مَاذَا يُرِيدُ مِنَ الهُدَى العِمْلَاقِ؟=رَاعِي فَرَنْسَا القَزْمُ ذُو الأحْنَاقِ
ماذا يريد الفَدْمُ مِن دِينِ العُلَى=والعِلْمِ والإنْصَافِ والإشْرَاقِ
ماذا يَرُومُ الرَّذْلُ مِن دِينِ السَّنَا=والمَجْدِ ؛ دينِ مَكارِمِ الأخْلاقِ
* * *=* * *
دِينُ المَعارِفِ والثقافةِ لِلوَرَى=عَبْرَ القُرُونِ أنَارَ في الآفَاقِ
دينُ العَدالةِ والحُقُوقِ ورَحْمَةٍ= و مَحَبَّةٍ , و تَسَامُحٍ و تَلَاقِ
دينٌ لَهُ الفَضلُ العَظيمُ على الورى=في العِلْمِ و التَّنوِيرِ والإرْفاقِ
بِحَضَارةٍ و تَمَدُّنٍ و تَطَوُّرٍ=في العيشِ في الأعمالِ والأسواقِ
بحضارة رُوحِيَّةٍ جَسَدِيَّةٍ=عاشَ الشُّعُوبُ بِظِلِّهَا بِمَرَاقِي
لِلإنسِ, للحيوانِ ؛ في رِفْقٍ بِهِ=مِنْ وَحْيِ دِينِ الرَّاحِمِ الخَلَّاقِ؟!
لولاه أوربا لما نهضت , ولا=قامت لها مدنية بِرُوَاقِ
في الطِّبِّ في فَلَكٍ وهَندَسَةٍ كذا=في الفِيزِيَاءِ و كِيْمِيَا التِّرْيَاقِ
لَوْلَاهُ ظَلَّ الغَرْبُ فِي ظُلُمَاتِهِ=أعْمَى يَغُطُّ بِنَوْمَةِ اسْتِغْرَاقِ
لَوْلَا ابْنُ سِينَا وابْنُ هَيْثَمَ مَعْهُمُو الـرْ =ـرَازِي ؛ لَظَلَّ الغَرْبُ فِي إطْبَاقِ
لولا الخُوارِزْمِيْ ابْنُ رُشْدٍ وابنُ خَلـ=ـدُونٍ و غَيْرُهُمُو مِنَ الحُذَّاقِ
لَرَأيتَ أورُبَّا فَرَنسَا كُلَّها=تَحْيَا بِعَتْمَةِ حِنْدِسٍ و مُحَاقِ
* * *=* * *
مَنْ عَلَّمَ اوْرُبَّا النَّظافَةَ والنَّقَا=غَيْرُ الهُدى ؛ بِدُعَاتِهِ السُّمَّاقِ
و بِنَاءُ حَمَّامَاتِهِمْ=بِبُيُوتِهِم=لم يَعْهَدُوا مِن قَبْلُ بِاسْتِيْثَاق!
و عُطُورُ أوربا يُثَقَّلُ رِيْحُهَا= كَيْلَا يُشَمَّ النَّتْنُ فِي آفَاقِ؟!!
لم يَعرِفُوا المِرْحَاضِ في أكْنَانِهِم=إلَّا مِنِ اخْوَانٍ - لَنَا - و رِفَاقِ؟!
والنَّاسُ في بارِيسَ كانُوا حِيْنَهَا=يَقْضُونَ حاجاتٍ لَهُمْ بِزُقَاقِ؟!
