الضر أذهلني والحزن آلامني = من علة نزلت واجتاحني الألم
حاذرتها زمنا لكنها غدرت = والغدر شيمتها ودأبها النقم
بين الورى سكنت في الأرض وانتشرت = وأضرمت نارها بالحر تضطرم
واستفحلت فالورى من هولها ذهلوا = من بأسها ما نجا شاب ولا هرم
واحتار في أمرها علّامة نطس = أدواءه عجزت كأنها عدم
هو الوباء فلا تلقيح يمنعه = ولا دواء شفى والكل منهزم
تهالك الناس من فيروسه وقضى = خلق كثير صحيح أو به سقم
حتى النطاسي تأذى من ضراوته = فمات من وجع في جوفه ورم
ورب مسعفة في الطب قد هلكت = أيضا وكانت تداوي من بهم ألم
عادى الوباء عداء بين من قربوا = ففرّ من والد أولاده البهم
ورب صاحبة من بعلها نفرت = بانت فأنى لشمل البيت يلتئم
أو فرّ صاحبها حبلى ومرضعة = عنها ولم يرع ودا ما له ذمم
ما عادك الصحب والخلان بل هجروا = خوف الإصابة بالعدوى وما اقتحموا
ربعا ثويت به ترجو الوصال بهم = لكنهم خذلوا فبئست الشيم
أما العشيرة لم تسأل وما وصلت = فزادك الهجر حزنا إذ هدّك الألم
من هول جائحة سدّت مساجدنا = دهرا وما فتحت كأنها هدم
وعندما فتحت أبوابها بدلت = فيها الصلاة وما رصّت لها قدم
نسعى إليها بسجّاد وملحفة = وجوهنا حجبت إذ عمّت اللثم
ما صافح المرء فيها من يجاوره = ولا ترى مقبلا يدنو ويبتسم
حتى الرفيق جفا إن رمت رفقته = بل نافر منك لا ودّ ولا كلم
عزّ التحرك لا زور ولا سفر = إلا بإذن من المسؤول يستلم
ودونه عسس إن رمت مكتبه = يزهو بسلطته في وجهه برم
والرفض ديدنه إن شئت رخصته = فاحذر تجهمه إياك تصطدم
واطلب شفيعا إذا ما رمت رخصته = تحظى بها كي ترى ما اشتاقه الرحم
والناس قد منعوا من وصل مرحمة = في الحجرقد حجزوا من بعضهم حرموا
أعراسهم منعت أتراحهم عظمت = أسواقهم كسدت أزرى بهم ألم
سدّت مدارسهم والنشء ضيّعه = درس الهواتف لا حرص ولا همم
سبحان من بدّل الأحوال من سعة = صارت إلى ضنك قضى به الحكم
رحماك يا ربّ لا تشمت بنا بشرا = واكشف وباء فشا للخلق يلتهم
عجّل لنا بشفاء أنت واهبه = واصرف أيا ربّ ما يأتي به السقم
واغفر لنا ربّنا إن مسّنا سفه = نشقى به شقو من حقّت له النقم
هذا الدعاء وأنت المرتجى أبدا = في كل نائبة يشقى بها النسم
فلا تردّن يدا إليك قد رفعت = والعين ترنو إلى من فضله نعم
ربّ السماوات والأرض التي دحيت = سبحانه خالق تجثو له الأمم
يوم القيامة والأهوال مذهلة = والخلق في صفصف كالموج يلتطم
قد فاز من سعدوا في جنة نزلوا = أما الطغاة فلا والخاسرون همو
نعوذ بالله من خزي ومن سقر = مثوى العصاة بغوا وجوههم ظلم
نرجو الشفاعة من خير الورى أملا = في الله شرّفه أنعم به كرم
فاشفع عليك سلام الله في وجل = لا زاد ينفعه بل زاده الوهم
وعشقه لرسول الله يأسره = يا ليته بجنون العشق يختصم
يا من له الفردوس يسكنه = أرجو الجوار فجد يا من له الكرم
بصحبة في جنان الخلد تسعدني = والوالدين وأهلي كلهم سلموا
الحمد لله حمدا لا أضام به = دنيا وأخرى إذا ما عمّت النقم
ثم الصلاة على الهادي وعترته = والصحب طرّا وبالرضوان قد وسموا