عبراتُ إشفاق على أمّتنا
هذه قصيدة تبين سماحة الإسلام وضلال الذين لطّخوه بالدِّماء والأشلاء زعما أنّهم أنصارٌ لشريعته فضاعوا وضيّعوا
* * *=* * *
قد أوهنَ القلبَ بالأوجاع والسَّقم= كيدُ البغاة فنارُ الوجدِ في ضَرَمِ
عينُ الحماة على الأوهام نائمة ٌ = وعينُ غائلةِ الأعداءِ لم تنَمِ
هل يفطنون إذا ما الكعبة ُ انهدمتْ = كم من بيوتٍ لربِّ النَّاس تَنهدمِ
قداسة ُ الرُّوح زيغُ الفهم عفَّرها = والرُّوح أقدسُ في ديني من الحَرَمِ
جرِّدْ يراعَك واطعنْ في النِّيامِ ولا = تغفل كما غفلوا ، اصرخْ على الرِّمَمِ
قد يبعثُ الله بالأبيات مُنتبها = فيخرج الأمَّة الثكلى من العدمِ
وقد تُفجِّرُ وعيا في جوانحها = تحي به ميِّت الأفهام والهِممِ
عَرِّجْ على أمَّة الأمجادِ في بلدٍ = يُخشى عليه هديرٌ من ردى عَرِمِ
* * *=* * *
يا أهل سوريا أذى الأعداء يطلبنا = فاستمسكوا بصريح الدِّين والقِيَمِ
يا أهل سوريا ولا ترموا بأمَّتكم = نحو الرَّزايا ودرب الذلِّ والألمِ
يا أهل سوريا حماةَ الحقِّ لا تَزِرُوا = وِزرَ الذين أهانوا الدين بالتُّهمِ
شدّوا الأياديَ بالإيمان واتَّحدوا = لا توهنوا لُحمة الإسلام والرَّحمِ
الشَّرعُ يا صفوة الإخوان رحمتُنا = إلى الخليقة في ليلٍ من العُتَمِ
الشَّرعُ نور وحبٌّ في جوانحنا = إليه رغم شرور القوم نحتكمِ
احيوا الفضائلَ من رفقٍ ومن كرَمٍ = داووا البرايا بفيض البرّ من سَقَمِ
ليس الجهادُ لدين الله منغصة ً = حرباً وفتكاً بلا قصدٍ ولا كرمِ
إنَّ الجهاد لهذا الدِّين مرحمة ٌ = بالرِّفقِ بالحِلمِ .. بالأخلاق يتَّسِمِ
إنَّ الجهادَ دفاع ٌ عن رسالتنا = يحمي البرايا يُنجِّيهم من الظُّلَمِ
إنَّ الجهاد انتصارٌ للحقوق وما = نصَّت عليه نصوص الدِّين والنُّظُمِ
هو احتضانٌ لدين الحقِّ في حذَرٍ = بالبذل والبِرِّ والإقدام والقلمِ
السيفُ فيه ولو شطَّ العدى قدرٌ = بالعدل يُرفع لا بالحقدِ والنّقمِ
لا قتل لا غلّ لا بلوى بشرعتنا = سبيلُنا الأمن والإنصاف في الأممِ
يا أهل سوريا بجمع الصَّفِّ قوَّتنا = لا تتركوا وحدة الأوطان تنقسمِ
إذا زرعتم بذور الهرْجِ فارتقبوا = طولَ الشَّقاء بشوك الضرِّ والألمِ
يا أهل سوريا عدوُّ الدَّهرِ دحرجنا = نحو الرَّزايا لدفن الدين في الرَّدَمِ
عدوُّنا اليومَ أخزى في مكائده = يقضي علينا بأيدينا فلا يُلَمِ
نجُّوا العقيدة من فخٍّ ومن حُفرٍ = حُطُّوا بمدرسة الأخلاق في القِممِ
المؤمنُ الحقُّ يا أهل الهدى فطِنٌ = وا كيف أوهننا الأعداء بالوَهَمِ ؟
المؤمن الحقُّ يا أهل النهى حذِرٌ = وا كيف عاث بنا الأعداء كالبُهمِ ؟
المؤمن الحقُّ سمْحٌ في تعامله = واكيف مزَّقنا الأعداء بالنِّقمِ ؟
نصرُ العقيدة أن تُبنى معالمُها = بالصِّدقِ والرِّفقِ والإشفاق في الأممِ
نصرُ الشَّريعة أن تُعلَى فضائلُها = فعزَّة الدِّين بالإيمان والقِيمِ
* * *=* * *
الظُّلمُ بالدّين يا شبل الهدى صنمٌ = متى تتوب من الإخبات للصَّنمِ ؟
فكِّرْ وقَدِّرْ .. أيُرضِي اللهَ مندفعٌ = يناصرُ الدِّين بالإخفار للذِّمم ِ؟
وهل يحبُّ رسولُ الله دربَ ردى = يا من بحبِّ رسول الله تلتزمِ ؟
احذر فخاخا عدوَّ الله ينصبُها = الذِّكرُ يعصمُ من يقفوه فاعتصمِ
نزِّهْ فؤادَك عن غلٍّ يطيشُ به = قد بات ينخرُ دين الله كالوَرَمِ
الحقُّ والرِّفقُ في آيِ الهدى صرخاَ = يا قاصد النَّصر ثقْ في الله واستقمِ
وسوم: العدد 928