( قيلت في بداية الثورة الليبية )
أيزاولون صناعةَ الطغيانِ=وضراوة الأحقادِ والأضغانِ !!!
أم أنهم يحيونَ خسَّةَ حرفةٍ=هي دأبُهم من سالفِ الأزمانِ !!!
سلبوا نفائسنا المقدسةَ التي=تُفدَى لأجلِ اللهِ بالشِّريانِ
وقد استباحوا بالتعنُّتِ أرضَنا=ودماءَنا ووجودَنا الإنساني
أَهُمُ الرجالُ فما تعثَّرَ خطوُهم=إذْ أوغلوا بالكرهِ والشَّنآنِ !!!
أمْ أنَّها سُلَّتْ شهامتُنا فلم=يُستَبقَ للعاني سوى الهذيانِ !!!
فرموا لأصداءِ التفجُّعِ مَن أتوا=يرجون سلمًا ماتَ بالبطلانِ !!!
وتواثبَ السفهاءُ في أيديهُمُ =نابُ الذئابِ ، ومخلبُ الغربانِ
واستمرؤوا ذبحَ الشعوبِ سفاهةً=وتفننوا بالبطشِ والعدوانِ
عاثوا و كيدُ الكفرِ يرعى كيدَهم=ونصيبُنا قبحُ ازدراءِ الجاني
واسترخصوا دمَنا الذي لم يُحتسبْ=في مجلسِ التطفيفِ بالميزانِ
ومشتْ حوافرُ خيلِهم من فوقِنا=مجنونةً تعدو بلا أرسانِ
وتصيحُ أُمٌّ في العجاجِ وتنتخي=فيجيبها صوتُ الأبِ الثَّكلانِ
أين المروءاتُ التي كانت لكم=يا أُمَّةَ الثاراتِ والفرسانِ ؟
أين العروبةُ والحميَّةُ في بني=عدنانَ شاهدةً وفي قحطانِ ؟
أين البطولاتُ التي مدَّتْ على=جسرِ الصمودِ عساكرَ الإذعانِ !!!
أين الملايينُ الأبيَّةُ لم تثبْ=بحجارةٍ أو مُديةٍ ويماني ؟
ياقومَنا هذي فلسطينُ الذبيحةُ =. قُطِّعتْ أوصالُها بِسِنانِ
هاهم بنوها ضُرِّجوا بدمائهم=والطعنُ غاصَ بأكبُدٍ وجَنانِ
لكنَّهم كتبوا لتاريخِ الفدا=سِفرَ الإباءِ بعزَّةٍ وتفانِ
إنَّ الهزائمَ لم تكنْ من طبعِنا=والموتُ أحلى من حياةِ هوانِ
ترضى جحيمَ الويلِ ويكَ نفوسُنا=لكنَّها تأبى على الذؤبانِ
وإذا اكفهرَّتْ بالمكاره دربُنا=فبصبرِنا تتنفَّسُ الرئتانِ
* * *=* * *
يا لاهيًا والشعبُ هبَّ مجاهدًا=قمْ أَعطِ قوسَ العزِّ للشجعانِ
هاهم على الثغرِ المقدسِ إنهم=أهلُ العقيدةِ ، والهدى الرباني
وارحلْ ، و دعْ للمؤمنين جهادَهم=لذوي وضوءٍ مسبَغٍ وأذانِ
للشعبِ هبَّ مقاتلا يفدي الهدى=والحقَّ مندفعًا بغيرِ توانِ
و لكلِّ مشتاقٍ لجنَّةِ ربِّه=يحدو بآيِ البارئِ الدَّيَّانِ
ولكلِّ مقدامٍ يتوقُ إلى اللقا=ماكان نعمَ بمرجفٍ وجبانِ
واهتفْ يجبْكَ الصوتُ ردَّادًا بهم=اللهُ أكبرُ ... أُمَّة القرآنِ
هبِّي تغنَّيْ بالفداءِ فإنه=أبهى نشيدِ كتائبِ الإيمانِ
