إنّي أسافرُ في عينيكِ مُحترقاً = فالأرضُ يَخنقها حَرِّي ودُخَّاني
جَفناكِ سِحرٌ يبثُّ الجمرَ في كبِدي = ويُلهبُ الشَّوقَ في قلبي ووِجْداني
جمالُ قدِّكِ فتَّانٌ يُزعزعني = كقدِّ حوريةٍ في وصْفِ قُرآنِ
أهفو إليكِ على بُعدٍ بلا أملٍ = فالشّوقُ يدفعني، الحُسنُ أغواني
وان تعذَّرَ صبري في الهوى وهَمَتْ = دموعُ قافيتي وارْتجَّ بُركاني
ألقيتُ للقلمِ السَّيَّالِ ناصيتي = كيما يُلَملم أهاتي وأحزاني
اشكوالى النَّتِّ ما في القلب من دَنفٍ = فالعشقُ يا قمرَ الواحات أضناني
بِيَ استبدَّ سُهادُ الشّوقِ فانسحقتْ = بشائرُ النَّومِ في ليلي وأجفاني
إنّي بذلتُ عيونَ الشِّعرِ مُقترباً = لكنَّ جانبكِ المُختالَ أعياني
تُبدينَ أمزجةً رَعناءَ قاسيةً= كأنَّ قلبكِ من صَخرٍ وأطيانِ
أتُعرضين لقتل العاشقين؟ فما = تُبنى المكارمُ من إتلاف إنسانِ
شكرًا لقهركِ إنّ الصّدَّ يقهرُني = يا من عبثتِ بآمالي وعرفاني
أنكرتِ ودِّي وَوَجْدي غير أبهةٍ = وصرتِ عالقةً في عرشِ سلطانِ
سلطانِ غدْرٍ وإفسادٍ وأمزجةٍ = ملعونةٍ رَدمتْ ديني وأوطاني
تلكم فلسطين قد بيعتْ بلا ثمنٍ = والشَّامُ يرزحُ في رُزءٍ وأشجانِ
والنَّاسُ في يَمَنِ الإيمان قد دُفنوا = في قبرِ ذبحٍ وامراضٍ وحِرمانِ
ليبيا تبادُ، رحى الأذيال تطحنها = ففي حماها الأعيبٌ لشيطانِ
متى يفيقُ ذوو الأقلام في وطني = فالأمّة انتكبتْ من غدرِ فتَّانِ
لقد أباحوا زمام الحُكمِ في بَلهٍ = لأهلِ كفرٍ وتخريبٍ وعصيانِ
مستقبلُ الأمّة الغرَّاء ضاع سُدى = برهْطِ طيشٍ وأذيالٍ وغِلمانِ
ملوك عارٍ يبيعون البلاد لمنْ = عاثوا بكفرٍ وإفسادٍ وبُهتانِ
تبًّا لهم ولكلِّ التّابعين لهمْ = فالله لاعِنُهمْ في آيِ قُرآنِ
إنَّ اليهود وإتباع اليهود همو = إخوانُ إبليس في شرٍّ وكفرانِ
* * *=* * *
عودي لرشدِكِ فالأعراشُ خائنةٌ= لا تهدمي في سبيل القوم بُنياني