الى اللّيبيين الذين وقعوا في مستنقعَ الضياع وحُرموا من الامن والعز والمتاع
***
لأَنتَ ترقبُ ما يجري وإن عجزتْ = كفِّي وتعلمُ يا مولايَ أسراري
لأنت تقدرُ أن ترعى الضَّعيف فلا = تُخزيه غائلة ُ الفجَّارِ في الدَّارِ
ما كنت أعلمُ أنَّ الكفرَ يحكمُنا = تُخزى الشُّعوبُ اذا نِيطَتْ بكُفَّارِ
ربَّاهُ لولا يقيني أنَّني بشرٌ = أحوالُه كُتبتْ قَبلاً بأقدارِ
وأنَّ مظلمتي في كفِّ مصلحتي = والخُسرُ ليس سوى التَّخليدُ في النَّارِ
لانهدَّ منِّي قوامُ الجسم وانسحقتْ = فيه الخلايا بوقع الهمِّ والعارِ
وكيف لا والأذى قد غُمَّ فاعلُه = وما أرى في الورى دربا الى الثَّارِ
وكيف لا وجراحُ القلب نازفة = غارت بغائلة المُستأمَن الضَّاري
كم يسعد القلبَ أن يُرمى بقارعة ٍ =كبرى تطهِّره في طاعة الباري
مالي أرى الرَّأي في ليبيا الهدى سَفَهاً = والشعب يَنبَتُّ في ذلٍّ وإدبارِ
مالي أرى الأمر في كفِّ الذين بَغوْا = ساسوا الأمور كقطَّاعٍ وشُطَّارِ
أرى الأمانةَ قد نِيطَتْ بخائنِها = هل يصلحُ الحكمُ في ليبيا بغدَّارِ ؟
أرى الشّعوب غَدَتْ نَوْكَى مُضلَّلةً =ترتادُ صاغرةً جُرْفَ الهوى الهارِي
تنحطُّ في طمعٍ ، تهفو الى بِدعٍ = تنكَّرتْ لحقوق الإبن والجارِ
ويحَ الشّعوب إذا طاشت ، وقد فَعلتْ ، = عن شِرعةِ الحقِّ وانقادت لغدَّارِ
ويحَ الشّعوب إذا تاهت مذلَّلة ً = وراء مُفتتَنٍ نذلٍ وزَوَّارِ
الكفرُ يَعفسُها ، والخزيُ يلبسها = والذلُّ يدهسُها جَذْلَى بدعَّارِ
يا شعبَ ليبيا سوادُ الشَّعبِ مُؤتمَنٌ = على المكارم رغم الغائل السَّاري
خذلُ القريب إذا استشرى دليلُ وَنَى = من أمَّة ركبتْ أوهام أعذارِ
لا ليس في السير خلف الكفرِ مغذرة = الأرضُ لله لا ليست لأغيارِ
لِمَ السُّكوتُ عن الظُّلم الذي سكنتْ = بلواهُ في أنفس تُخزى وأمصارِ ؟
لِمَ التَّغاضي عن الإفسادِ في بَلَهٍ = والأرضُ تصرخ من حزنٍ وأكدارِ ؟
اُصْمُتْ لتستر بلواك التي نَتنتْ = لن يستر الصَّمتُ بلوى حكمكَ العاري
انهضْ لتركبَ عزًّا في المعيشةِ أو = تموتَ ميتة أبطالٍ وأحرارِ