ولو رجعوا اليوم ثم استنابوا = لبّزوا الجميع وما أخفقُوا
(*) الاعتصام العدد السابع السنة السادسة والعشرون محرم 1384 ه مايو 1964 م .
عهودٌ على حربنا توثق = ومال على ضربنا يُنفقُ
وحقدٌ يحاك لنا في الظّلام = فيفضحه ومضهُ المبرقُ
أنيس الزَّمان صنوف الهوانِ = وسهم الظنون بنا يُرشقُ
ولن يقبلوا الشَّرع فيهم صراطاً = وشمس حكومته تُشرقُ
ولن يتركوا الشَّرع يرسى جذوراً = وينبت في النّاس أو يورقُ
* * *=* * *
عشيقُ الكتاب ألا تقلقُ = ألا تستفيق ألا تأرقُ
ألا تسألن لماذا تداعتْ = علينا الأعادي بنا تُطبقُ
ألا تعرفن بأن الجحودَ = له فكرةٌ درعها الفيلقُ
ألا تبذلنْ دماء الفداءِ = فقد آن أن يبذل العاشقُ
تُسرعن بحشد الكماةِ = كماة بأطماعهم تمحقُ
* * *=* * *
فإنَّ الحتوف بنا تحدق = وإن السُّيوف لنا ترمقُ
ومهما نمد لهم من وفاءٍ = فكل العيوب بنا تُلصقُ
ومن ظنَّ بهم للكتاب = غبيَّ وإدراكه ضيقُ
ومن ظنَّ أن علينا ولاء = وسمعاً فذاك هو الأحمقُ
فليست لنا في الدَّيار ديارٌ= بها الشَّرع أعلامهُ تخفقُ
* * *=* * *
لماذا انبكمت فلا تنطقُ = وأنت المفوَّه والمفلقُ
لماذا رهبت نزال الرَّجال = وأنت المحنّكُ والحاذقُ
لماذا ذرفتَ دموعَ الخنوعِ = وأنت المبرز والسابقُ
لماذا سلكت دروب الظَّلام = ودربك في نوره يفرقُ
لماذا ركنت لدينا الزَّوال = ترقع فيما غداً يخرقَ
* * *=* * *
أيُصلح أحوالنا الآبق = ويخفق في أمرها الخالقُ
أيعجزُ ربّك عنها لنرضى = بنهج ينمقّه حانقُ
حرمنا الديار لأنا خيارٌ = لينهب في خيرها المارقُ
أنجبن حتى نلاقى الهلاك = وأسوارُه حولنا تغلقُ
فإن كان لابدَّ أنا سنفنى = ففي الله إفناؤنا أخلقُ
* * *=* * *
فكن يا أخي زفرة تحرقُ = وكن يا أخي لفحةً تصعقُ
وكن فيهم مثل ليثٍ هصورٍ= يغيرُ ويمرقُ لا يفرقُ
أتخشى الرَّجال وفقر العيالِ = فرب العيال هو الرَّازقُ
وعمركٌ رهن لموت قريبٍ = فإن جاءَ في حينه تزهقُ
يساق الجبانُ لذل الهوانِ = وسيفُ الصّغار له سائقُ
* * *=* * *
فمن رام جنته يصدقُ = ألا حسبه العهد والموثقُ
ومن رامَ خلداً بدار الخلود = فدرب الجهاد له ملحقُ
ومن رام عيشا بأرض العبيد = فذل على وجهه يرهق
ومن يمنع المال شحاً وحرصاً = يكشر له دهره الأخرقُ
ومن يمنع النَّفس جبناً وخوفاً = يمته المنون ولا يشفقُ
فلو صدقوا الله أو صدقوا = بقرآن ربك أو طبقّوا
لنالوا الثُّريا وقدراً عليا = وخيراً سخياً بهم يُغدقُ
أما سبقوا الخلقَ دهوراً = وفازوا عليهم ولم يلحقوا
ولكنَّهم بعد ذاك الشرود = عن الله ذلوا وما وُفقّوا