البُطولاتُ شتّى !

عَفوَ الصَوارمِ والرماحِ  مَلَّ الطِماحُ أَذى الجِماحِ

وتَململتْ شِيَمُ الأباةِ ، يَؤُزُّها رَجْعُ الصِياحِ

ويُثيرُها أَسْرُ البُطولةِ ، بَينَ رَفّاتِ الصِفاحِ

* * *

تأبَى البُطولةُ ، أنْ تَظلَّ تدورُ، في فَلَكِ السِلاحِ

هيَ هكذا ، حيناً ، وأحياناً تَدورُ معَ الصَلاحِ

وبالاستقامةِ والتُقى ، يوماً ، ويوماً بالسَماحِ

وبِساعةٍ تُلفى ، لدى مَن جادَ بالماءِ القَراحِ

حِينَ الجَوادُ يَموتُ ، مِن ظَمَأٍ، ليُؤثِرَ بالمُتاحِ

* * *

ولقد تُرى عَينُ البَطولة ، في غُدُوٍّ أو رَواحِ:

في الصَبر، في المِحَن التي تَختالُ ، مُطلقَةَ السَراحِ

في نَخوة المغوار، للشَعب المشرّدِ ، في  البِطاحِ

هو صامتٌ ، وهِباتُه تَشدو، بألسنةٍ فِصاحِ

في عَزْمِ حُرٍّ، يُنقِذُ البَؤساءَ ، مِن ألَمِ الجِراحِ

أو مِن حَريقٍ ، يُنذِرُ الضُعفاءَ ، بالمَوت الصُراحِ

* * *

ولقد تُرى عندَ السَقيمِ، يُقِلُّ أعباءَ الصِحاحِ

أو عندَ مَن خَنَقَ الطُغاةُ صَداهُ ، يَجْهَرُ بالصُداحِ

أو عندَ شَهْمٍ مُفعَمٍ بالخَيرِ، يَملأُ كلَّ ساحِ

أو عندَ طَمّاح إلى الفردَوسِ ، أُولِعَ بالطِماحِ

يَسقيْ القِفارَ مِياهَ مُهجَتهِ ؛ التِماساً للفَلاحِ

أو عندَ ذي عِلمٍ أنارَ ، بعِلمه ، شتّى النواحيْ

أو عندَ طاهرةٍ حَصانٍ ، بين لائِمةٍ ولاحِ

تأبَى التَبرُّجَ ، سِلعَةً ، للمُدمنينَ على السِفاحِ

وتَصونُ عِزّةَ ثوبِها والبيتِ ، مِن عَبَثِ الرياحِ

* * *

هيَ هكذا، صُوَرُ البُطولةِ ، مِثلُ رَيحانٍ وراحِ

إدمانُها صَعبٌ.. ومُشرقةُ المَلامحِ ، كالصَباحِ

* * *

فليَقتبسْ مَن شاءَ ، مِن وهَجِ البُطولةِ، في ارتياحِ

وليَمتَح الأحرارُ ، مِن أنهارِها ، أسْمَى امتِياحِ

وسوم: العدد 868