من سلسلة : في سجل الخالدين
الشهيد المشير : الزبير محمد صالح أحمد ــ يرحمه الله ــ
نائب رئيس جمهورية السودان سابقا
( الشهيد المشير أركان حرب / الزبير محمد صالح أحمد ــ يرحمه الله ــ أحد أبرز قيادات الجيش السوداني ، وكان نائبا لرئيس الجمهورية السودانية آنذاك عمر البشير . استشهد في جبهة القتال إثر سقوط الطائرة التي تقله مع بعض إخوانه الضباط ، في حادث مفتعل جنوب السودان أثناء قتال الانفصاليين ، وقد أذيعت القصيدة يومها من الإذاعة السودانية كما أخبرني أحد الزملاء المدرسين الذي كان معنا في نجران ... )
أخا الفخرِ بالإسلامِ ما فاتك الفخرُ = ولا غامَ في الميدانِ في وجهِك النَّصرُ
فبينَ جهادٍ لـم تزلْ و بطولةٍ = وردعٍ لذي غدرٍ وصفعٍ لذي مكرِ
مضيْتَ وفي صدرِ العلى لكَ موئلٌ = عليهِ : محيَّاكَ الحبيبُ له قّدْرُ
زبيرُ : وفي السودانِ عرسٌ مقدَّسٌ = و وجهُ الجِنانِ الخُضْرِ حولَك مُفْتَرُّ
أبيْتَ سوى حربِ العميلِ وإنَّهـا = لأُمنيةٌ تحلو ، وفرسانُها كُثْرُ
حواليكَ أبطالٌ يعيدون سيرةً = لصحبِ رسولِ اللهِ ماراعهم كُفرُ
فأنتَ الذي قد كنتَ جسرًا لدعوةٍ = غدا يفتدي الإسلامَ موكبُهـا الحُـرُّ
هـمُ الجندُ جندُ اللهِ في كلِّ معمعٍ = فغاراتُهم نارٌ ، ولقياهُـمُ عسرُ
أُباةٌ أبوا ذلاًّ بعصرِ تآمُرٍ = يكيدُ لدينِ اللهِ قد غـرَّهُ الكِبرُ
أسافلُ أحقادِ الصليبيةِ التي = تغذِّي فلولَ الحقدِ شيمتُها الغدرُ
وهاهم رجالُ الحقِّ في ساحةِ الوغى = يردُّون كيدًا في أضالعِه شرُّ
لهـم من يـدِ الرحمنِ نصرٌ مؤزَّرٌ = ويسرٌ إذا ما ضاقَ بالموكبِ العُسْرُ
تداعت على السودانِ أحزابُ نكبةٍ = ببوحِ نواياها المضرَّةُ والصَّعْرُ
أتى يَبتغي هدمَ العقيدةِ بأسُها = يجندُهـا الغربُ (المؤمركُ ) والنُّكرُ
فقمْتَ إليها يازبيرُ بدعوةٍ = لهـا المجدُ في سِفْرِ المآثرِ والخيرُ
لواءٌ : يرفُّ اليومَ شوقا لعودة = إلى زهوِ أيامٍ مباهجُهـا كُثْرُ
فريقٌ : أتى يطوي البسابسَ مؤمنًـا = ومن حولِه الأفذاذُ نحوَ الفِدا مَرُّوا
فما لكَ فيهم ؟ والزبيرُ أمامهم = فممشاهُـمُ عزٌّ ، وخيلُهُمُ ضُمْرُ
هـم الصِّيدُ إن جادَ الزمانُ بمثلِهم = لقَـرَّ العِدا قهرًا أصابَهُمُ الذُّعْرُ
ومَن عـزَّ بالإسلامِ ما ذلَّ للعِدا = ولا هابَ عصفَ النَّقعِ إن دلهمَ الضُّرُّ
ألَمْ تَــرَ أنَّ الحربَ دائرةَ الرَّحى = يؤزُّ لظاها الحُمرُ والبيضُ والصُّفرُ
لحـاهم إلهَ الورى والخزيُ ثوبُهم = وإن عربدوا فيها فَثَوْبُهُمُ القهرُ
فطوبى لِمَنْ قد بايَعَ اللهَ صادقًا = ولـم يُثْنِـه مــدٌّ ، ولـم يطـوِه جَزْرُ
وأدلجَ شهمًـا كالزبيرِ وصحبِه = ونال ؤضــا الرحمنِ مافاتَه الأجرُ
* * *=* * *
بكيناكَ يافخرَ الرجالِ فأعينٌ = مناهلُهـا حرَّى وأدمعُها جمرُ
جرى لـكَ فيها حقُّ وُدِّ فلهفةٌ = بأحنائنا الثكلى يترجمُهـا الشِّعرُ
ومَن ماتَ والإسلامُ هَــمُّ حياتِه = فحقَّ على إخوانِه الحمدُ والصَّبرُ
ألا إنَّ جرحَ المسلمين لواحدٌ = وضُرُّ أخيهم حيثُ كانَ لهم ضُـرُّ
يؤرقُنا ليلُ الفواجعِ والأذى = فحالُ بني الإسلامِ أنهكَهُ الهجرُ
فياربِّ آثرْهُـم وسدَِّدْ خُطاهُمُ = على منهجِ القرآنِ يدركْهُمُ النَّصرُ
ورحماكَ ربِّي بالزبيرِ وصحبِه = وأسْكنْهُمُ الفردوسَ طابَ بها البِرُّ
وأيِّدْ جنودًا في سبيلِكَ أسرجوا = خيولَ الجهادِ اليومَ يحدوهُمُ البشرُ
سألناكَ نصرًا ياقديرُ مؤزَّرًا = وفتحًـتا مبينًـا في معاطفِه الوَفْـرُ
لكَ الروحُ ياربِّي برضوانِك الذي = نُرَجِّي مدى أيامنا ولك العُمْرُ
رضينا بهذا الدينِ شرعًا ومنهجًا = وبالسُّنَّةِ الغرَّاءِ مطلعُها نَضْرُ
أيا راحلا والدهرُ تُطوَى فصولُه = وفصلُك باقٍ ليس يطمسُه الدَّهْرُ