وفي بستان الحروف
كما في مقدمة الكتاب ... فإن مَن يتصدى للكتابة يجب أن يلم بجميع عناصرها من حروف وكلمات وأفعال ، واستعمال كل عنصر من هذه العناصر في سياق ما يناسبه في الجملة ، وكذلك في صياغة الجمل وغيرها مما سيأتي لاحقا ــ إن شاء الله ــ ونؤكد على أن مكتبتنا العربية الإسلامية زاخرة بكل مايحتاجه مَن يتقدم إلى الكتابة في أي نوع وفي أي باب فهناك العديد من المراجع طارفها وتليدها ، والكثير من البحوث والمقالات التي تتحدث عن كل مايخص لغتنا العربية المجيدة .
وها نحن وبعد الوقوف على بعض المراجع جمعنا أهم مايتعلق بالحروف بنوعيها ، واستعمالاتها في الجمل ، وأهمية اختيار حروف المعاني بِما جاءت من أجله ، لتكون الجملة جزلة وصحيحة التركيب ، ومن ثم تعطي المعنى المراد منها .
فالحروف أو الأحرف جمعٌ ، مفردُه : حرف . وفي القاموس المحيط للفيروزآبادي ، الحرف من كلِّ شيءٍ : طَرَفُه ، وشفيرُه ، ومن الجبل : أعلاه المحدد . يؤكد هذا المعنى قولُه تعالى : ( ومن الناس مَن يعبدُ اللهَ على حرف ... ) 11/الحج . أي على وجه واحد ، وهو أن يعبده على السراء لا الضَّراء ، أو على شك ، أو على غير طُمانينة ، أي لايدخل في الدين متمكنا . ومن معاني حَرَفَ لعياله : كَسَبَ . ولكلمةِ حرفٍ معانٍ أخرى عديدةٌ ... والحروف في لغتنا العربية قسمان : هما حروف المباني وحروف المعاني :
حروف المباني :
تٌبنى منها الكلماتُ ، وليس لها محل من الإعراب ، وعددُها ثمانيةٌ وعشرون حرفا وتأتي أهميتُها لدارسي علم الأداء الصوتي ودارسي علم التجويد.واختٌلف في الحروف الواردة في أوائل بعض السور القرآنية وقد ذكر الأستاذ الدكتور محمد الطيب الإبراهيم في كتابه ( إعراب القرآن الكريم الميسر ) أنها أحرف مقطعة لامحل لها من الإعراب ، والأصح أنها أسماء مسمياتها الحروف المبسوطة التي رُكبتْ منها الكلمة ، فهي ساكنة الأواخر ، فيقال : الفْ ، لامْ ، ميمْ ... وحروف المباني إجمالا صنفها القدماء واستنبطوا لها صفاتٍ ومخارجَ, وحقًّا ومستحقًّا: فالحق يعني إخراج الحرف من مخرجه الخاص به: من الحلق ومن وسط اللسان, ومن طرف اللسان, ومن مجموعة الأسنان, ومن الشفتين, ومن الخيشوم أو الأنف. والمستحق مراعاة موضع الحرف من الحروف المجاورة له وأثر نطق الحروف علي بعضها بعضا ، ولهذا فإن من الإعجاز أن القرآن الكريم ورد إلينا بالأداء الصوتي نفسه الذي تركه لنا رسول الله صلي الله عليه وسلم, أي بالطريقة الصوتية المعينة التي تجعل كل حرف له اعتبار, وهناك جدول يحفظه رجال التجويد, وله أداءات مفردة, وأداءات مركبة, ثم يتراكب ثم نتعلم علم التجويد في أحكام التنوين والنون الساكنة وأحكام الميم والراء واللام, وحروف المد .
فحروف المباني وإن لم تكن لها معان في ذاتها فإن الأداء الصوتي الصحيح لها هو من الضرورة بمكان في ثقافة أمة اعتادت علي نقل تراثها مشافهة, ونقلت بهذه الطريقة كتاب الله عز وجل وحديث رسوله صلي الله عليه وسلم, وقد ارتبطت بذلك فنون الفصاحة والخطابة والبيان في التراث الإسلامي, وهي فنون لاتزال لها مكانتها, بل وتعد من المهارات الاجتماعية والسياسية التي تدرس ويعني بها في الحضارات المختلفة.(من كتاب الفلسفة اللغوية للدكتور / علي جمعة ) و ( الموجز في قواعد اللغة العربية للأستاذ / سعيد الأفغاني يرحمه الله )
وترتيبُها الألفبائي هو : ( الألف الباء التاء الثَّاء الجيم الحاء الخاء الدال الذال الراء الزاي السين الشين الصاد الضاد الطاء الظاء العين الغين الفاء القاف الكاف اللام الميم النون الهاء الواو الياء ) ومنهم مَن عدَّ الهمزة ( ء ) حرفا ‘ وبذلك تكون تسعة وعشرين حرفا . وتُرتب هذه الحروف على الطريقة الأبجدية : ( أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت طثخ ضظغ ) ، ولهذه الحروف مخارج من الحلق ووسطه ومن مخرج الفم ومن أقصى اللسان ووسطه وطرفه ... يرجع إليها مَن يريد الاستزادة في هذا الباب .
