اليومَ يومُكَ
خلف دلف الحديثي
[email protected] بطاقةُ اعتذارٍ ليومِ مولدِهِ صلّى
الله عليه وسلّمْ : ألقيت في المهرجان الذي أقامه البيت
الثقافي في حديثة يوم الخميس المصادف 16/1/2014 بمناسبة المولد النبوي الشريف ..
اليومَ يومُكَ والسماءُ دماءُ
أكبرْتهُ بل عشْتُ فيه وكنتُهُ
فدروعُنا بجنونِها تجْتاحُنا
وسماؤنا ماجَتْ بسيلِِِ نجيعِنا
حرَثتْ شظاياها ضحايا زهْوِنا
فلسوفَ تُثمرُ في رحى أوجاعِنا
فبنو أبينا فارقتهمْ نخوةٌ
عُمْرِ العراقِ إذا استُفِزَّ بجرحِهِ
ما كَلَّ ساعدُهُ وخارَ مروءةً
لا شيءَ إلا كبرياءُ صمودِنا
فلنا العظائمُ بل وكلُّ عظيمةٍ
لا لنْ نموتَ وسوفَ نخلقُ مرةً
باسم الذين لهولِها وهبوا الدّما
فالأرضُ يشتبكُ اللظى بثغورِها
والموتُ أغنيةُ السّلاحِ وقد دجا
ربّاهُ ذي الأنبارُ تُذبحُ وحْدها
فتخضّبتْ ساحاتُها بنجيعِنا
فلّوجتي جُثثٌ غدَتْ طرقاتُها
والنّصلُ غاصَ إلى الوريدِ وحزّهُ
فالميِّتونَ بجمرِها أهلي أنا
أهلي من الفيحاءِ بدءُ مسارِها
يا سيّدي قامتْ قيامةُ وعدِها
مَنْ خاسرٌ غيرُ العراقِ وأهلُهَ
مُذْ عشَّشتْ وبَنتْ جهنَّمَ ويلِها
إذْ أشْعلوها واصْطلتْ أركانُها
هيَ وحْدها الأنبارُ تُسرجُ غيظَها
هيَ وحْدها والقادمونَ طوائفٌ
فتطلّعَتْ مثلَ العروسِ لموتِها
وتلفَّتتْ والشوقُ جذوةُ عاشقٍ
فدعَتْ إلى ربدائِها فتيانَها
فإذا الصقورُ وقد تغشّاها الرّدى
يكفي فخاراً أنْتمُ أبناؤها
مهْما اكفهرَّتْ سوف تُشرقُ شمْسُها
فخذوا الذي تبغونَ من أحْمالِها
اليومَ يومُكَ سيّدي أنْتَ الذي
فالعاقدون اسْتنفروا عزماتِهم
فبأيِّ يوْمٍ ألتقيكَ وقد عَلا
وبأيِّ وجْهٍ ألتقيكَ وَسُحنتي
يا سيّدي ألقتْ حبائِلَ مَكْرِها
عربُ العروبةِ أعربَتْ عنْ حقدِها
ولأنّنا شعْبٌ تحشَّدَ واحداً
لكنْ سواعِدُنا لفرْطِ مروءَةٍ
إنّا مدى التاريخِ خيرُ وقودِها
يا سيّدي عذراً وعذراً سيّدي
بسَناكَ أخرَجْتَ الشُّعوبَ منَ العَمى
عذراً لقدْ قصّرتُ بين أكفِّكموثرى العراقِ يعجُّ فيه بلاءُ
لكنَّ جرحي شلّهُ الإعياءُ
وتدارُ فينا الهجْمةُ الرّعناءُ
وصهيلُ خيلِ اللهِ فيّ تُساءُ
فالجُدبُ أزهرَ والطريقُ خَلاءُ
هذي الدِّماءُ ويُسْتجابُ دُعاءُ
ونقاؤهمْ عجباً قلاهُ نقاءُ
ضجّتْ تدقُّ لبابِهِ العلياءُ
كلا ولا عانى لديْهِ إباءُ
سنلوذ فيه وتكبرُ الأسماءُ
منا ستبدأُ دربَها الهيجاءُ
أخرى ولنْ يمحو النفوسَ فناءُ
سيعودُ يشمخُ في العراقِ بناءُ
وتدورُ في أرجائِها البلواءُ
صبْحٌ وصاحَتْ طلقةٌ خرْساءُ
وبها تموتُ الوردةُ الحمراءُ
وعلى بنيها اسْتفحلَ الجُبناءُ
والدورُ طاحَتْ واستوَتْ أرجاءُ
ودمُ الضّحايا للسّماءِ حُداءُ
والقاتلونَ لأهلِنا الدّخلاءُ
حتى الشمالُ تضمُّها الحدْباءُ
وكبا بخيلِ الأمنياتِ لواءُ
وفمُ الصّراعِ يلوكُ والأهواءُ
كفُّ الجناةِ تدلُّها الأُجراءُ
ودمُ الشبابِ تُريقُهُ الأُمراءُ
فتضجُّ تحتَ غزاتِها الغبْراءُ
وبهم تعاوَتْ غصّةٌ هوْجاءُ
وهمُ الذينَ لحتفِهمْ قد جاؤوا
فيها اكْتوى لتحفّها الأبناءُ
لترشَّهم من عطرِها الخُيلاءُ
أبَتِ الخضوعَ فمُزِّقتْ أعداءُ
وَحُماتُها أمّا الدّعاةُ هَباءُ
فيُحَاسَبُ الدُّخلاءُ والعُملاءُ
ودعوا البلادَ تُقيمُها الأُمناءُ
أَخْرسْتَ صوْتي فالغناءُ بُكاءُ
وهوَى المنايا غيْمةٌٌ ربْداءُ
صوْتُ الدّمارِ وجَعْجَعَتْ أرزاءُ
مغبرَّةٌ وعيونُنا عَمياءُ
هذي الخطوبُ وجاشتِ الكأداءُ
واستفحلَتْ بكيادِها اللؤماءُ
هجَمتْ تُمزِّقُ صفَّهُ السُّفَهاءُ
وقفَتْ تذودُ بساحِها البُسَلاءُ
ولنا المَراجلُ لو يَصيحُ نِداءُ
إنّ الحروفَ بمدحِكم عرْجاءُ
وهَديْتَ مَنْ ضلّتْ به الظلماءُ
فيما أريدُ وما تشا وأشاءُ