أتتْ أقدارُ ربِّك في البكورِ = وفي الإمساءِ بالأمرِ العسيرِ
على أعداءِ دين الله فاعلمْ = بأنَّ عدوَّنا قيدُ الثبورِ
وأنَّ الدين باقٍ ليس يفنى = ويفنى غيُّ عربدةِ المغيرِ
ويبقى المجدُ للإسلامِ ظلا = على أهلِ المآثر في العصورِ
يعيشون الإباءَ وهـم أباةٌ = لشرعِ الله بارئنا القديرِ
هو القرآنُ يُتلَى كلَّ آنٍ = ونفحُ الآيِ فــوَّحَ بالعبيرِ
دعاةٌ واثقون بنصرِ ربٍّ = كأنَّ الفتحَ أومأَ بالحضورِ
وهاهم يدفعون الضَّيمَ عنهم = بروحِ البذلِ للرمقِ الأخيرِ
ولم تطوِ المكارهُ عنفوانًـا = فعزمٌ في مكابدةِ الأمورِ
فلا القلقُ المدمِّرُ يعتريهم = ولا إيذاءُ أربابِ الغرورِ
تراهم يبذلون الروحَ حبًّـا = لدينِ اللهِ في قلبٍ قريرِ
ولم يرهبْهُمُ الطاغوتُ يوما = وما هانوا لفرعون الصغيرِ
مضتْ سُننُ القديرِ فغابَ فيها =بهارجُ للخَوَرْنَقِ والسَّديرِ
ولم تبق المزايا والمعالي = سوى للركبِ أصحابِ الضميرِ
هداهم للمودة والتآخي = وحُسْنِ الخُلْقِ والصدرِ الطهورِ
وحبُّ الله في الدنيا هواهم = وحبُّ نبيِّـه الهادي البشيرِ
ولأجلِ الناسِ بالإيثارِ عاشوا = لخيرٍ للإناثِ وللذكورِ
وجادوا بالفضائلِ إذ دعاهم = نداءُ الـــوُدِّ هـلَّ بلا قصورِ
هو الإسلامُ هذَّبَ كلَّ نفسٍ = فعاشتْ للمودة والسرورِ
ولم يمنعْهُمُ الأشرارُ لمَّــا = تنادوا للتضامن في المسيرِ
لقد باءتْ تجارةُ شانئيهم = ورُدَّت بالنوائبِ والنَّكيرِ
هـو الطاغوتُ أغراهـم فتاهوا = وعاشوها بلا خيرٍ و نــورِ
وهذا نهجُ إبليس تجلَّى = بما للشرِّ من أثرٍ خطيرِ
وخاضوها مفاسدَ مهلكاتٍ = يرون جزاءَها يومَ النشورِ
وعادوا شرعةَ الإسلامِ ظلما = فباؤوا بالتَّبار و بالثبورِ
وبالإرهاب قد جاؤوا بثوبٍ = على نسجِ التآمر والشرورِ
فهاجوا كالوحوشِ فكان خطبا = ثقيلا للكبير وللصغيرِ
فيامَن تقتلون الأمنَ أنتم = وحوشٌ من بني الغابِ الحقيرِ
فلا الشرف المعلَّى كان فيكم = ولكنْ غدرُ ذئبِِكم الجسورِ
ولم تعرفْكم البطحاءُ إلا = من السفهاءِ أربابِ الفجورِ
وها قد هلَّ في الدنيا بِعَوْدٍ = تَبَلُّجُُ وجهِ إسلامي النَّضيرِ
قدومُك رغمَ كفرهُمُ قريبٌ = برغمِ الحشدِ والزحفِ الكبيرِ
أتوا تيهًـا بقوتهم فألفوا = صمودَ المسلمين على الكرورِ
سيفنى حشدُهم وينالُ ثكلا = ويُرمَى ليس إلا للقبورِ
قدومُك أيها الإسلامُ خيرٌ = لآهـلِ الأرضِ في الفصلِ الأخيرِ
أراها مدلهماتٍ حبالى = ليالي العصرِ تومئُ بالنَّفيرِ
هو الإسلام والدنيا بشوقٍ = إلى الدين المبارك والجديرِ
إلى وجهِ النُّبُوَّةِ قد تراءى = لأهل الفضلِ في أجلى حضورِ
فياربَّـاهُ أدركها فهذي = كتائبُ أمتي عند الثغورِ