وحروف المعاني :
كلها مبنية ، ،والحرف لايُحسَنُ فيه شيءٌ من علامات الاسم أو علامات الفعل التي سنوردها لاحقا ، ولا يتجاوز عددها الثمانين حرفا ( ذكرها السيد أحمد الهاشمي في كتابه القواعد الأساسية للغة العربية)، ولا يقع فيها إعرابٌ مطلقا .وهي على خمسة أقسام:
أولا : أحادية وهي ثلاثة عشر حرفا :
*الهمزة وتأتي :
* للاستفهام نحو قولِه تعالى : ( أقريب أم بعيد ماتوعدون ؟ ) .
* للتسوية : نحو قول الله تعالى : ( وسواء عليهم أ أنذرتهم أم لم تنذرهم لايؤمنون ) .
* للنداء : أجارتنا إنا مقيمان هاهنا .
الألف وتأتي :
للاستغاثة نحو : يارجلا أدرك غريقا. للتعجب نحو : ياماء ! . للندبة نحو : واقدساه . للفصل بين النونين نحو : اضربْنان يانساءُ
(في فعل الأمر اضربْ :
( اضربْن ) (اضربْنانِّ ))
والمضارع هنّ ( يضربْنَ ) ( لِيضربْنَانِّ ) ) :
) . إن الفعلين : ( اضربْنانِّ) و ( لِيضربْنانِّ)
). ( مؤكدان بنون مشددة
للدلالة على التثنية نحو :لقد أسلماه عامر وتميم .
الباء وتأتي :
للإلصاق نحو : أمسكتُ بأخي . للسببية نحو : ( فبما نقضهم ميثاقهم ... لعنَّاهم ) . للقسم نحو : أقسم بالله العظيم . للاستعانة نحو : كتبتُ بالقلم .وقد تأتي زائدة نحو : ( أليس الله بكافٍ عبدَه ؟ )
التاء وتأتي :
للتأنيث نحو : ( قالت امرأةُ العزيز ... ) . للقسم نحو: {تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا}. السين : للاستقبال نحو: ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا.
الفاء وتأتي :
للترتيب مع التعقيب نحو: دخل العلماء فالأمراء، ولربط الجواب : {إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي}. وتجيء زائدة لتحسين اللفظ نحو: خذ سبعة فقط.
الكاف وتأتي :
* للتشبيه وللخطاب نحو: العلم كالنور .
* للخطاب : {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً}، وتجيء زائدة نحو {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}.
اللام وتأتي :
للأمر نحو : ( لينفقْ ذو سعة من سعته ) . للابتداء نحو : ( ليوسُف وأخوه أحب إلى أبينا منا ) . للقسم نحو : ( لئن أُخرجوا لايخرجون معهم ) . للاختصاص نحو : الجنَّةُ للطائعين .
الميم وتأتي : للدلالة على جمع الذكور نحو {بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأَرْضِ} .
النون وتأتي : للوقاية من الكسر وللتوكيد نحو {وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ}، {لَنَسْفَعاً بِالنّاصِيَةِ}.
الهاء وتأتي :
للسكت في الوقف نحو لِمَهْ وقِهْ . للغيبة نحو إياه وإياهم، فإن الضمير هو (إيا) فقط، وما بعده لواحق تدل على الغيبة كما هنا، أو على الخطاب كما في إياك وإياكم، أو على التكلم كما في إياي وإيانا.
الواو وتأتي :
لمطلق الجمع نحو : يسود الناس بالعلم والأدب . للاستئناف نحو : {لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِر فِي الأَرْحامِ ما نَشاءُ} . للحال نحو : {خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وهُمْ أُلُوفٌ} للمعية نحو : سرتُ والجبلَ . للقسم نحو : {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ}.
