لنا بمآثرِ الشرعِ ارتقاءُ=وبالتوحيد عهدٌ و انتماءُ
وعزمٌ بالعقيدة لا يُجارى=وصبرٌ في المكارهِ لا يُساءُ
يُغيثُ اللهُ أُمتَنا ، ويُرجَى=إذا ما حلَّ بالناسِ البلاءُ
وليس بدينِنا إلا ارتقاءٌ=وليس بنهجِه الأسمى التواءُ
وليستْ أنفسُ الأبرارِ تشقى=إذا ما داهمَ النَّاسَ الشَّقاءُ
بنفحةِ آيةٍ تسري بقلبٍ=تزولُ همومُه ، وبها العزاءُ
ومَنْ ألقى متاعبَه تقيًّا=ببابِ اللهِ يدركه الرجاءُ
له الرحمنُ يكلؤه ويأتي=على ظلماتِ نكبتِه انجلاءُ
وما سرَّ النُّفوسَ كمثلِ نورٍ=وللرحمنِ لطفٌ و اصطفاءُ
* * *=* * *
ترعرعَ في حمى الإسلامِ قلبٌ=له أُفُقٌ كريمٌ وارتقاءُ
وبين دروبِه عِطرُ اعتزازٍ=ومن تقوى الإلهِ له رِداءُ
ففي أفيائها افترَّتْ أمانٍ=ومن ثمراتِها ازدهرَ السخاءُ
وقلبٌ عاشَ للباري نقيًّا=سيمضي ليس يُدركه العناءُ
فعنْ دورِ الفسادِ له نفورٌ=ومن زلاَّتِ مَنْ ضلُّوا بَراءُ
له نهجٌ سماويُّ المآتي=صحائفُ بِرِّه فيها الثَّراءُ
وقلبٌ لم يزلْ بالدين يحيا=لبارئِه ، تظللُه السَّماءُ
وينسى ما عراه من الرزايا=وأهلُ البغيِ قادهُمُ العماءُ
فمصحفُه على يُمناه نورٌ=وفي الأخرى لدعوتِه لواءُ
وقد نصرَ الشريعةَ مطمئنًا=فأهلوها : البطولةُ و الفداءُ
وكلُّ سجيَّةٍ تُسقَى بنُبلٍ=لها في سِفرِ سيرتِه إناءُ
كفاه بأنه للهِ عبدٌ=وبعضُ الناسِ للدنيا إماءُ
ويشمخُ بالتواضُعِ حيثُ صلَّى=إذا افتخرَ الطغاةُ الأشقياءُ
وليس لظالمٍ في الأرضِ عزٌّ=فللهِ العلا و الكبرياءُ
وما للكافرينِ سوى تبابٍ=وليس لهم وإن ملكوا بقاءُ
يقودُ جموعُهم إبليسُ فانظرْ=إليهم كم لدنياهم أساؤوا !!
وليس لهم إذا استهموا نصيبٌ=وليس لهم إذا انتظروا عطاءُ
وينهضُ بالشعوبِ أخو المثاني=له باللهِ في الجُلَّى التجاءُ
ويبقى ما بنى الإسلامُ طودا=ولا يعروه في حقبٍ فَناءُ
ولن تبقى هياكلُ كالحاتٌ=يشيِّدُها غرورٌ و ادِّعاءُ
ولا تبقى التماثيلُ اشمخرَّتْ=فتحْتَ أساسِها ملحٌ و ماءُ !!
ويقلبُها رويدَكَ مَنْ بناها=على رأسٍِ إذا انكشفَ الغطاءُ
وما قد قامَ بالإسلامِ يعلو=وليس يقومُ معْ ظلمٍ بناءُ
تتابعتِ العصورُ ، وكان مجدًا=على اسمِ اللهِ يحملُه الولاءُ
ولم تُظلَمْ بدولتِه نفوسٌ=ولم تُهدرْ بساحتِه دماءُ
بوجهِ رجالِه سبحاتُ iiفخرٍ=وفوقَ جبينِهم شعَّ السَّناءُ
سلي التاريخَ ويحك ياليالي=أكانَ بأمسنا الغالي شقاءُ !!
فمن دنيا جزيرتِنا أُنيرتْ=شعابُ الأرضِ واخضلَّ النَّماءُ
ولولا شمسُ مصحفِنا لضلَّتْ=خطاهم حيثُ يدركُها العناءُ
ولولا ما زرعنا من ربيعٍ=بدنياهم لَمَا كان الثَّراءُ
تصون عقيدتي حبلَ التَّاخي=وفي ظلِّ الهدى وُلِدَ الرَّخاءُ
ألمْ ترفلْ بجنَّتِه شعوبٌ=وكلُّ الناسِ في يدِه سواءُ
فهيَّا يابني قومي : تعالَوْا=يُجَدِّدْ بهجةَ الماضي وفاءُ
تعالوا نجعلِ الإسلامَ نهجًا=به تقوى الوشائجُ و الإخاءُ
ودستورًا لأُمتِنأ ، فدنيا=ظلامِ جفائنا الأعمى يُضاءُ
مضتْ ستون عامًا مثقلاتٍ=وفيهأ للصهاينةِ اعتلاءُ
وجربنا المذاهبَ غيرَ أنَّأ=فشلنا ، وانطوى فينا الزُّقاءُ !!
وذقناها هزائمَ فاضحاتٍ=وفي النكباتِ ليس لنا عزاءُ
ونعلمُ انَّ ماضينا عظيمٌ=وهل يجدي على الماضي بكاءُ ؟!
وهل يجدي التفاخرُ بين قوم=سفى دمعاتِ حاضرِهم مساءُ !!
مضتْ حقبٌ ، وشكوانا هباء=و دعوانا لرفعتِنا افتراءُ !!
فهلْ تستيقظُ الأرواحُ فينا=و ينفضُ ذلَّنأ المُخزي إباءُ ؟!
فسيلُ العارِ قد بلغَ التراقي=وكم فارَ الأذى ، وطغى البلاءُ !!
ولن يُرجَى بلا دينٍ خلاصٌ=ولن يُروَى من الوهمِ الظِّماءُ
وغيرُ شريعةِ الرحمنِ زورٌ=سرابٌ ليس في يدِه شفاءُ
ومَنْ يُسلمْ لغيرِ اللهِ سعيًا=يقدِّمُه ، فخطوتُه وراءُ
وليس له على الدربِ اهتداءٌ=وليس بليله العاتي ضياءُ !!
كفانا ما جنينا من مآسٍ=ومن ذُلٍّ به عاث الخواءُ
كفانا من مماحكةِ الكراسي=طنينٌ و اضطرابٌ واختفاءُ
كفانا صمتُ أُمتِنا بدنيا=يضجُّ بغابِها الأعمى عواءُ
كفاها قد كفاها ما كفاها=ألا يكفي لقادتها انكفاءُ ؟!