أنت أنت هي هي

محمد فريد الرياحي
mohammadfaridarriahi@gmail.com

وتسافر في فلوات العراء وليس لك الآن إلا البكاء على طلل

أنت فيه تراجع ما كان من أمسك العنبري على ظلل

من غمام الرؤى أيها العندليب تسافر في قلل

من مواسمك الدانيات ترى أنك الآن منغمر

في السراب وأنك من عمق ذاتك في المنتهى

من صهيل الحروف تراود هذي الكتابة عن نفسها

وتشمر عن وهج هو فيك من الأعصر الخاليات وتسرح ممتطيا

ليلك اللؤلئي ومنك المواعد ترحل في سبل

من مضاربها العاديات وترسل من وهجها دورة

أنت تلبسها حين تُجري الموانئ من

ذاتك المقتفاة التي أنت تعرفها منجما

للحروف التي أعجبتك مشارفها ومشارقها

ذات عشق وكنت تروّي العروق عروقك من عسل

أنت تعصره سكرا أيها العاشق المبتلى

برحيق الجنى وحريق الأنا

أيها الشاعر المستبى بعبير النواوير مغروسة

في التلال التي ألهبتك مطالعها ومصارعها

حين جئت لإمرتها عاريا عاليا حافيا راميا

تبتغيها لذاتك في  رجفة من سيولك بين العلى والدنى

أيها المتوغل في الذات ذاتك حين الرحيل، تلـَجلـَج  صدرك بالمشتهى

من فنون الصهيل وأنت تسافر في

فلوات العراء عميدا وحيدا وأنت توقع لحنك في جمل

من بهاء الحروف وأنت تفتّق قطرة ماء تناهت إليك على بلل

أنت فيه فسافر لعلك في حِلل

من مواهبك القانيات ترى أنت أنت على عجل

أنك الآن صاحبها هي هي

وسوم: العدد 880