الياء وتأتي : للمتكلم نحو إياي.
ثانيا: ثنائية وهي : ستة وعشرون حرفا:
( آ وإذ وأل وأم وأن وإن وأو وأي وإي وبل وعن وفي وقد وكي ولا ولم ولن ولو وما ومُذ ومِنْ وها وهل ووا ويا والنون الثقيلة.
* (آ) للنداء نحو آعبدَ الله .
* (إذ) للمفاجأة بعد بيْنَا وبينما .
وللتعليل نحو : فبينما العسرُ إذ دارت مياسيرُ .
* أل لتعريف الجنس أو جميع أفراده أو فرد منه معينٍ نحو الرجل خير من المرأة، {إِنَّ الإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ) ، ( إِلاّ الَّذِينَ آمَنُوا}، {وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ}، وتجيء زائدة نحو الآن والنعمان.
* أم للمعادلة بعد همزة الاستفهام أو للتسوية نحو {أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ}، {وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ}، وتجيء بمعنى بل نحو {هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ}.
* أن و تأتي : مصدرية نحو : {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ}،
* مفسّرة نحو : {فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ}،
* زائدة نحو : {فَلَمّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ}،
* مخففة من أَن نحو، {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى}.
إن وتأتي :
للشرط نحو : إن ترحم تُرْحَم . للنفي نحو : إن هم إلا في غرور. وتجيء زائدة نحو : ولقد ندمتُ على الكلام مراراً ما إن ندمتُ على سكوت مرّة ومخففة من إنّ نحو : ولقد ندمتُ على الكلام مراراً ما إن ندمتُ على سكوت مرّة
وفي قوله تعالى : {وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ}.
أو وتأتي :
لأحد الشيئين نحو : خذ هذا أو ذاك. وتجيء في مقابلة إما نحو العدد إما زوج أو فرد، وبمعنى بل نحو {وَأَرْسَلْناهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ}. أي وتأتي : للنداء نحو : أي بُنيَّ . للتفسير نحو : هذا عسجد أي ذهب .
* إي للجواب ويذكر بعده قسم دائماً نحو {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ}. والغالب وقوعها بعد الاستفهام كما رأيت.
* بل وتأتي : للإضراب عن المذكور قبلها وجعلها في حكم المسكوت عنه نحو ما ذهب خالد بل يوسف. وجهه بدر بل شمس.
عن وتأتي :
* للمجاوزة نحو : خرجتُ عن البلد
* للبدلية نحو: {لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً}.
في وتأتي :
للظرفية نحو : في البلد أفاضل كرام . وللمصاحبة نحو : ادخلوا في أمم . وللسببية نحو: (دخلت امرأةٌ النار في هرة حَبَستها).
قد وتأتي :
للتحقيق نحو : {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكّاها}، وللتقليل نحو : قد يجود البخيلُ . وللتوقع نحو : قد يقدم المسافر الليلةَ.
كي وتأتي :
للمصدرية وهذه مع ما بعدها في تأويل مصدر كـ(أن) نحو: أخلِصوا النيات كي تنالوا أعلى الدرجات.
*لا وتأتي :
* ناهية نحو : {لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ}.
* زائدة نحو : {ما مَنَعَكَ أَلاّ تَسْجُدَ}،
ونافية نحو :{فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى} .
وقد تقع النافية عمل إن نحو :
جواباً نحو : قالوا أتصبر؟ قلت لا. وعاطفة نحو : . أُكرم الصالحَ لا الطالحَ . وعاملة عمل إن نحو :لا سمير أحسن من الكتاب.
لم وتأتي : لنفي المضارع وجزمه وقلبه إلى المضيّ نحو {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ}.
لن وتأتي : لنفي المضارع ونصبه وتخليصه للاستقبال نحو: لن تبلغ المجد حتى تلعق الصَّبرا
لو وتأتي :
للشرط نحو : لو أنصف الناس استراح القاضي ، وتسمى هنا حرف امتناع لامتناع ، أي انتفاء الجواب لانتفاء الشرط . وللمصدرية نحو : {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ}.
ما وتأتي :
نافية نحو : ( ماهذا بشرا ) . زائدة نحو : ( فبما رحمة من الله لِنتَ لهم ). كافة عن العمل نحو : ( كأنما يُساقون إلى الموت ). مصدرية نحو : {كَأَنَّما ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِما رَحُبَتْ} . وقد يلحظ الوقت مع المصدرية فيقال لها مصدرية ظرفية نحو {وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيّاً}.
