفين الحيارى = يتبارون في اقتضابِ البيانِ
نُخَبٌ أوردَ الهُراءُ خُطاها = للتفاهاتِ بعدُ والبهتانِ
وهي الأُمَّةُ التي أيقظَتْها = ماهراها من فتنةٍ وتوانِ
فاستعادَتْ ماضاعَ منها وآبَتْ =ببنيهـا لتوبةٍ و تَفانِ
تَفتَدي دينَها القويمَ بنفسٍ = وبمالٍ فليس من إذعانِ
فذئابُ المعمورةِ اليومَ هاجَتْ = مشرعاتٍ أنيابُها للطعانِ
ولقد عاثَ في البلادِ مئاتٌ = مثل فرعونَ قبلُ أو هامانِ
بينَ ذبحٍ وبينَ سجنٍ ونفيٍ = لبقايا النساءِ والولدانِ
بين جوعٍ وبينَ عصفِ رياحٍ = عاتياتٍ جَرَتْ بكلِّ مكانِ
وخيامٍ منصوبةٍ في البراري = بعدَ هدمِ البيوتِ والعمرانِ
يالها من مأساةِ قومٍ ثكالى = ماسمعنا عن مثلِها في الزمانِ
هاهو الطفلُ قد أتاهُ أذاهـا = بأيادٍ للبردِ ليستْ حواني
ماتَ منها تَجَمُّدًا لبس يدري = ما أذى بردِهـا على الأبدانِ
ياله من تَعَسٌّفٍ وانسلاخٍ = عن مزايا كانت لدى الإنسانِ
فالأعادي هُـمُ الوحوشُ ولكنْ = ربَّ وحشٍ في الغابِ غير مُدانِ
إنَّـه الحقدُ في النفوسِ وهذا الشَّرُّ = في هؤلاءِ يجتمعانِ
خرجا من سلالةٍ نسجِ مكرٍ = عنـدَ سوءِ الأفعالِ يجتمعانِ
أيُّها الطفلُ مُتْ هكذا فعيونٌ =جارياتٌ بدمعِها الهتَّـانِ
وعيونُ الحضارة اليوم ترنو = ويحها بئسَ ذي العيون الرواني
فحضاراتُهم فجائعُ أدمَتْ = قلبَ ذاكَ المدللِ الجذلانِ
فلهيبُ الأرزاءِ يحرقُ شعبًـا = في جحيمِ الأهوالِ والحرمانِ
فَتَلَوَّى على النوازلِ هِمًّـا = مثخَنًـا بالشجونِ والخذلانِ !!!
قد رماهُ الجناةُ من كلِّ حَدْبٍ = فاحفظيها يانائباتِ الزمانِ
عادَ بالحقدِ فرسُهم وتمادَتْ = بأذاها جحافلُ الرومانِ
وتولَّى الأشرارُ مقبضَها الصَّلدَ = فأوهَتْهُ قبضةُ الطغيانِ
يومَ قادَ الشعوبَ مَن لـم يثوبوا = لكتابِ الهدى الرفيعِ الشَّـانِ
أجهدوا بالمستورداتِ خُطاها = حينَ أغروا النفوسَ بالإعـلانِ
من فسادٍ وخسَّةٍ وفجورٍ = وسفورٍ ماكان بالحسبانِ
ورمانا أعداؤُنا في عُتُوٍّ = بالسلاحِ الثقيلِ والطيرانِ
وحشودٍ لـم ترعَ إلاًّ و عهدًا = فاستباحتْ ماكانَ بينَ المغاني
لن يغرَّ الشعوبَ حٌلوُ كلامٍ = من طغاةِ الورى وزيفُ لسانِ
وسوم: العدد 862