* * *=* * *
يا أيُّهَا اللَّاهِي الجَهُولُ ألَا اقْرَأَنْ=مَا خَطَّهُ الأعْلامُ مِنْ أوْرَاقِ
مَا قَالَهُ "لُوبُونُ"؛ عن إسْلامِنَا=بـِ"حَضَارَةٍ لِلْعُرْبِ"في الآفاقِ
عَن رَحْمةٍ لِلمسلمينَ بِفَتْحِهِم=عَن عِلمِهِمْ , و تَمَدُّنِ الحُذَّاقِ
ما قالَهُ" واطٌ بـ تأثيرِ الهُدى"=بِأُرُبَّةٍ في العِلمِ و الإعْرَاقِ
و عن ابنِ سينا فاسْألَنْ أورُبَّةً=في الطبِّ عن قانُونِه الإشْراقِيّْ
كم ظل يُدْرَسُ في المَعاهِدِ عِندَكُم؟=بِضْعٌ قُرُونٌ مُكْحُلُ الأحْداقِ
واقرَأ لـ"هُوْنْكِهْ: شَمْسَنَا وسُطُوعَهَا"= في رَبْعِ أَوْرُبَّا عَلَى الإطْلاقِ
واقرأ لـ "هوفمن: دِينَنا و بَدِيلَهُ"=إنْ كُنتَ تَبْغِي الحَقَّ بِاستيثاقِ
عن "دَعوةِ الإسلامِ" فاقرأ جَيِّدًا=مَا خَطَّهُ "أرْنُولدُ" فِي الأورَاقِ
ولـِ"نَظمِ لُوقا"عن رِسَالةِ أحمدٍ=ما قالَهُ عن دِينِنَا الرَّقْرَاقِ
* * *=* * *
يَا أيُّهَا المَأزُوْمُ فِي دِينٍ, وفِي=خُلُقٍ , كَذَا بِسَلَامَةِ الأذْوَاقِ
يا أيها المأزومُ في حُكمٍ لَهُ=و بِحَلِّ أزْمَاتٍ و ضِيْقِ خِنَاقِ
يَا مُخْفِقًا فِي حُكْمِهِ لِفَرَنْسَةٍ=قَدْ ضَاقَ مِنْكَ الشَّعْبُ بِالأطْوَاقِ
أتُرِيدُ تَصْدِيرَ المَشاكِلِ خارِجًا =كَيْ تَصْرِفَ الأنْظارَ عَنْ إخْفَاقِ؟!
يا أيها الأعمى الصَّفِيقُ ألا تَرَى=أهْلَ الهُدَى مِن سَائِرِ الأعْرَاقِ؟!
اِثْنانِ مِلْيَارَانِ ؛ مِن أتْبَاعِهِ =أعَمِيتَ عن إبصَارِهِمْ بِمَآقِ؟!
أمْ أنَّهُ الحِقدُ الدَّفِينُ على الهدى=غَشَّى على عَيْنَيْكَ بِاسْتِغْرَاقِ؟!
أم أنَّهُ حِقدُ الصَّلِيبِ و أهلِهِ=كَفَّ البَصِيرَةَ مِنكَ , بِالأحداقِ
أم أنه الوَهْنُ المُشِلُّ لِأمَّتِي=جَرَّاكَ تَشْتُمُ دِينَنَا كَصِفَاقِ
أم كَسْبُ أصْوَاتِ انْتِخَابِ رِئاسَةٍ=مِنْ عِندِ أهْلِ تَطَرُّفٍ فُسَّاقِ
* * *=* * *
ولِمَ الهُجُومُ عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى=داعِي الهُدَى, و مُنَوِّرُ الآفاقِ
و مُؤَسِّسٌ لِحَضَارَةٍ عِمْلاقَةٍ=شَهِدَ العِظَامُ بِفَضْلِهَا السَّبَّاقِ
وبِفَضْلِهِ و بِرَحْمَةٍ عَمَّ الوَرَى=و بِخَيْرِهِ و بِنُورِهِ الإشْرَاقِيّْ
هو خِيْرَةُ اللهِ العَظِيمِ و صَفوَةٌ=مِنْ خَلْقِهِ , هُوَ كَنْزُ عِلمٍ بِاقِ
(لَم يَخلقِ الرحمنُ مِثلَ محمد=بَينَ الوَرَى بَشَرًا على الإطلاقِ
كَلَّا, ولا عَرَفَ الخَلائِقُ فَضْلَهُ=مَا فَوْقَهُ حَقًّا سِوَى الخَلَّاقِ
ماذا أقولُ بِوَصْفِهِ و مَدِيحِهِ=و سَنَاهُ دَوْمًا باهِرُ الإشْرَاقِ
وهُوَ الذِي لِلخَلْقِ أُرْسِلَ رَحْمَةً=و أتَى يُتِمُّ مَكَارِمَ الأخْلاقِ)
* * *=* * *
لن تستطيعَ رُسُومُكم وسِفَاهِكُم=النَّيْلَ مِن شَرَفِ الرّسُولِ الرَّاقِي
لا , لن تَنَالَ محمدا بِمَسَاءَةٍ=هِيَ لن تَمَسَّ جَنَابَهُ و تُلَاقِي
أنْقَى مِنَ الفَجْرِ الضَّحُوكِ محمد=و مِنَ الغَمَامِ - بِسُحْبِهِ- الرَّقْرَاقِ
وهوَ السَّمَا ونُجُومُهَا ورُجُومُها=هَيْهَاتَ يُدرِكُهَا أذَى الفُسَّاقِ!