مذ وتأتي :
للابتداء نحو : نحو ما كلمتُه مذ سنة .
* الظرفية نحو : ولا قابلته مذ يومنا.
من وتأتي :
*للابتداء نحو {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى} .
* للتبعيض نحو :{مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}.
* للتعليل نحو :{مِمّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا}.
* وتجيء زائدة بعد النفي نحو : مامن شفيع ، والنهي نحو: لا يبرحْ من أحد، وبعد {هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ}.
ها وتأتي :
* للتنبيه وتدخل على أسماء الإشارة كهذا ، وهذه الضمائر كهاأنذا وهاأنتم والجمل نحو: ها إنّ صاحبك بالباب.
هل وتأتي :
* للاستفهام نحو: هل طلع النهار؟ وتفارق الهمزة في أنها لا تدخل على نفي ولا شرط ولا مضارع حالي ولا إنَّ.
وا وتأتي : للندبة نحو: واقدساه.
يا وتأتي :
للنداء نحو ) :يا أيها الناس ) . للندبة نحو: ياقدساه . للتنبيه نحو : {يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمون}.
النون الثقيلة : تدخل على الفعل لتوكيده نحو {لَيُسْجَنَنَّ} ولا تلحق الماضي أبداً.
ثالثا :الثلاثية وعددها خمسة وعشرون حرفا وهي :
( آي وأجَلْ وإذا وإذنْ وألا وإلى وأما وإنَّ وأنّ وأيا وبلى وثم وجَلَلْ وجَيْرِ وخلا ورُبَّ وسوف وعدا وعَلَّ وعلى ولاتَ وليت ومنذ ونَعَمْ وهَيَا) .
*(آيَ) للنداء نحو آيَ صاعدَ الجبل .
*(أجل) للجواب نحو:
يقولون لي صفْها فأنت بوصفها .
خبيرٌ أجل عندي بأوصافها عِلْمُ .
*(إذا) للمفاجأة نحو ظننته غائباً إذا إنه حاضر وتربط الجواب بالشرط نحو: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ}.
*(إذن) للجواب والجزاء نحو إذنْ تبلغَ القصد في جواب (سأجتهد) مثلاً.
*(أَلا) للتنبيه والاستفتاح وللطلب برفق وهو العَرْض، أو بحث وهو التخصيص نحو {أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ}، ألا تحلُّ بنادينا، ألا تجتهد.
*(إلى) للانتهاء نحو {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى}.
*(أمَا) للتنبيه ويكثر بعدها القسم نحو أمَا والله لأعاتبنه .
*(أنّ) للتوكيد والمصدرية نحو أعطيته لأنه مستحق، وتلحقها (ما) فتنكف عن العمل وتفيد الحصر نحو {يُوحَى إِلَيَّ أَنَّما إِلَهُكُمْ إِلَهٌ واحِدٌ}.
*(إنَّ) للتوكيد نحو {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} وتلحقها (ما) فتنكف أيضاً وتفيد الحصر نحو {إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبابِ}، وقد تجيء للجواب نحو:
ويقلْنَ : شيبٌ قد علاكَ وقد كبرْتَ ، فقلتُ : إنَّه .
*(أيَا) للنداء نحو.
أيا مسافرًا عُـدْ .
* (بلى) للجواب نحو : {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا : بَلَى} وأكثر ما تقع بعد الاستفهام ويجاب بها بعد النفي كما رأيت.
* (ثم) للترتيب مع التراخي نحو : خرج الشبان ثم الشيوخ .
* (جَلَلْ) للجواب كنعم نحو: قالوا : نظمت عقود الدرّ . قلت : جَلَلْ .
* (جَيْرِ) للجواب أيضاً نحو: قالوا : أتقتحم المَنُونَ ؟ فقلت جَيْرِ .
* (خلا) للاستثناء نحو : رافق الناس خلا المضلِّين .
* (رُبّ) للتقليل وللتكثير نحو : رُبَّ أمنيةٍ جلبت منية. رُبّ ساعٍ لقاعد. وقد تحذف بعد الواو ويبقى عملها نحو:
وليلٍ كموج البحر أرخى سُدُوله علي بأنواع الهموم ليبتلي
ويقال للواو: واو ربَّ .
* (سوف) للاستقبال نحو سوف يرى .
* (عدا) للاستثناء نحو حسِّن الظن بالناس عدا الخائنين .
