أنينُ النّيل
04كانون22014
د. عبد الرزاق حسين
د. عبد الرزاق حسين
ظلامُ الليلِ قدْ نشرَ القلوعا أنينُ النِّيلِ يمنعُني رُقادي وشَقَّ أَنينُهُ لَبّاتِ صدري مياهُ النِّيلِ قد غارتْ وصارتْ غزا جيشٌ من الأحزانِ قلبي على مصرَ الحبيبةِ إِذْ دهاها عَراها مِنْ بنيها ما عَراها فذي خضراؤُها صارتْ هشيمًا ففي أثناءِ رابعةٍ صوادي ويومُ الثأرِ آتٍ عن قريبٍ فحكْمُ اللهِ ماضٍ رغمَ أَنفٍ ولا تيأسْ فحكمُ اللهِ ماضٍ فَفِرْعونٌ طغا في الأرضِ حينًا وقالَ بأَنَّ مُلْكَ الأرضِ مُلْكي وهامانٌ وقارونٌ وجنْدٌ وسارَ بجيشهِ الجرارِ يعدو فأُهْلِكَ جيشُهُ في لحظِ عينٍ فآمنَ عندَ نَزْعِ الرُّوحِ يرجو * * * وها قد عادَ فرعونٌ وعادت وأرصدتِ الظلامَ لكلِّ نورٍ فيا مصرَ الحبيبةَ لا تُراعي فماؤكِ إنْ تعكَّرَ منْ طغاةٍ ويا أَرْضَ الكِنانةِ أَنتِ حِصْنٌ فمصرُ على الزَّمانِ منارُ عِزٍّ بإذنِ اللهِ ليلُ الهمِّ يَمْضي | وأقمارُ الزَّمانِ أبَتْ طُلوعا وحَوَّلَ أُنْسَ أيَّامي صُدوعا ومنْ أنَّاتِهِ اقتلعَ الضُّلوعا بلونِ دماءِ مَنْ كانوا رُكوعا وأَنبَتَ في مآقيَّ الدُّموعا دويْهِيَةٌ سقتْ سمًّا نَقيعا عُقوقُ البعضِ جفَّفها ضُروعا وغاضَ جمالُها جفَّتْ زُروعا ليومِ الثّأْرِ ترقبهُ جُموعا بهِ تزْهو لرابعةٍ رُبوعا لطاغٍ مُدمِنٍ شَرِبَ النَّجيعا فيومُ حسابهِ يأتي سريعا وَأَعْلَنَ كفرَهُ أَبْدى نزوعا وتحتي أَنْهُرٌ تجري فروعا لأمري كلُّهمْ خضعوا خضوعا وظنَّ بجيشِهِ سورًا مَنيعا بماء البحرِ قدْ غرقوا جميعا نجاةً بلْ حياةً أو شفيعا * * * سنينُ عجافها قتلتْ ربيعا لحربِ الهديِ جمَّعتِ الجموعا فغيمُ الصيفِ قد أبدى قشوعا سيصفو بالهدى عذبًا بديعا وحِصْنُ كنانَتي يأْبى الخُنوعا وفي تاريخٍنا سَطَعَتْ سُطوعا فَسُحْبُ ظلامهِ نَشَرتْ قُلوعا |