(الذي استبعد عودة الفلسطينيين إلى وطنهم ، وسخر
من مفاتيح بيوتهم التي يورثونها أبناءهم )
لو كنتَ ، يا حبتورُ، تؤمن بالوطن = ما بحت بالرأي السفيه وبالعفن
ونفيت حق إيابنا لبلادنا =وسخرت من مفتاحنا الفذ الثمن
ما كل شيء يا صفيقُ تجارة = الربح فيها مُرتجى أهل الفِطَن
الأرض روح ، يا قميءُ ، وتارةً = تسمو على الأرواح في هول المحن
يتعاقب الشهداء جيش حماية = لتحوز أرضهمُ الخلود على الزمن
إنا لنرضع حبَها أطفالَنا = قبل الحليب ، إلى ملاقاة الكفن
واللهِ ، يا جهلولُ ، إن شويكة = يبساء أنفسُ من جليلات المِنن
إن كان منبتها فلسطين التي = سُرِقت جهارا بالخيانة والوهن
بئست مقالتك التي أفشيتها = فضحتْ مروقك إذ تعرى في العلن
أخزيت نفسك ، ما سترت هوانها = فرأى الأعادي فيك ذلَ المُمتهَن
هم يزدرونك ، لو علمتَ ، وإنهم = ليرون أنك عبد حاكمك الأفِن
لا رأي للعبد التبيع ولا هوى =فتراه يذهب حيث يُجذَب بالرسن
أتظن نفسك للكتابة محسناً ؟! = لم تأتِ إلا بالضحالة والرعن
خدعوك إذ دفعوك نحو ضفافها = فغرقتَ في شبر من الماء الأسِن
أُشتومةً أمسيتَ ، خزياً عاريًا = والخزي راية كل خوان نتن
هذي فلسطين السرى وطن لنا = هي بيتنا ، فردوسنا ، أغلى سكن
إنا سقيناها دمانا حرةً = تُحيي ثراها في السهول وفي القُنَن
حبتورُ ، جئتَ فَرِيةً كبرى ، فتب = طهر ضميرك إن قدرت من الدرن !
وأشك في تطهير شخص قد غوى = وأبان عن سَفَهٍ غريب مُستكِن