* (علَّ) للترجي والتوقع نحو:
لاتُهن الفقيرَ علَّك يوما تحتاجه .
* (على) للاستعلاء والمصاحبة نحو : {وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ} {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ} .
* (لاتَ) للنفي كليس نحو:
ندم البغاة ولات ساعةَ مندمٍ والبغي مرتع مبتغيه وخيمُ
(ليت) للتمني نحو:
ألا ليت الشبابَ يعود يوما فأخبره بما فعل المشيبُ
* (منذ) للابتداء أو الظرفية كمذ نحو : ما كلمتُه منذ سنة ، ولا قابلته منذ يومنا.
* (نعمْ) للجواب فتكون تصديقاً للمخبر ووعداً للطالب وإعلاماً للسائل تقول: (نعم) في جواب: البغي آخره ندم، و{افْعَلْ ما تُؤْمَرُ}، وهل أديت ما عليك، ومثلها في ذلك أجَلْ وجَيْرِ .
* (هيا) للنداء نحو : هيا ربَّنا ارحمنا .
رابعا : رباعية خمسة عشر حرفا وهي :
(إذما وألاّ وإلاّ وأمّا وإمّا وحاشا وحتى وكأن وكلا ولكنْ ولعلّ ولمّا ولولا ولوما وهلاَّ)
* (إذما) للشرط نحو: إذما تكسلْ تخسرْ .
* (أَلاَّ) للتخصيص نحو : ألاّ راعيتم حق الأخُوة .
* (إلا) للاستثناء نحو : لكل داء دواء إلا الموت .
* (أما) للشرط والتفصيل والتوكيد نحو : {فَأَمّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ} .
* (إمّا) للتفصيل نحو : {إِنّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمّا شاكِراً وَإِمّا كَفُوراً} .
* (حاشا) للاستثناء نحو : أقدموا على البهتان حاشا واحدا ( أو واحدٍ ).
* (حتى) تقع حرف جر لانتهاء نحو : {حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}، {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ}، وتأتي حرف عطف للغاية نحو: قدم الحاج حتى المشاة، وحرف ابتداء نحو: فواعجبا حتى كليبٌ تسبّني.
* (كأنّ) للتشبيه وللظن نحو : كأن لفظه الدر المنثور، كأنه ظَفِر ببُغْيته، وقد تخفف نحو: {كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ}.
* (كلا) للردع والزجر نحو : {كَلاّ إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها} ، وقد تجيء للتنبيه والاستفتاح نحو: {كَلاّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}.
* (لكنْ) للعطف والاستدراك نحو : ما قام زيد لكن عمروٌ .
* (لعل) للترجي والتوقع نحو: لعل الجو يعتدل .
* (لمّا) لنفي المضارع وجزمه وقلبه إلى المضي نحو: أشوقاً ولما يمض لي غير ليلة. وتجيء للشرط نحو : {وَلَمّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ وَجَدُوا بِضاعَتَهُمْ} ويقال لها حينئذ حرف وجود لوجود، والأشهَر في نحو هذا أنها ظرف بمعنى حين.
* (لولا) للتحضيض وللشرط نحو : {لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ}، {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ} ويقال لها حينئذ حرف امتناع لوجود أي انتفاء الجواب لوجود الشرط.
* (لوما) كلولا في معنييها المذكورين نحو : {لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ} .
لوما الإصاخةُ للوشاةِ لكان لي من بعدِ سخطك في رضاك رجاء
(هلا) للتحضيض نحو : هلاّ ترسل إلى صديقك.
خامسا : الخماسية
ولم يأت منها إلا لكن وهي للاستدراك نحو فلان عالم لكنه جبان، والاستدراك رفع وهم نشأ من الكلام السابق، وقد تخفف فتهمل وجوباً نحو {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ}
ومما تقدّم يعلم أن الحروف تنقسم إلى أصناف فكل طائفة منها اشتركت في معنى أو عمل تنسب إليه فيقال:
(أحرف الجواب) لا ونعَمْ وبلى وإي وأجَلْ وجلَلْ وجَيْرِ وإنّ .
و(أحرف النفي) لم ولمّا ولن وما ولا ولات .
و(أحرف الشرط) إنْ وإِذما ولو ولولا ولوما وأمّا.
و(أحرف التحضيض) ألا وألاّ وهلاّ ولولا ولو ما.
و(الأحرف المصدرية) أنّ وأن وكي ولو وما.
و(أحرف الاستقبال) السين وسوف وأنْ وإنْ ولن وهل.