فالغدرُ كانَ ولم يزلْ من صلبِ ما=ليهودِهم ، والمجمعِ الشيطاني
يا أمةَ الإسلام ثوري تنعمي=بالنَّصر والفتحِ القريبِ الهاني
يا أمَّةَ القرآنِ ما ماتَ الفدا=فالسُّنَّةُ الغرَّاء في الوجدانِ
تعس المجوسُ صدورُهم مشحونةٌ=بالمكرِ لاسلمتْ وبالشنآنِ
قد أخطأ المتورطون بلعبةٍ=موَّارةٍ باللَّفِّ والدورانِ
والجالسون على موائدَ ، زادُها=عفنُ الهوانِ بما تنالُ يدانِ
فالقدسُ موئلُ أمَّةٍ لم تنسَها=وشعيرةُ في وجهةِ الركبانِ
مَنْ باعها فالكفرُ طوَّقَ عُنْقَه=وأتى به جرًّا إلى النيرانِ
والقدسُ ملكٌ للعقيدةِ لم تزلْ=ولقارئي قدسية الفرقانِ
حرمتْ على الأنجاسِ لن يلقوا بها=يوما بغيرِ تناجُزٍ و طِعانِ
وعلى مطارِفِها البهيَّةِ عرسُها=يزهو مع الشهداءِ في الميدانِ
ودمُ الأفاضلِ وابنُ درَّة بينهم=يحكي حديثَ الجودِ للفتيانِ
قتلوه طفلا كي تجيءَ فعالُهم=برهانَ غطرسةٍ على البرهانِ
في كلِّ يومٍ شاهدٌ يروي لنا=قصص الفداءِ وليس بالمتواني
* * *=* * *
لُعِنَ اليهودُ و مَنْ يهادنُ حقدَهم=من كلِّ طاغيةٍ ، وكلِّ جبانِ
والعالمُ المتأمركُ اللاهي يرى=نهشَ الذئابِ ، وعضَّةَ الثعبانِ
أتراهُ ينصرُنا الذي قوَّى بهم=هذا الجنوحَ بكيدِه العريانِ
الله ! كم قاسى المقدَّسُ منهمُ=طول المدى من هجمة الصلبانِ
لن ينفعَ التنديدُ جرحًا نازفًا=أو يسعفَ الجرحى رنينُ بيانِ
فالنارُ تطفئها إذا ما عربدتْ=نارٌ تسوقُ مؤجِّجي النيرانِ
واليومَ جمرُ الثأرِ يكوي أكبُدًا=ويردُّ نورَ العزِّ للأجفانِ
يا إخوةً في القدسِ ، في حيفا ، وفي=يافا رأوا من قلة الأعوانِ
ومن الخيانات المذمَّمةِ التي=باءَت بهم بالعارِ والخسرانِ
فعلى ربى بلدِ الخليلِ دخانُها=خبثُ اليهودِ ولوعةُ الأحزانِ
وبكلِّ دارٍ في فلسطين التي=تشكو الأذى ، وهناك في الجولانِ
صبرًا فإنَّ اللَّهَ مُنجزُ وعدِه=والنَّصرُ آتٍ ... وجهُه الرباني
ما اشتدَّ في الناسِ الأذى إلا أتى=فرجٌ لأمتنا من الرحمنِ
أهواتفَ الأسحارِ أيقظْتِ الذي=قد نامَ فوقَ الإثمِ والنكرانِ
أغوتْهُ قبلَ اليوم آلهةُ الهوى=عصريةَ الأفكارِ والأوثانِ
فصحا وهلَّلَ مؤمنًا مستنكرًا=ماشابَ مَحتدَ مجدِه النشوانِ
وجفا محيَّاها المزيَّفَ إذ رأى=حللَ الشَّهادة في سنى الأكفانِ
ما أكرمَ الإنسانَ في إيمانِه=باللهِ لابحضارةِ الشيطانِ