الوصاية الهاشمة على المقدّسات العربيّة
يتعرض الأردنّ ملكًا وحكومةً وشعبًا مُمّثلًا بمجلسِ النّوابِ لِضُغُوطٍ هائلةٍ وغير مسبوقةٍ بسبب الموقفِ الثّابتِ والمبدئيّ من قَضيّةِ فلسطين عامّة والوصاية على المقدسات العربية الإسلامية والمسيحية في القدسِ الشّريفِ خاصةً والتِي تُعتبرُ الضمانةَ الوحيدةَ لبقاءِ هذهِ المقدّسَات والحفاظ عليها بدون تدنيس أو إزالة من قبل المحتل الصهيوني الغاشم وأعوانه وقد أعلن جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين الهاشمي حفظه الله ذلك في مناسبات عدة فجاءت هذه القصيدة تأييدًا لموقف جلالته الواضح والصّريح.
- القُدسُ يَا سِبْطَ الرّسُولِ تُنَادِي
مِنْ قَسْوَةِ الشُّذّاذِ وَالأَوْغَادِ
- مَسْرَى النَّبِيِّ مُكَبَّلٌ فِيْ أَسْرِهِ
وَيَئِنُّ مَكْلُومًا مِنَ الجَلَّادِ
- وَالمَسْجِدُ الأَقْصَى أَسِيرٌ مُتْعَبٌ
أَبْوَابهُ صُدَّتْ عَلَى الأَعْيَادِ
- فالقُدْسُ تَرْقبُ مَنْ يُعِيدُ حِيَاضُهَا
تَرْنُو لِيَومِ تَقَدُّمِ الآسَادِ
- أَفَمَنْ يُغِيثُ القُدْسَ غَيرَ حُمَاتِهَا؟
أَنْتُم لَهَا مِنْ سَالِفِ الأَجْدَادِ
- لا تَتْرُكُوا ظٌلمَ اليَهِودِ يَجُوسُهَا
وَتَعِيثُ فِيهَا طُغْمَةُ الإِفْسَادِ
- والاِقْتِحَامُ مِنَ الرَّعَاعَ مُبَرمجٌ
للهَيْكَلِ المَزْعُومِ فِيْ الأَوْرَادِ
- فَالبَغْيُ يَا مَوْلَاي أَنْهَكَ أَهْلُهَا
بِالسِّجنِ وَالأَرْنُونِ والإِبْعَادِ
- فِيهَا الحُسَيْنُ مَلِيكُنَا فِيْ قَبْرِهِ
يَرْجُو الخَلَاصَ لِقُدسِنَا وَبِلَادِي
- فِيهَا الكَنَائِسُ وَالمَعَابِدُ كُلُّهَا
وإِلَى الجَنُوبِ كَنِيسَةُ المِيلَادِ
- يَا اِبنَ الحُسَينِ وَجَدُّكُم مِن هَاشِمٍ
فِيكَ الإِغَاثَةُ مَنْهَجٌ وَمَبَادِيْ
- حَيثُ الوِصَايَة لا تَحِلُّ لِغَيرِكُم
أَنْتُم مِثَالُ العِزِّ وَالأَمْجَادِ
- تِلْكَ الوِصَايَةُ أَنْتُمُ شُرَفَاؤُهَا
فِي المُسْلِمِينَ وَخِيْرَةُ العباد
- مِنْ عَهْدِ أَجْدَادِي فَنَحْنُ نُجِلُّكُم
وَيُجِلُّكُم بَيْنَ الوَرَى أَحْفَادِي
- يَا صَقْرَ أُمّتِنَا وَأَنْتَ خَلِيفَةٌ
لَبَّيكَ إِنْ تَدعُو لِسَاحِ جِهَادِ
- وَأَرَى صَلَاحَ الدِّينِ فِيكَ مُجَدَّدًا
وَالشَّعْبُ مِنْ خَلفِ المَلِيكِ يُنَادِي
- لَنْ يَرضَخَ الأُرْدُنُّ رَغْمَ ظُرُوفِهِ
مَا دُمْتَ فِي البَلَدِ الكَرِيمِ قِيادِي
- وَالبَرْلَمَانُ الحُرُّ أَعلنَ رَأْيَهُ
مِمَّا أَثَارَ حَفيضَةُ الأَضْدَادِ
- وَلِصَفقَةِ القَرنِ البَغِيضَةِ رَافِضًا
لَنْ نَسْتَكِينَ لِمُجرِمٍ وَمُعَادِي
- وَالطَرْحُ لِلوَطَنِ البَدِيلِ نُدِينُهُ
فِي الضِّفَتَينِ نَرُدُّهُ بِعِنَادِ
- وَلِجَيْشِنَا العَرَبِيِّ أَرْفَعُ هَامَتِي
جَيْشُ الإِبَاءِ وَمَوئِلُ الإِمْدَادِ
- لَن نَنْسَ مَعْرَكَةَ الكَرَامَةِ يَومَهَا
جَيشُ الحُسَينِ أَطَاحَ بِالأَجْنَادِ
- هَزَمَ الغُزَاةَ هُنَاكَ شَرَّ هَزِيمَة
نَكْرَاء فِي الأَغْوارِ شَرقَ الوَادِي
- وَالنَّهْرُ وَالأَغْوارُ فِيْ جَنَبَاتِهِ
يَجْرِي هُنَاك بِنَشوَةِ الإِسْعَادِ
- وَالشِّعْرُ يَا اِبنَ الأَكْرَمِينَ أَصُوغُهُ
مِلءَ الشُّعُورِ بِأَحْرُفِي والضَّادِ
- بَعضُ الأَعَارِيب القُساة بِأُمَّتِي
نَقَمُوا عَلَى الأُردُنِّ بِالأَحْقَادِ
- ضَغَطُوا عَلَيْهِ وَحَاصَرُوهُ تَجَبُّرًا
هَذِي لَعَمْرُكَ غِيرَةُ الحُسَّادِ
- فَالبَعضُ شَذَّ عَنْ الأُصُولِ مُجَاهِرًا
وَالبَعضُ ضاَعَ بِمَوجَةِ الإِلْحَادِ
- لَكِنَّ أَمرَ اللهِ سَوفَ يَرُدُّهُم
عَمَّانُ تَبْقَى قِبلَةُ الرُّوَّادِ
- واللهِ لَو خُضْتَ البِحَارَ وَجَدْتَنَا
نَحنُ الفِدَاءُ لِعَرْشِكُم وَبِلَادِيْ
- فَاصْدَع بِصَوتِ الحَقِّ شَعبُكَ طَائِعٌ
فِي كُلِّ شَأنٍ قُلتَهُ فِي النَّادِي
- وَاحْكُم بِشَرعِ اللهِ جِئتُكَ نَاصِحًا
وَاقمَعْ مِنَ الأُردُنِّ زَيغَ فَسَادِ
- لِتَعودَ مَملَكَةُ الإِبَاءِ نَقِيَّةً
وَاسمَعْ لِأَهلِ الرَّأيِ وَالنًّقَادِ
- صَقرُ العُرُوبَةِ هَاشِمِيٌ مُجتَبَى
بَينَ المُلوكِ مَنَاقِبُ الأَسيَادِ
- أَنعِمْ بِعَبدِ اللهِ سِبطُ رَسُولِنَا
ثُمَّ الصَلاةُ عَلَى البَشِيرِ الهَادِي
وسوم: العدد 931