و(أحرف التنبيه) ألا وإما وها ويا.
و(أحرف التوكيد) إنّ وأنّ ونونا التوكيد ولام الابتداء وقد .
ومن ذلك حروف الجر والعطف والنداء ونواصب المضارع وجوازمه .
وتنقسم الحروف إلى عاملة كأنَّ وأخواتها وغير عاملة كأحرف الجواب.
وتنقسم أيضاً إلى مختصة بالأفعال كأحرف التحضيض، ومختصة بالأسماء كحروف الجر، ومشتركة كما ولا النافيتين والواو والفاء العاطفتين.
بحث في الاستفهام :
تعريفه : هو أسلوب يطلب به العلم عن شيء كان مجهولاً .
مثال : قال تعالى : {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى} (17) سورة طـه
الجملة الاستفهامية : هي الجملة المبدوءة بأداة استفهام ومنه :
* الاستفهام الحقيقي : هو سؤال يراد به جواب .
ويُقسم إلى :
* الاستفهام التصديقي : هو إثبات النسبة بين شيئين أو نفيهما , ويجاب عنه ب ( نعم - لا – بلى ) وأدواته : ( أ – هل ) .مثال : قال تعالى : { أَسِحْرٌ هَذَا وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ} (77) يونس .
* يجاب ب (نعم ) إذا كانت الجملة مثبتة لتبقى جملة الجواب مثبتة وإذا كانت منفية تبقى منفية .
مثال : أتحب المطالعة ؟ نعم أحبها .( صدّق إثبات الجملة) .
ألم تكتب الدرس ؟ نعم لم أكتب الدرس . ( صدّق نفي الجملة ) .
* يجاب بـ ( لا) لنفي الجملة المثبتة . مثال : هل قرأت القصيدة ؟ لا لم أقرأْها . نفي الجملة المثبتة .
* يجاب ب ( بلى ) لإثبات الجملة المنفية . مثال : قال تعالى : {قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ : بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} (260) سورة البقرة .
* الاستفهام التصويري : هو الذي يُطلب به تعيين أحد الشيئين وفي هذه الحالة يأتي أحد هذين الشيئين بعد همزة الاستفهام مباشرة ثم يأتي بعده حرف العطف ( أمْ ) وتسمى أم المعادلة لأن ما بعدها يعادل ما قبلها في ذهن السائل . وأدواته : الهمزة وجميع أدوات الاستفهام .
نحو : قوله تعالى : {أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ} (59) سورة الواقعة .
وقولنا : ( أتقرأ أم تلعب ؟ الجواب يكون بالتعيين: ( أقرأ) .
***
ســـرُّ الحروف ...
أجـــل :
للحروف واستعمالاتها شأنٌ لايخفى ، وحين يبدأ أطفال الصف الأول بتعلم الحروف فقد وضعوا أولى خطاهم المباركة على مدرج الكتابة ، فيرتقون من صف إلى صف أعلى منه ، فتنمو في ذاكرتهم هذه البذرة ، وتمتد وتمرع حتى تصبح شجرة وارفة الظلال ، أي نصًّا جميلا ذا معنى ، فتزهر أغصانها وتتدلى ثمارُها ، فتحلو قراءة نثرها ، والترنم بشعرها ، والتمتع بقصصها ، والوقوف على شواطئ بحور علمها ، فيشعر المتعلم بالسعادة وهو يجيد قراءة اللوحات التي على واجهات المحلات التجارية في الأسواق ، ويقرأ لأهله رسائل ذويهم مباشرة بدون اللجوء إلى مَن يقرأ لهم تلك الرسائل .
وقد لمسنا هذا الشعور في تعليمنا للأميين الذي لاتوصف فرحتُهم بعد أن أتقنوا فن الكتابة والقراءة ، ووقفوا على العمليات الحسابية ، وكان منظر أحدهم وهو يحمل كتبه ودفاتره ويتجه إلى مدارس محو الأمية ، يبعث على الإجلال والاحترام بل والتقدير لهؤلاء الرجال الذين لم تلههم أعمالُـُهم ولا أسرُهم ولا ارتباطاتُهم الأخرى عن طلب العلم . ولقد سمعنا منهم الكثير من عبارات الشكر لله الذي هداهم إلى طلب هذه الفضيلة ، ولعلهم ينالون ثواب ذلك عنده سبحانه وتعالى ، وهذه رسالة أميٍّ تَعَلَّمَ :
رسالةُ أُمِّي تَعَلَّمَ ...
وسوم: العدد 866