(*) الاعتصام العدد الثالث السنة السادسة والعشرون رمضان 1383 ه يناير 1964 م .
الخيرُ بادٍ فيك والإحسانُ = والذّكرُ والقرآن يا رمضانُ
والصَّوم فيك عبادةٌ ورياضةٌ = تسمو بها الأرواحُ والأبدانُ
والشرُّ فيك مكبلٌ ومغلل = والبرُّ فيكَ مجلل هَّتانُ
واللَّيل فيك نسائمٌ هفهافة = رَقصت لطيب عبيرها الرُّهبانُ
والفجرٌ فيك عبادةٌ وتلاوةٌ = والصُّبح فيك سعايةٌ وأمانُ
والرُّوح فيكَ طليقة رفرافة = أحلامُها الغفرانُ والرَّضوانُ
والجسمُ فيك حبيسةٌ أطماعه = لا يستريحُ إذا سماَ الوجدانُ
والناس فيك تآلفٌ قد ضمَّهم = وأظَّلهم ظلُّ الهُدى الفينانُ
فكأنَّهم جسمٌ يئنُّ إذا اشتكى = عضوٌ به وكأنَّه بنيانُ
بالصَّبر جئت وبالهُدى وكلاهُما = زادُ الشَّهيد إذا خلا الميدانُ
ذكراكَ هذِى والزَّمانُ زمانٌ = والمسلمون تآزر إخوانُ
والحاكمونَ منفذون شريعة = وضع الإله يحثهم إذعانُ
والعابدون الرَّاكعون تسابقوا = يحدو بهم نحو الصلاة أذان
لم يبق فيك اليوم غيرُ مظاهرٍ= وموائد بالمشتهى تزدانُ
ومآذن تهفوا البطون لصوتها = وتصايحٌ تجري به الصبيانُ
وتكاسلٌ طول النهار وسهرةٌ = رقص بها غمزت به الألحانُ
أيريد أهل الشَّرك هجرة شرعنا = لتْمجَّد الأصنامُ والأوثانُ
لا غير شرع الله يجمعُ شملناَ = مهما أشاع بحقّه المجاَّنُ
ما وحدَّ الأوطان غير محمدٍ = ما ضَّمها عدنانُ أو قحطانُ
جمع الشَّتيت فكان أكرم أمةٍ = فخرت بمجد رقَّيها الأزمانُ
أنسيت دنيا العزَّ يوم تَّجمعت = فيك الرَّجالُ وكلُّهم ألوانُ
فصهيب ابن الرُّوم جنب محمد = والفارسُّ المهتدي سلمانُ
وبلالُ فوق البيت يهتف للورى = في الحقَّ لا أسياد أو عبدانُ
يوماً غَزانا الكُفر تحت صليبه = أجنادُه الأسبانٌ والطليانُ
فالدَّين جمّعها لأكرم نجدةٍ = لا الحربُ جمعها ولا الطُّغيانُ
إن تسألِ الآثارَ فهي مجيبةٌ = أو تسأل الأخبارَ فهي لسانُ