يـعـودُ وجـهُك بالرضوان يغشانا=والـكـربُ يـعـصفُ أخطارا بدنيانا
فـمـا غـفـتْ مـقلٌ والليلُ يمطرُنا=هـمًّـا يـقـرِّحُ بـالأزراء أجـفانا
وفـيـكِ يـا نـفـحـاتِ الخيرِ أفئدةٌ=بـالـتـوب تـرفـعُ للرحمن شكوانا
لـنـا بـهذا المدى في الأنسِ أروقةٌ =تـطـيـبُ سـاعاتُها روحا وريحانا
وتـشـتـهي النفسُ من بعد العنا أفقا=تـرفُّ فـي صـفـوِه بالذكر نجوانا
مـا أجـمـلَ العيشَ والتقوى تطرِّزُه=ويـجـمـعُ الـودُّ أحـبـابا وإخوانا
نـرجـو الإلـهَ لـيالي الوصلِ طيبةً=نـتـلـو بـهـنَّ بـظلِّ الفجرِ قرآنا
وهـبَّـتِ الـنـفـحاتُ اليومَ مبسمُها=يـفـتـرُّ فـتـحـا وتـأييدا وغفرانا
أريـجُـهـا عـطـرٌ والأرضُ عابقةٌ= وطيبُها العذبُ : يروي الشَّذوُ ظمآنا
وفـي الـجِـنـانِ لأهـل اللهِ منزلةٌ=جـلَّـتْ عن الوصف فردوسا وسكانا
رحـابُـهـا الخلدُ والأمنُ الذي حُرمتْ=مـن فـيـئـه الأرضُ أزمانا وأزمانا
يـا حـبَّـذا صـلـواتُ الليلِ تجمعُنا=وحـبَّـذا نـفـحـاتُ الـغيبِ تلقانا
وحـبَّـذا إخـوةُ الإيـمـانِ تكلؤُهم=عـنـايـةُ اللهِ عـبَّـادًا وفـرسـانا
لـو يـعلمُ الناسُ ما في الشرع من نعم=لـقـدَّ مـوه ... ومـا عـافوه عميانا
مـن المصاحفِ فاضَ النورُ فانطلقتْ=فـي هـديـه صـهواتُ المجدِ ركبانا
هـلَّـتْ طـلائـعُـه مـن أفقِنا ألقا=يـهـدي إلى الرُّشدِ يمحو الرشدُ أدرانا
وحـشـرجـاتُ الدجى ولَّتْ تطاردُها=جـحـافـلُ الـنـورِ تـبيانا وبرهانا
والـيـوم والعصرُ في بؤسٍ وفي نكدٍ=وفـي اضـطرابٍ أباحَ البغيُ عدوانا
وفـي خـضـوعٍ لـغـيـرِ اللهِ عبَّده=بـأسُ الـطـغـاة لـغـيرِ اللهِ نكرانا
ومـن مـزايـاه أن تـلـقى زعامته=لـلـعـابـديـن مـع الأوثان شيطانا
قـد أرعـبوا الناسَ تهديدا بما ملكوا=مـن آلـة الـفـتـكِ أحقادا وأضغانا
وأثـخـنـوا بـالـجراحِ اليوم أمتَنا=وأشـبـعـوهـا مرارَ العيشِ أشجانا
فـأمـرعـتْ ويـلـهـا أيـامُها فتنا=بـاتَ الـحـليمُ بها في الأمرِ حيرانا
سـبـحـان ربي , وهل يجدي تفجعُنا=عـلـى الـمصابِ إذا ما انداحَ أحزانا
لـعلَّ رحـمـتَـه تـأتـي لـنـجدتنا=ويـبـدلُ الـعـسرَ يسرا حيثما كانا
واللهُ يـدفـعُ بـالـتـقـوى مكائدَهم=ويـبـطـلُ اللهُ عـدوانـا وطـغيانا
فـالـحـمـدُ لـلهِ لم يُحمدْ سواه على= وخزِ الـمـكـاره إنَّ اللهَ مـولانا
وهـلَّ نـفحُ الهدى يا أرضُ فابتسمي=جـاءَ الـفـلاحُ وسـرُّ الـفتح وافانا
مـهـمـا ادلـهمتْ ليالينا أوعتكرتْ=فـيـهـا مـطـارفُنا عصفا وطوفانا
