توجـهنـا لرب العالمينـا=طرقنا بابه متوسلينا
وقلنا يا إله العرش لطفًا=أجِرنا من بلاءٍ يعترينا
فقد دهم البلاد لنا عدوٌّ=له خطر؛ يقال له كورونا
تسلل في خفاءٍ واحتيالٍ=وفاجأ قومنا شرسا لعينا!
تفشى في بلاد الله يسعى=فأضحى الخلق طرًّا مشفقينا
يهاجم من يشاء ولا يبالي= ويحصد بالألوف وبالمئينا
ولا يثنيه شيء حيث يسري=يجوس ديار كل العالمينا
وأعجز كل جبار عنيـد= فأضحى كلهم متصاغرينا
أذلاء لديه ..فلا سلاحٌ= ولا طغيان يردع ذا اللعينا
فلا تجد المدافع دافعاتٍ=ولا جندا تصد ولا حصونا
ولا حبك المكائد نافعات=ولا فـنٌّ لتـقنيـةٍ يقينـا !
ولا يسطيع طاغية حقير=من الأحرار قد ملأ السجونا
بأن يلقي على فيروس قبضا=ويجعله بقبضته سجينا
بل الفيروس يصرعه فيغدو= ذليلا صاغرا قلِقا حزينـا
* * *=* * *
وقفنا عاجزين أمام خصمٍ= خفيٍّ لا يُرى للناظرينا
فشل حياتا ‘ وعدا علينا=فولينا سراعا حاذرينا
وألزمَنا المنازل عاكفينا=وأصبحت البيوت لنا سجونا
وأغلقنا بيوت الله خوفا=من العدوى..ومما قد بُلينا
فلا جُمَعٌ تصلى أو صلاةٌ=تُقامُ – جماعةً – للعابدينا
حُرِمْنا من تراويح تصلى= وفي رمضان عن خير ثُنينا
ودور العلم قد صارت يباباً=فما في ربعها من يدرسونا
وجُلّ مصالح الأعمال أضحت=خواليَ أهلها متعطلونا
كأن الساعة الكبرى ألمّتْ= فألقت في مرابعنا السكونا
فلا صخَبٌ هناك ولا زحامٌ= فكل الخلق صاروا مخبتينا
وأصبحت المدائن كالفيافي=فليس بربعها من يعبرونا
* * *=* * *
وفيما كل ما فعلت كورونا=دروس للجميع..فهل يعونا؟
فهل عاصٍ يكفّ عن المعاصي=وهل يدع المظالمَ مجرمونا؟
وهل بعد البلاء يعود بعضٌ=وحوشا في الجرائم والغينا؟
وهل يزع الجناةَ عن الخطايا؟=وهل يدع الفساد المفسدونا؟
وهل يدع المباذل من تمادى= فسادا في حقوق الآخرينا ؟!
* * *=* * *
أغثنا يا مغيث ولا تكِلْنا=لأنفسنا؛ ولا للخاطئينا
وفرّج كربنا وأدم علينا=نعيمك، قد أتينا تائبينا
نسلم أمرنا لجلال ربٍّ=له كل الخلائق راجعونا
يسوس برحمةٍ كل البرايا= يدير الكون رحمانا حنونا
إلهي.. كل خلقك عاكفونا=على أعتاب فضلك آملونا
فذُدْ عنا البلاء فقد عرفنا= حقيقتنا، وضعف المُفترينا
إلهي.. أنت تعلمهم جميعاً= وتشملنا بفضلك أجمعينـا