هَيهاتَ ! يُؤذِيهَا نُبَاحُ كِلابِكُم=ورِذَالِكُمْ , مَهْمَا عَلَتْ , بِلَحَاقِ
هيهاتَ يَبْلُغُهَا نَقِيقُ ضَفَادِعٍ=لِعُلُوجِكُمْ ؛ مِنْ فاقِدِي الأَذْوَاقِ
* * *=* * *
حُرِّيَّةُ التَّعْبِيرِ حُجَّتُكُمْ بِهَا=تَتَذرَّعُونَ لِشَتْمِ دِينٍ راقِ؟!
حرية التعبير لا تَعْنِي الإسَا=ءَةَ لِلإلَهِ , و رُسْلِهِ السُّبَّاقِ
حرية التعبير لا تعني الخَنَا=و السَّبَّ لِلأدْيَانِ و الأعْرَاقِ
* * *=* * *
أوَمَا قَرأتُم مُنصِفي شعرائكم؟!=في شِعْرِهِم عن"أحْمَدِ الأخْلاقِ"
كـ"الشاعِرِ القَرَوْيّْ, وإلياسْ قُنْصُلٍ=جاكِ الشِّمَاسِ, و يُوْرْكِيِ الحَلَّاقِ"
و سواهمو ؛ من مُنصفي كُتَّابكم=و البَعْضُ مِنهم فاءَ لِلخَلَّاقِ
مِن مِثلِ "دِينِيهٍ إتِينِ , و مُورِسٍ=بُوكايِ" ؛ مِمَّنْ أسلَمُوا بِعِنَاقِ
و"اللِّيدِي كُوبُولْدٌ, وغارُودِي, كَذَا=هُونكِه, وجِفْرِي لانْغَ" ذُو الإشْرَاقِ
و سِوَاهُمو عُرْبٌ وعُجْمٌ كَثْرَةٌ=أسْفارُهُم فِي المَكْتَبَاتِ بَوَاقِ
* * *=* * *
سَيَظَلُّ دِينُ اللهِ يُشْرِقُ بِالهُدَى=مَهْمَا يَكِيدُ الكُفْرُ فِي الآفاقِ
مهما يُسِيءُ الحانِقُونَ لِأهلِهِ=و ذُيُولُهم ؛ مِن ماكِرٍ أفَّاقِ
لن يستطيعوا وقفَ مَدِّ شُعَاعِهِ=بِالحَربِ, بالإرهابِ, بِالإحْرَاقِ!
سيظل تَدْخُلُهُ الشُّعُوبُ بِرَغْبَةٍ =و بِكَثرةٍ ؛ بِالرَّغْمِ من أوْهاق؟!
و بِرَغْمِ كَيدِ الكائِدِينَ ومَكرِهم=فَلَسَوفَ يَبقى كَعْبَةَ العُشَّاقِ
مهوى القلوبِ الظامِئاتِ إلى الهدى=نورَ العُقولِ و مَنبَعَ الإشراقِ
لن يَستطِيعُوا يُطفئوا أنوارَهُ=شاءَ القَديرُ تَمَامَهُ لِرِفَاقِ
* * *=* * *
دِينُ الهدى ورَسُولُهُ فَوقَ السُّهَا=رَغْمَ العِدَا, فِي القلبِ في الأعْمَاقِ
بِجَنَانِ كُلِّ مُوَحِّدٍ و مُصَدَقٍ=- مِن أهلِه - بِعُقُولِنَا و مَآقِ
نَفْدِيهِمَا بِنُفُوسِنا و بِوُلْدِنَا= و بِمَالِنَا , و نَفائِسِ الأعْلاقِ
أرْواحُنا تَهْوَاهُما , و نُفُوسُنا=ألْبَابُنا ؛ كَالنُّورِ فِي الأحْداقِ
فَقُلُوبُنَا قَدْ أُشْرِبَتْ لِهَوَاهُمَا=وغَدَتْ تَبِضُّ بِأعْذَبِ الأشْوَاقِ
سَنَظلُّ نَحْيَا بِالهُدَى و محمد=حتَّى تفِيضَ الرُّوحُ لِلْخَلَّاقِ