وظلمٌ يَطوفُ فهلْ تَرْكَعُ=وعينُكَ تَشمُخُ لا تَدْمَعُ؟
وصوتُ الثَّرى في صداهُ الدُّجى=وكلُّ نِداءٍ همي يوجِعُ!
أَلَذَّةُ ذُلِّ تُظَلِّلنا=سكارى بِذُلِّ الرؤى نَجرَعُ؟
أَنَنسى حليبَ الثَّرى والهوى=وجمرُ الهوى في الثَّرى يسطعُ؟
أَنعشَقُ في الأرضِ لونَ الدُّجى=وكم طعنةٍ في الدُّجى تُفجِعُ؟
وتاريخُ جَدِّكَ يمشي سِجالاً=فكيفَ سَتَمشي ردىً يَقْبَعُ؟
وكيفَ الهَزيمَةُ فيكَ مَشَتْ؟=أَتبقى على ذُلَّةٍ تَقْبَعُ؟
مكانُكَ شمسٌ بِقدسي مَشى=وقدسي بِعَتْمَتِها تنبُعُ!
بكى حَجَرٌ فوقَ دَمْعِ الثَّرى= ولم يأتِ سيفٌ ولا مَدفعُ!
كدَمْعَةِ جمرٍ يُطلُّ الشَّهيدُ=وما طلَّ جمرٌ ولا مَقْلَعُ!
نغني الثَّرى دمعُهُ يَفضَحُ=ودمعُ الغناءِ جوىً يَرضَعُ!
فهل مَضَتْ خيلُنا وانتَهَتْ=بخيلِ البُطولَةِ نَستَمْتِعُ!
ومعتَصماهُ كَدَمعٍ جرى= وصوتُ الدُّموعِ ألا تَسمعُ؟
كأَنَّ الدِّماءَ مَحَتْ لونَها=وجرحُ الثَّرى جَمْرَهُ يَصنَعُ!
فهل يَستَبيحُ الدُّجى مَجدَنا=وما زالَ تاريخُنا يَلْمَعُ؟
أَنَمشي بِدَمعِ المدى خِسَّةً=وما= ما مشينا خُطاً تَركَعُ؟
فصوتُ الثَّرى فيهِ جَمرُ الصَّدى=يَدُقُّ الصَّباحَ، دُجىً يَخلَعُ
فإما صباحٌ يَرفُّ المدى= وإما ضَياعٌ غداً يَقرَعُ
على دميَ الجُرحُ باحَ لَظىً= وثأرُ اللَّظى في دمي يَلدَغُ
صَهيلاً أَعودُ لأَرضِ الفِدا=أَدوسُ انهِزاماً ولا أَخضَعُ