لا بـدَّ لـلـظـلـمِ مـن يوم تقرُّ به=عـيـونُ مَـنْ آمـنـوا بالله إيـمانا
لا يـخـدعـنَّـكِ بـأسُ الناسِ أمتَنا=فـالـمـلـكُ لـله ... أقصاهم وأدنانا
ونـسـتـجـيـرُ بـه في كلِّ نازلةٍ=والـكـفـرُ لـمَّـا يجدْ أمنا وقد عانى
مـن يـنـصـرِ اللهَ يـا أبـناءَ أمتِنا=يـجـدْه غـوثا – إذا نادى - ومعوانا
مـن هـزَّه الشوقُ للجنَّاتِ داسَ على=كـلِّ الـمـخـاوفِ جـلاَّدا وسـجَّانا
وعـافَ زيـنـةَ دنـيـا غـيرِ باقيةٍ=وهـبَّ يـنـفـضُ عارَ الذلِّ جذلانا
بـخٍ ... بـخٍ ثـم ألـقى ما على يدِه=مـن الـنـفـائـسِ أمـوالا وولدانا
واخـتـاره اللهُ جـارا حـيثُ أكرمَه=بـجـنَّـةِ الـخـلـدِ إكراما وإحسانا
وأنـزلَ الـنَّـصـرَ إعـزازا لدعوتِه=وبـدَّدَ الـكـفـرَ خـسـرانا وعريانا
(يـا بـدرُ) يـا بهجةَ التأييدِ أقعدنا=عـن الجهادِ هوىً والزيفُأنسانا
هـذا الـجـنـى نـفحاتُ البِرِّ أربُعُه=قـد فاضَ فـيه الهنا حقلا وبستانا
لـهـا الـمـواسـمُ لم تحرقْ بيادرَها=نـارُ الـمـكـائـد صهيونا وصلبانا
إن الـيـهـوديـةَ ...الإسلامُ أركسَها=فـلـيـس تـقـدرُ أن تغشى محيَّانا
هـذي مـصـاحـفُـنا بالحقِّ ناطقةٌ=رغـمَ الـذي بـاعـها وابتاع أو خانا
قـولـوا لـكـلِّ جـبانٍ بينَ أظهُرِنا=إن الـذي يـعـبـدُ الـرحمنَ ما هانا
وجـولـةُ الـبـغـيِ للأشرار بدَّدَها=ربُّ الـبـريَّـةِ إذلالاً وخـسـرانا
وحـبـلُـها بثباتِ الحقِّ منصرمٌ=وثـوبُـهـا بـاتَ لـلـعـبدان أكفانا
شـعـوبُـنـا : الكعبةُ الغراءُ وجهتُها=ولـن تـبـدلَ بـالـتـوحـيد أوثانا
حـضـارةُ الـكفرِ ما أبلتْ نضارتَها=فـلـن تـغـيِّـرَ بـالطاغوت قرآنا
هـو الجهادُ إلى يوم القيامة ماضٍ =...لـيـس يـمـنـعُـه مَنْ شذَّ فتَّانا
يـا أمـتـي : نـفحاتُ الخير موردها=يـحـيـي عـزيـمـتَها خلقا وإيمانا
تـحـدو ويـمـنـحُـنا ميثاقُها همما=نـعـدو عـلـى خيلِها بالدين شجعانا
ولـلـشـريـعـة جـندٌ ما رأوا بدلا=عـنـهـا ولا استوردوا للمجدِ عنوانا
فـلـتـكـتـحلْ بضياءِ الذِّكرِ أعينُنا=ولـتُـبْـصِـرِ الدربَ بالأبرار ركبانا
تـفـنـى القرونُ ويبقى سفرُ دعوتِنا=لـلـعـالـمـيـن مـدى الأيام تبيانا
يـا أمـتـي فانهضي يكفي تضرُّعَنا=لـلـكـافـريـن فـإن الـكفرَ أدمانا
تـفـيـضُ بـالـخـيرِ للدنيا منابعُنا=فـيـرتـوي العمرَ مَنْ قد هامَ عطشانا
ويـهـدأُ الـقَـلِـقُ الحيرانَ في ظُلَمٍ=إذْ بـاتَ مـمَّـا عـراه اليومَ ُريانا
قـد غـرَّره الـمبطلون : الزَّيغُ لوَّنهم=كـفـرُ الـحـداثةِ إذْ لم يلقُ غُرَّانا !!
