منعرج
قد أُرهقَ قلبٌ بالثَّبَجِ
في عُرضِ البحرِ المنعرجِ
وظُلامةُ قلبي ما فتئتْ
تصَّاعدُ لسما المنفَرَجِ
وصروفُ الدهرِ تمزِّقُني
كرحى العجَّانِ المنزعجِ
يا ربُّ لقد عمَّتْ بلوى
واستحكمَ رانٌ في المهجِ
فأنرْ قلباً في يَمِّ دجىً
يرجوك سداداً في لَهَجِ
فسدتْ أذواقُ عمومِ النَّاسِ <
؛فكلٌّ يسبحُ في الرَّهَجِ
ما عادَ قريضي يُبهُجُهُمْ
بل أصغوا لسفاسفِ سَمِجِ
وتباروا في لعنِ الماضي
بلبوسِ جديدٍ ممتَزَجِ
نظموا ال (هيكو) بقصائِدِهِمْ
تقليدَ الأعمى المعوجِّ
ومن (اليابانِ) لقد جاؤوا
بغثاءٍ أسودَ في ثَبَجِ
فإذا ما دخلوا جحرَهُمُ
تقليداً أعمى لم نلجِ
الشعرُ شعارُ عروبَتِنَا
وسراجُ النُّورِ المنبلجِ
و(عمودُ الشِّعرِ) حضارتُنَا
؛ نغَمَاتٌ تفتنُ قلبَ شَجِي
وستبقى العربيَّةُ ظئراً
بلِبَانِ السُّؤدُدِ في بَهَجِ
لن نقبلَ (هايكو أو مايكو)
أو فناً يخْتِلُ في دَعَجِ
ويظلُّ الشِّعرُ لنا دوماً
ديواناً يرفلُ بالأرَجَ
؛ (فخليلُ) الشعرِ يوحِّدُنَا
بلسانٍ ليس بذي عِوَجِ
وستنبتُ أرضُونَا شعراً
عربيَّ الصَّنعةِ والمهجِ
ويظلُّ عصيَّاً ممنوعاً
من أعرجَ في الظُّلماتِ دَجِي
ويطيبُ مُقامُ تفوِّقِهِ
إذ هو في الحِندسِ كالسُّرُجِ
وترفرفُ راياتُ الفصحى
وستُحمى منَّا بالوَدَجِ
وسوم: العدد 961