أعيش
يوسف أحمد أبو ريدة
أدري بأنّكم ترونني
وربما تغافلتْ عيونُكم
....
لكنني أعيشْ
/
/
/
ومثلُكم...
ألوك لقمتي أنا
وأحتسي فنجانَ قهوتي بنكهةٍ تمازج الهنا
ومثلُ غيرِكم...
أنامُ في العريشْ
/
/
/
ولي هناك أسرةٌ كبيرة
وصِبية يُلملمون
في المساء بعضَ بسمةٍ
ليقهروا ضراوةَ الوحوشْ
/
/
/
ومثلُ كلّ صبية الوجودِ
يطلب الأطفالُ مأكلا ومشربا
وربما تجرّؤوا
ليطلبوا مصروفَهم
كغيرهم...
بعضا من القروشْ
/
/
/
ومثل كلّ خلق الله ينبِضونَ
يمرضونَ
يركضونَ
يمنة ويسرةً
وربما تعثّروا
فأبكتِ العيونَ آهةٌ ودمعةٌ ودفقةُ الدماءِ
من فم الخدوشْ
/
/
/
ومثلُكم...
للبيت ها هنا يدٌ وفمْ
وساعةٌ للكهرباءِ
ساعةٌ للماءِ
...
ساعةٌ... وَهَمّ
وأدفع الفاتورةَ البكماءَ
قبلَ هجمةِ التفتيشْ
/
/
/
ومثلكم
من صلبِ آدمٍ أتيتْ
فلا أنا ماء مَهين دافق
وحدي هنا
ولا الذين يسخرونَ
ها هناك
دفق زيتْ
...
وكلّنا
وكلّنا
سنرتدي النعوشْ
/
/
/
ما كنتُ يوما
حاسدا صغيركم
على فتاتِ حُلمِهِ
ولا منافسا كبيركم
ببعض بعض يومِهِ
على حلاوة العروشْ
/
/
/
أدري بأنكم ترونني
وفي يدي المكناسُ كلّ لحظة
ألملم الذي استفاضَ من بيوتكم
وأسترُ الذي نما إليّ من نعوتكمْ
وأتبع السيارة الصفراءَ
أملأ الصندوقَ فالصندوقَ
من فيوض خيرِكم
لأملأ المَكبّ بالذي
من كفكم يطيشْ
/
/
/
وتسخرونَ
...
ربّما
من مهنتي
وربما من صبيتي
وربما
من همتي
...
لكنني أعيشْ