لـم يـخـتـرمْ حـقدُهم إلا سفاهتَهم=حـلَّـتْ مـحلَّ الحِجى زيغًا ونكرانا
مـعـكـومـةٌ بالهوى أفواهُهُم ، ولها=صـاغَ الـدنـيءُ لذي التمتامِ أرسانا
الـثَّـابـتُ : الفخرُ . لم يبرحْ عقيدتَنا=أمَّـا الـتَّـحـوُّلُ لـلأدنـى فما كانا
وفـيـك يـانـفـحـاتِ الخيرِ نأملُه=صـبـحـا مـن الرحمةِ المهداةِ حيَّانا
عـهـدي بـطـالِـعِكِ الميمونِ ألبسنا=ثـوبَ انـعتاقِ الهدى قد طابَ أردانا
فـمـا لـنـا قـد لبسنا ثوبَ جفوتِنا=مـن الـهوانِ ، فنلنا اليومَ خُسرانا !!
فـلا الإبـاءُ بـوجـهِ الـيعربيِّ زها=ثـأرًا ، ولا الـدَّمُ أحيا فيه شِريانا
حـتَّـى العروبة أخوى سيفُ نخوتِها=فـمـا رأيـنـا لـها قيسًا وعدنانا !!
قـد حاربوا اللهَ من أجلِ الحضارةِ بل=سـامـوا الـشـعوبَ بها ذُلاًّ ونكرانا
سـتـون عـامـا وفي أحزابهم خللٌ=والـشـعبُ عاشَ لزورِ النَّصرِ قربانا
أيـن الـبـطولاتُ تَدوي بالطبولِ ولم=نـجـدْ بـهـم بطلاً يأسى لبلوانا ؟!
وطـالـعـتـنـا بـهم ثوريَّةٌ عثرتْ=و ذلَّ جـحـجـحُـها الأفَّاكُ خزيانا
أيـن الـنياشينُ ؟ بل أين الغناءُ ؟ فكم=لـه سـهرتُم ، ونجمُ الصُّبحِ قد بانا
يـاخـيبةً ... طفقتْ تعوي على زمنٍ=سـادَ الـيـهـودُ به كِبرًا وأضغانا
نـبـكـي و نـضحكُ لاندري بأيِّهما=يـومـا نرى دوحَنا المحرومَ ريَّانا
و بـيـنـنـا مَـنْ يراه الناسُ مكتئبًا=وبـيـنـنـا مَـنْ يراه الناسُ جذلانا
كـأنَّـنـا ( بـحـراجٍ ) باتَ بائعُه=والـمشتري أخويْ مكرٍ و ذؤبانا
يـاربِّ لـطـفـك ، فالطغيانُ ديدنُهم=أمَّـا نـظـامُ الـورى فـاختلَّ ميزانا
ومـنـك يـاربَّنا نرجو الخلاصَ : يدًا=تـقـودُنـا ، عـلَّ يـومَ الفتحِ يلقانا
لـقـد تـمـادتْ يـدُ الأعـداءِ آثمةً=و وهْـجُ أحـقـادِهـا يـاربِّ آذانـا
ومـا وَهَـنَّـا ، ولـكـنَّـا بـدائرةٍ=بـاتـتْ تـدورُ لـمَـنْ للفتحِ ما كانا!
ولـم يـشـمَّ شـذى نفْحاتِ مصحفِنا=ولـيـس يـعـلـمُ خيرًا فيه مسعانا
وسُـنَّـةُ الـمـصـطفى ماذاقَ يانعَها=ولا تـذوَّقَ إيـمـانـا و إحـسـانـا
فـكـيـف تـرقـى بلا عزمٍ إلى قِممٍ=أقـدامُ مَـنْ مـزَّقـوا لـلخيرِ عنوانا
يـاربِّ فـيـك رجـانـا لـن يُخيِّبنا=فـأنـتَ بـارئُـنـا الأعلى و مولانا