كِبار السِّنِّ في هَمٍّ وَضِيقِ
أبياتٌ مرتجلةٌ بمناسبة اليَوْمِ العالميِّ لكبار السِّنِّ
كِبارُ السِّنِّ في هَمٍّ وَضِيقِ لِفقْدِ الحبِّ والقلبِ الرَّقيقِ
فَهُمْ في النَّاسِ أيْتامٌ ضعافٌ وقد وَلجوا مَتاهاتِ الغريقِ
لقد شاختْ بهمْ هِمَمٌ وأذْوَتْ وَوَدَّعتِ النَّسائمَ في الشُّروقِ
وكادَ الكأسُ يَفرَغُ من شرابٍ فأوْدَى بالصَّبوحِ وبالغَبوقِ
تُحشرِجُ فيهمُ الأنفاسُ ضاقتْ بتصعيدِ الزَّفيرِ وبالشَّهيقِ
يَطولُ بهمْ ظلامُ اللَّيْلِ حتَّى يكاد يُطيحُ بالقلبِ الخَفوقِ
تُراوِدُهُمْ خيالاتٌ توَلَّتْ وأضحتْ مِثلَ طيْفٍ في الطَّريقِ
توَسَّعَتِ الخروقُ بثوْبِ عُمْرٍ فما يُرجَى لِيُرفا من خُروقِ
بهمْ غُصَصٌ على عدَدِ الثَّواني فمَن يُحصي بهمْ عَدَدَ الشُّقوقِ
فعَيْشُهُمُ احتراقٌ واضْطرابٌ ولمْ تَنْجُ الخلايا من حُروقِ
معاناةٌ كوَخْزٍ في حلوقٍ بها إبَرٌ تشظَّتْ في الحلوقِ
توَلَّتْ زهرةُ الأيَّامِ تنعى أفاويقًا من الزَّمَن الوَريقِ
وقد جفَّتْ عُروقهمُ تِباعًا فهلْ مِن مُرجعٍ نبْضَ العروقِ؟
وهلْ من مُرجعٍ عمرًا تداعى؟ لَعَمْرُكَ إنَّ ذا أمَلُ الصَّفيقِ
وهلْ مِن مُبطِلٍ حُكْمًا تناهى إلى المُفتيِّ يُفتي بالنُّفوقِ؟
فقد كان المُؤمَّلُ أنْ يُراعَوْا بضَخِّ النَّسْغِ في القلْبِ الرَّقيقِ
وأن يُجزَوْا بإحسانٍ وفضْلٍ يُبَلِّغُهُمْ مساراتِ الطَّريقِ
فهَلَّا نظرةٌ لهُمُ بعطفٍ لعلَّ خِتامَهْمْ يَحلو بِرِيقِ
وهَلَّا صرخةٌ من أهْلِ بِرٍّ تُعاتِبُ في الورى أهلَ العُقوقِ
وهَلْ مِن مُقتَنٍ كنزًا ثمينًا فيَحفظَهُ بذيَّاكَ البَريقِ
وَهَلْ من مُشتَرٍ خِبْراتِ دهرٍ من القلبِ المُضمَّخِ بالرَّحيقِ
وَهَلْ من صانعٍ آمالَ جيلٍ وقد نهَلوا من العِلْمِ الوَثيقِ
فياربَّاهُ لطفَك في شيوخٍ يَغذُّون المَسيرَ إلى الرَّفيقِ
فهذي سُنَّةُ الأكوان تجري وعند اللهِ إحقاقُ الحقوقِ
وسوم: العدد 874