***
(*) الاعتصام العدد التاسع السنة السادسة والعشرون ربيع الأول 1384 ه يوليو 1964 م .
لا تلم جيشي المُغير= حين يخسفُ بالكُفورِ
حين يحجلُ للمناياَ = مثلُ أرميةِ السعيرِ
مثل جنَّ في فلاةٍ = شم رائحة البُخور
مثل أُسدِ الغاب تعدُو= للمدائِن والثُّغورِ
حين يزحفُ كالسّلا = حف وزرها فوق الظُّهورِ
يا دماءَ القلب فوري = أطفِئي حرَّ الصدور
يا جنود الله هبّوا = واشجبوا لهب الزَّفيرِ
واسكنوا الأكنانَ حتى = تسمعوا صوتَ النَّفيرِ
وانزعوا الإشفاقَ حتَّى = تبطشُوا بطشَ النمورِ
واقتلوا الكفّار حتى = يستكينوا في ثُبورِ
يا سيوفَ النَّصر ثُوري = يا خيولَ الله طيري
واقحمي متن الصَّياصِي = واكسري متن الجُسورِ
وأركضي فوقَ البراري = واركبي ثبج البُحورِ
واجمعي الأقدامَ حتَّى = تستعدي للعبورِ
إن نُصرناَ في العُبور= كان من ربَّ نصيرِ
أو قُتلنا فالأماني = في القصورِ وفي الحريرِ
حينُها الأرواح تشدُو = بالشَّهادة كالطُّيورِ
إذ نَرى الأقدارَ تحلو = وتوصل للحُبورِ
قُمت كي أرضي ضميري = لن أذل إلى حقيرِ
لن أخافَ من المناياَ = أو أُبالي بالمصيرِ
لن أضنَّ على كتابِ = الله بالمالِ الوفيرِ
سأجلجلُ في الأعادي = والأرذال كالهصُورِ
إن نُفوني في الحُرورِ= فأنا نبتُ الصخورِ
أو رمونىِ في الفيافي = فأنا خلُّ الصقورِ
أو أبوا أكلي وشُربي = فأنا مثل النسورِ
قوتُها شىء قليلٌ = لا ترومُ إلى كثيرِ
فالحريصُ على طعامٍ = ناهمٍ مثلُ الحميرِ
إن أصاب الكُفر دوري = أو حرمتُ من الوثيرِ
أو فرشت الترب حباً = أو رميتُ على حصيرِ
أو حرمتُ من اللّذا = ئذ أو أكلتُ من الشعيرِ
فالمآبُ إلى جنان = في زهوري وقصورِي
إن تواصتْ بالنفورِ= ( بغية البعلِ الأسير)
كل زوجاتىِ لأنَي = ما فزعتُ إلى السَّريرِ
فالشهادةُ مثل جسرٍ= بين زوجاتىِ وحورِ
ذاك دُنيا ليس فيها = غير كربٍ مستطيرِ
غير هَّم وبلاءٍ = ونفاقٍ وشرورِ
لستُ في دنيا الغرورِ = ممسكٌ فيها نضيرِي
فهي للرحمن ملكٌ = ومتاعٌ للفقير
ودعوتي أحمي حماها = في لظَى الكربِ العسيرِ
إن أرادَ الله ضرَّي = وهلاكىِ من مَجيري
أو رماني بالرزايا = من يقيني من عُثوري
قد رضخنْاَ في الدُّهورِ= وسكنّا كالصُّخُورِ
وسكبناَ الدَّمعَ أسراً = بين أغلالٍ وسورِ
أيرد البغي وعُظَ = دون جيشٍ في الظهيرِ
أيروي الشّرع قطرٌ= دون ثجاتَ النُّحورِ
قلتُ بالصوتِ الجهورِ= يا لقومىِ وعشيرىِ
أيحبُّ الله منّا = أن نولولَ في الحُجورِ
أيفيدُ الشَّرع ذكر= في مساجد كالقصُورِ
وحمى الإسلام نهبٌ = للصغيرِ وللكبيرِ
وقلاعُ الحقَّ تهوي = لم تجدْ سندَ الغيورِ
ورفاقُ الشرق تَفشو= بين ضاوٍ وفقيرِ
وزناةُ الغرب تنمو= بين بهتانٍ وزورِ
يا ضياعاً للأمورِ= وبحوثاً في القشورِ
وقتالٌ واختلافٌ = في التوسّل للقبورِ
وجدالٌ وعراكٌ = في مغاليقِ الأمورِ
حول ذات الله شهراً = والصفاتِ على شُهورِ
أيفيد الشرع علمٌ = ميّتٌ بين السُّطورِ
يا بغاياَ في سفورٍ= عاهراتٍ بالأجورِ
يا قلوباً مات فيها = صائحُ الحقَ البشيرِ
يا شباباً بات يرمي = عقلهُ بين الخُمورِ
يا رجالاً كالصَّباياَ = حين ترقصُ في المسيرِ
ذاك شرُّ لا يقينا = غير قرآنٍ منيرِ
يا دراويشَ القُبورِ = يا صعاليكَ الدُّهورِ
يا دعاةَ الأكل نهماً = يا محاسيبَ القُدورِ
هل يقيم الشرعُ أكلٌ = من فتيتِ وجزُورِ
هل يعزُّالشرع ذكرٌ= تائه بين الشخِيرِ
يا شيوخاً كالصُّخور= حين تنظرُ للفُجورِ
في بقاعِ الرَّجس تمشىِ = في فسادٍ وفجورِ
يا عمائم مزهراتٍ = نافجاتٍ بالعطورِ
تركعينَ على طريقِ = الذُّل بالجفنِ الكسيرِ
لعنة الله عليكم = يغتشىِ حتى النشّورِ