( قال المولى تبارك وتعالى : (وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنۡ هَمَزَٰتِ ٱلشَّيَطِينِ ٩٧ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحضُرُونِ 98 ) / المؤمنون
حضرّ الشيطانُ الرجيمُ فألفى = صنوَه في طريقِه بانتظارِهْ
وكلا الشيطانين كانا بشوقٍ = شدَّ هذا بذاك حبلَ إزارِهْ
قال : كيف الأحوالُ طابتْ بقذفٍ = بالرزايا عليهـمُ والمكارِهْ
لـم ندعْهُم لينعموا شطرَ ليلٍ = من ليالي زمانِنا ونهارِهْ
واتفقنا لسحقِهم ، وأبو لؤلؤة . = . الثأرِ لم يزلْ في مدارِهْ
فتلوَّى الثاني بوجهٍ كئيبٍ = وسوادٍ يغشاهُ عندَ ازورارِهْ
فبكى الثاني قائلا : لـم نُبِدْهُ = مـع أنا جلنـا برحبِ ديارِهْ
ليس أخفيك ياعزيزي فَدِيْنٌ = فد أتاهـم من ربِّهم في غِرارِهْ
هـو باقٍ وأنت تلطمُ خدًّا = ولديه الفرسانُ من أخيارِهْ
وكتابُ العهدِ القديمِ شهيدٌ = بخلودِ القرآنِ بعدَ انتصارِهْ
إنَّمـا نارُكم وقد فضحتْنا = أحرقتْكم بحرِّها وأُوارِهْ
فشكى الثاني قائلا : باعزيزي = والأكاذيبُ من هوىً وسُعارِهْ
أَمِنَ السردابِ : الحقيقةُ تأتي ! = لا ونارِ المجوسِ بُـؤْنا بعـارِهْ
أطفأتْها رياحُ دينٍ قويمٍ = واعترفنا بفضلِه وفخارِهْ
و وقعنا في حيرةٍ وارتباكٍ = وعلمنـا أن المصيرَ لِنـارِهْ
فجثا الأولُ الذي يتباكى = رغـم مافي يديه من إنكارِه
قال والقلبُ بالأسى يتلظَّى = هـو دينٌ علياهُ في أنوارِهْ
فبأوروبا أنوارُه تتلالى = وترى الناسَ أسلموا لاعتبارِهْ
قد مكرنا ومكرنا في هباءٍ = ليس يعلو على سُمُوِّ وقارِهْ
وبذلناها متعةً في نساءٍ = ولواطا في جيلنا لصغارِهْ
وصنعنا كلَّ القبائحِ لكنْ = مابرحنا في السَّعي من فجَّارِهْ
وعبدنا الحسين زورا وكذبا = وضحكنا عليهمُ في جِوارِهْ
ثم بالزهراءِ النجيبةِ نحدو = لِنُوَاِري تدجيلَنا قرارِهْ
كلُّها كلُّها سفاهـا ازدراءٌ = وامتهانٌ ألقى الجوى في مرارِهْ
خرج الشيطانُ الرجيمُ حزينًا = وامتطى في الإيابِ ظهرَ حِمارِهْ
والرجيمُ الثاني يولولُ قهرًا = ويناديه حتفُـه لتبارِهْ
موقنًـا أنَّ عصرَنا قد تجلَّى = بانتصارِ الإسلامِ أمصارِهْ
فبه الخيرُ للأنامِ ، فَبُعْدًا = لضلالٍ قد ماتَ في أوكارِهْ
فتعالوا إلى إخـاءٍ و وُدٍّ = لا إلى مافي ذا الجحودِ وعـارِهْ